موسوعة(شعراء العربية) م5 ج 1 بقلم د فالح الكيلاني – العراق هو أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف و يقال ان اصله من أبناء الاكاسرة ملوك الفرس والمعروف بالوزير المغربي فهو وزير من الدهاة و من العلماء الادباء . ولد بمصر سنة \370 هجرية – 980 ميلادية وبها نشأ وتعلم فاصبح عالما اديبا وشاعرا فذا . كان أبوه علي بن الحسين من أصحاب سيف الدولة الحمداني وكانت أمه بنت النعماني صاحب كتاب(الغيبة) . فانتقل والده إلى مصر فتولى بها فحيكت عليه المؤامرات في البلاط السلطاني في القاهرة ، وصدر الحكم عام \ 394هجرية بإلقاء القبض على جميع أفراد أسرته ، وتنفيذ حكم الإعدام بهم فقتل هو وزوجته وقتل اخويه واحد اولاده وثلاثة من أهل بيته . اما ابو القاسم فقد استتر عن الانظار ودبر الأمر حيث لجأ الى بعض من أبناء القري(البدو) في مصرلتهريبه ونجاته من الفاطميين فهرب إلى الشام وقصد حسان بن المفرج بن الجراح الطائي أمير فلسطين والأردن في الرملة فاستجار بهم ، فأجاره الأمير الطائي وأمنه على حياته كان الوزير المصري ابو القاسم شاعرا أديبا عالما متبحرا بعلوم اللغة العربية مرموق الجانب فانشد بعد خروجه من مصر قائلا : إذا ما الفتى ضاقت عليه بلادُهُ وأيقن أن الأرضَ واسعةُ القُطرِ ودام على ضيقِ المعيشةِ صابراً على الذلِّ والحالِ الدنيةِ والفقر ولم يجترم للنفس عزّاً يصونها فلا فرقَ بين العبدِ والرجلِ الحرّ وأنشد شعرا بحضرة الأمير الطائي عند الدخول عليه. وتعتبر قصيد ته التي قالها بحضرة الأمير حسان بن المفرج من أبلغ وأفصح القصائد ومن أكثر القصائد إستنهاضا للهمم وتحفيزا وفيها مدح المفارجة من بني الجراح و تصف الدور المهم الذي كانت تلعبه قبيلة طيء في فلسطين والأردن ، من قوة ، وسطوة ورهبة وإستتباب أمن لمن يعيش في أحضان الطائيين ، وربوعهم. وكانت نبراسا لقبيلتي عرب الصقر وعرب السردية وهم ورثة وأحفاد المفارجة و للطائيين عامة وحمله على مخالفة الحاكم والخروج عن طاعته ففعل ذلك وحسن له مبايعة أبا الفتوح (الحسن بن جعفر العلوي) أمير مكة فأجابه إليه واستقدمه إلى ( الرملة ) وخوطب بأمير المؤمنين. عاش ابو القاسم بين المفارجة الطائيين في الشام معززا مكرما الا انه اضطر ان يستاذن الأمير حسان بن المفرج بعد ان فشل على حمله على مخالفة الحاكم والخروج عليه بالسفر الى العراق ، فجهزه الامير حسان بن المفرج للسفر وأمن وصوله الى العراق . وتقلبت به الأحوال إلى أن استوزره مشرف الدولة البويهي ببغداد عشرة أشهر وعدة أيام. فاضطرب امره و لم يستقر فيها حيث اتهمه القادربالله ( العباسي ) كونه قادم من مصر فاضطر الى ترك بغداد وانتقل إلى الموصل واتصل ( بقرواش ابن المقلد ) وكتب له ثم عاد عنه عندما كتب اليه الخليفة العباسي بابعاده ففعل الامير . سار الوزير ابو القاسم الى (ديار بكر) في تركيا واقام بمدينة (ميافارقين ) وفيها يقول : كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ يعللني بعدَ الأحبةِ داهرُ يحدثني مما يجمِّعُ عقلُهُ أحاديثَ منها مستقيمٌ وجائر توفي في منتصف شهر رمضان سنة \418 هجرية -1027 ميلادية ب(ميافارين ) بالقرب من ديار بكر في تركيا بعد مرض الم به ونقل جثمانه الى (النجف الاشرف) فدفن فيها حسب وصية منه وكان انه خاف في مرضه أن تتعرض جنازته لسوء فكتب الى رؤساء القبائل الذين في الطريق -إن لي حظية توفيت وأرسلت جنازتها مع فلان وفلان – يعني أصحابه- فأكرموا مثواهم وأخفروهم فلما مات نقل جنازته أولئك الاصحاب الذين ذكرهم