شاع هذا الوزن في الشعر العربي قديمه وحديثه , وهو بين الأوزان سهل الورود والتأتي عند الناشئة كما يكثر وروده في الشعر الجديد " شعر التفعيلة". ومن القصائد المشهورة التي جاءت علي هذا الوزن: معلقة عمرو بن كلثوم "ألا هُبِّي بصحنك"، وبائية جرير "أقلي اللوم عاذل والعتابا"، وبائية شوقي " سلوا قلبي غداة سلا وتابا " . وزنه : مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعِلْ … مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعِلْ صوره : يأتي تامًا ومجزوءًا ومشطورًا . 1 الوافر التام : وفيه تتكرر التفعيلة ثلاث مرات في كل شطر، ولم يُسْتعمل هذا الوزن إلا مقطوفًا، [القَطْفُ: وهو اجتماع العصب مع الحذف, ويحدث ذلك مع تفعيلة (مُفَاعَلَتُنْ //ه///ه) فبالحذف تصبح (مُفَاعَلُ //ه//) بتحريك اللام, وبالعصب تصبح (مُفَاعِلْ //ه/ه) بسكون اللام, وعليه تتحول بالقطف (مُفَاعَلَتُنْ //ه///ه) إلي ( مُفَاعِلْ //ه/ه)]. وللوافر التام عروض واحدة وضرب واحد علي وزن (مفاعل) أو (فعولن) . ومنه قول الشافعي: [ديوانه : ص137]. نَعِيبُ زَمَانَنَا والعَيْبُ فِينَا … ومَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا ونهجو ذا الزمان بغير ذنبٍ …ولو نطق الزمان بنا هجانا ولَيْسَ الذِئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ…وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا عَيَانَا تقطيع البيت الأول : نَعِيبُ زَمَانَنَا والعَيْبُ فِينَا …وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا نعيبُ زما / نناولعي/ ب فينا … ومالزما / نناعيبن/ سوانا //ه ///ه //ه/ه/ه //ه/ه … //ه//ه //ه/ه/ه //ه/ه مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعِلْ… مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعِلْ سالم معصوب مقطوفة … سالم معصوب مقطوف [العصب : هو إسكان الخامس المتحرك ]، ومنه قول الشاعر: [البيت منسوب لعمر بن معدي يكرب . ينظر : العقد الفريد 5/480] . إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ… وجَاوَزْهُ إلي ما تَسْتَطِيْعُ إذا لم تس / تطع شيئن/ فدعهو … وجاوزهو/ إلي ماتس/ تطيع //ه/ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه … //ه/ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعِلْ مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعِلْ معصوب معصوب مقطوفة معصوب معصوب مقطوفة ومنه قول الشافعي: [ديوان الشافعي : ص 96 ]. أُحِبُّ الصَّالِحِيْنَ ولَسْتُ مِنْهُمْ …لَعَلِّي أَنْ أنَالَ بِهِمْ شَفَاعَهْ وأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ الُمَعَاصِي …ولَوْ كُنَّا سَوَاءً في الْبِضَاعَهْ – ومنه قول قطري بن الفجاءة : أَقُولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعًا …مَنْ الأبَطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يَوْمٍ …عَلَي الْأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَنْ تُطَاعِي فَصْبرًا فِي مَجَالِ المَوْتِ صَبْرًا …فَمَا نَيْلُ الْخُلُوْدِ بِمُسْتَطَاعِ سَبِيْلُ المَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ … فَدَاعِيْهِ لأَهْلِ الأَرْضِ دَاعِي – ومنه قول شوقي في ذكري المولد النبوي:[ الشوقيات ج1 , ص 68 ]. سَلُوا قَلْبِي غَدَاةَ سَلا وتَابَا…لَعَلَّ عَلَي الجَمَالِ لَهُ عِتَابَا ويَسْألُ في الحَوَادِثِ ذُو صَوَابٍ …فَهَلْ تَرَكَ الجَمَالُ لَهُ صَوَابَا وكُنْتُ إذا سَألَتُ القَلْبَ يَوْمًا …تَوَلَّي الدَّمْعُ عَنْ قَلْبِي الْجَوَابَا ومَا نَيِلُ الْمَطَالِبِ بالتَّمَنِّي …ولَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلابَا ومَا اسْتَعْصَى عَلَي قَوْمٍ مَنَالٌ…إذا الإقْدَامُ كَانَ لَهُم رِكَابَا ومنه قول عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة : أبا هندٍ فلا تعجل علينا … وأنظرنا نخبرك اليقين بأنا نورد الرايات بيضا …ونصدرهن حمرا قد روينا ويقول أيضًا : وقد علم القبائل من معدٍ … إذا قبب بأبطحها بُنينا بأنا المطعمون إذا قدرنا … وأنَّا المهلكون إذا ابتلينا وأنا المانعون إذا أردنا … وأنَّا النازلون بحيث شينا وأنا التاركون إذا سخطنا … وأنَّا الآخذون إذا رضينا ونشرب إن وردنا الماء صفوا … ويشرب غيرنا كدرًا وطينا ملأنا البر حتى ضاق عنا … وماء البحر نملؤه سفينا إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ … تخر له الجبابرة ساجدينا ومنه قول المتنبي : إذا غامرت في شرفٍ مروم … فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير …كطعم الموت في أمر عظيم ومنه قول الشاعر رشاد يوسف : أريج الحب فواح صريح …وإن كتم الهوى قلب وروح كأنفاس الورود إذا توارت … ينم على الخطا عطر وريح فلا تكتم هواك فكل ركن … به غنيت محراب فضوحُ ولا تخفي الصبابة في عنادٍ … وقد فضح الهوي جفنٌ قريح أتكتم والعيون لها حديثٌ … عن الأعماق نمام صريح ومنه قول نزار قباني تحت عنوان ( طائشة الضفائر ) : أطائشة الضفائر غادريني … فما أنا عبد سيدةٍ وكأسِ لقد أخطأتِ حين ظننتِ أنِّي … أبيع رجولتي وأُضِيْعُ رأسي فأكبر من جمالك كبريائي… وأعنف من لظى شفتيك بأسي خذي علب العطور وألف ثوبٍ… تعيش بمخدعي أشباح بوسِ وصورتك المعلقة احمليها… فمن خلف الإطار يطل أمسي لقد طرزت دربك ياسمينا … فدستي براعمي وقطعتي غرسي لقد شوهتي أيامي وعمري … فجفت ريشتي وانبح همسي أعيديني إلي أصلي جميلا… فمهما كنت أجمل منك نفسي ومنه قول إيليا أبو ماضي: سبيل العز أن تبني وتعلي … فلا تقنع بأن سواك يبني ولا تك عالة في عنق جد … رميم العظم أو عبئا علي ابن فمن يغرس لكي يجني سواه … يعش , ويموت من يحيا ليجني فما حطمت يدُ الأيام روحي … وإن حطمت أباريقي ودني ولم أعقد علي خوف لساني … ولا ضنًّا علي الدنيا بفني ولكنَّ امرؤٌ للناس ضحكي … ولي وحدي تباريحي وحزني إذا أشكو إلي خِدْنٍ همومي… وفي وسعي السكوت ظلمتُ خِدْنِي وتأبى كبريائي أن يراني … فتى مغرورقًا بالدمع جَفْنِي فاستر عَبْرَتِي عنه لِئَلا… يضيقُ بها وإن هي أحرقتني ويبكي صاحبي فأخالُ أنِّي… أنا الجاني وإن لم يتهمني