تحلينا قراءة أي نص شعري على معرفة انطلاقية الشاعر في كتابته او حتى فهم تجربته اتجاه ما يشعر به فالدلالة النصية تعرفي لما جعله يكتب هذا النص ان عملية القبض على اللحظة تكون لها تأثير على الشاعر الذي يولد نصه فيها لانه يترجم لنا ما بداخله وحسب قدرته بطرحه منتجه ونحن الذائقة العامة كل ما يعنينا جماليات الكتابة لا نشاركه الاحساس ونجد في نص ( افعى الحرب) للشاعرة وفاء دلا جوانب ابداعي تجعلتنا في تناغم ومن العنوان الذي هو مفتاح العمل للادخول لعالمه نجدها ترفض الحرب فالظاهر بالسياق ان الحرب افعى وهذا رفض لكنها ابتكرت بمخليتها إنها الحرب التي تشبه هذا السلام ..؟!! حربٌ وَ خراب كأفعى غاب … تتناسلُ بدمائنا وَ تمرحُ بأرومة النهار فيظْلِم فيتكورُ الحُزن … في كُلِّ بارقة دَمُّ يسيقنا لإشلائنا وَ نبقى في متاهات الضياع , وَما نطقْ الحكم في مصائرنا العمياء … تتلاشى الأحلام سراباً خلف يباب … نعتصرُ الألم والأمل ونتلاشى بأعين الفراغ وقوداً وَجوعاً ويطاردنا الفقر … تظهر النينة الفكرية عند الشاعرة وهي تصف لحالة الحرب وما تولده من خراب ولم تحدد هواية الحرب على أي توجه بل جعلت ثيمة العمل مفتوحة لتعلن رفضها العام وقد اشتغلت على استعارات حداثوية من خلال تعبيرها انها تتناسلُ بدمائنا أي المعارك وتجلب الخراب ان مشروع هذا ا وَما نطقْ الحكم في مصائرنا العمياء لنص إيضاح من تخلفه الحروب والدمار وكانت إشارة جميلة بقولها أي من اصرارنا على النزعات والتشبه بالقتال ومع نضج الفكرة تظهر جوانب الإبداع بأعين الفراغ و نعتصرُ الألم والأمل ونتلاشى ان توظيفها لهذا المقاطع تحلينا الى قدرتها في البناء وسعة خيالها ومعرفة شعورها اتجاه ما كتبت عنه أغراءً للصبِّر .. واستدراج للمنايا … إلى الباقي لآخر هذا العمر المناط بالفجائعِ … المكلل بالآسى والجمرْ فالشمس عتمة ياهذه الحرب … ياهذه الطاحونة الشرسة بأسنانكِ اللبنية وأنيابكِ الرماح .. !! يا لهذا الظلم الواقف بين العين والعَينْ كيف أُقاوم نبضَ الحرب في مَدِّ الدم و جَزْر الحُزْنِ ..؟! وكيف أمحو عارك وَ أُوقفُ نزفكَ في وجهي .. ؟!! أما علمت : أنَ الجراح لم تعد توضئني أنا التي أُحاربُ نفسي على كلِّ الجهاتْ … !!!! يشكل هذا الحدث أهمية واستطاعة دلا وضعنا في المشهد بسردها المتواصل فكانت دراما شعرية طرحت من خلالها الم ضحايا الحرب وعزفة بها الخيال ليصور لتصورها طاحونة ان وظيفة نص ( افعى الحرب ) شرح واقع مر وهذا مهمة الادب فقد ارتبط الأدب بكثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية على اعتبار ان الأدب إنتاج فكري أنساني خالص فالأديب واحد من الناس يعيش معهم ولكنه يختلف في الرؤية فهو يملك إحساس عالي او ما يعرف بالعين الثالثة ويملك موهبة تمكنه من ترجمه إحساسه وكان للشعر حضور بارز في القضايا العامة واهمها الحرب التي يعبر عنها الشاعرة وفاء دلا بطريقته