في رسالته فأكرومهم من مرّوا عليهم واحترموهم وأخفروهم لأجله . من مؤلفاته وآثاره : رسالة السياسة . اختيار شعر أبي تمام اختيار شعر البحتري . اختيار شعر المتنبي والطعن منه . مختصر إصلاح المنطق . المأثور في مُلح الخدور . الإيناس . ديوان شعر ونثر أدب الخواص. أبو القاسم الحسين بن علي المغربي ، كان كان فاضلاً مصنفاً بارعاً أديباً شاعراً ذا علم وافر وأدب ظاهر، وبلاغة ، وذكاء ، وصناعة باهرة في الكتابة ، ومضاء ويتميز شعره بسلاسته وقوة سبكه وغلبة بلاغته وكانت الصناعة الشعرية ظاهرة فيه وفي اغلب شعراء هذا العصر وقال في المدح الوصف والحكمة والغزل من غزله يقول : ولما احتوى بدرَ الدجى صحنُ خدِّهِ تحيَّر حتى ما دَرَى أين يذهبُ تبلبلَ لما أن توسَّطَ خدَّهُ وما زال من بدرِ الدجى يتعجَّبُ كأنَّ انعطافَ الصُّدغِ لامٌ أمالها أديبٌ يجيدُ الخطَّ أيّانَ يكتب ويقول في الحكمة : خف الله واستدفع سطاه وسخطه وسائله فيما تسألُ الله تعطهُ فما تقبضُ الأيامُ في نيل حاجةٍ بنانَ فتىً أبدى إلى الله بسطه وكن بالذي قد خطّ باللوحِ راضياً فلا مَهرَبٌ مما قضاهُ وخطّه وإن مع الرزق اشتراطَ التماسِهِ وقد يتعدَّى إن تعديتَ شَرطَه ولو شاء ألقى في فمِ الطير قوتَهُ ولكنَّه أوحى إلى الطير لقطه إذا ما احتملت العبءَ فانظر قبيل أن تنوءَ به ألا ترومَ مَحَطَّه وأفضلُ أخلاق الفتى العلمُ والحجى إذا ما صروفُ الدهرِ أخلقن مِرطَه فما رفع الدهرُ امرءاً عن محلّه بغير التقى والعلم إلا وَحَطَّه واختم بحثي بقصيدته الرائعة في مدح الطائيين واميرهم حسان بن المفرج: أما وقد خيمت وسط الغاب فليقسون على الزمان عتابي يترنم الفولاذ دون مخيمي وتزعزع الخرصان دون قبابي وإذا بنيت على الثنية خيمة شدت إلى كسر القنا أطنابي وتقوم دوني فتية من طيئ لم تلتبس أثوابهم بالعاب يتناثرون على الصريخ كأنهم يدعون نحو غنائم ونهاب من كل أهرت يرتمي حملاقه بالجمر يوم تسايف وضراب يهديهم حسان يحمل بزه جرداء تعليه جناح عقاب يجري الحياء على أسرة وجهه جري الفرند بصارم قضاب كرم يشق على التلاد وعزمه يغتال بادرها الهزبر الضابي ولقد نظرت إليك يابن مفرج في منظر ملء الزمان عجاب والموت ملتف الذوائب بالقنا والحرب سافرة بغير نقاب فرأيت وجهك مثل سيفك ضاحكا والذعر يلبس أوجها بتراب ورأيت بيتك للضيوف ممهدا فسح الظلال مرفع الأبواب يا طيئ الخيرات بين خلالكم أمن الشريد وهمة الطلاب سمكت خيامكم بأسنمة الربا مرفوعة للطارق المنتاب وتدل ضيفكم عليكم أنور شبت بأجذال قهرن صعاب متبرجات باليفاع وبعضهم بالجزع يكفر ضوؤه بحجاب كلأتكم ممن يعادي هيبة اغتكم عن رقبة وجناب فيسير جيشكم بغير طليعة ويبيت حيكم بغير كلاب تتهيبون وليس فيكم هائب وتوثبون على الردي الوثاب ولكم إذا اختصم الوشيج لباقة بالطعن فوق لباقة الكتاب فالرمح ما لم ترسلوه أخطل والسيف ما لم تعملوه ناب يا معن قد أقررتم عين العلي بي مذ وصلت بحبلكم أسبابي جاورتكم فملأتم عيني الكرى وجوانحي بغرائب الأطراب من بعد ذعر كان أحفز أضلعتي حتى لضاق به علي أهابي ووجدت جار أبي الندى متحكما حكم العزيز على الذليل الكابي فليهنه منن على متنزه لسوى مواهب ذي المعارج آب قد كان من حكم الصنائع شامسا فاقتاده بصنيعة من عاب فلأنظمن له عقود محامدي تبقى جواهرها على الأحقاب لا جاد غيركم الربيع ولا سرت غزر اللقاح لغيركم بحلاب أنا ذاكر الرجل المندد ذكره كالطود حلي جيده بشهاب ولقد رجوت ولليالي دولة إني أجازيكم بخير ثواب اميرالبيان العربي د . فالح نصيف الكيلاني