نزلات البرد والإنفلونزا هي التهابات فيروسية في الجهاز التنفسي، الذي يتكون من الحلق والأنف ومجاري القصبات والشُعب التنفسية والرئتين. والفيروسات هي التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، وهناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات المختلفة يمكنها أن تسبب نزلات البرد، لكن الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا عددها قليل، ولذلك تتوافر لقاحات للإنفلونزا وليس لنزلات البرد. بهذه المقدمة، بدأ الدكتور سامح السنباطي الأستاذ بكلية الطب جامعة 6 أكتوبر حديثه ل"بوابة شموس نيوز" لافتاً إلى أنه كثيرا ما يُطرح السؤال التالي: كيف يمكنني معرفة ما إذا كانت لدي نزلة برد أم إنفلونزا؟ ويجيب: على الرغم من أن ثمة العديد من الأعراض المتشابهة والمشتركة بين نزلات البرد والإنفلونزا فإن هناك فوارق يُمكن التمييز بها بين الحالتين. وبالعموم، فإن أعراض نزلات البرد تتطور ببطء وعادة ما تكون أكثر اعتدالا من أعراض الإنفلونزا، ويمكن أن تشمل: حمى تصل إلى نحو 38 درجة مئوية. سيلان أو انسداد الأنف، وفي كثير من الأحيان مع تصريف إفراز أنفي أخضر أو أصفر اللون. التهاب الحلق. السعال. العطس. التعب. آلام في العضلات. الصداع. عيون دامعة. أما أعراض الإنفلونزا فإنها عادة ما تظهر فجأة ويمكن أن تشمل: الحمى أكثر من 39 درجة مئوية. انسداد الأنف. الغثيان. قشعريرة وتعرق. التعب والإعياء الشديد. آلام في العضلات، خاصة في الظهر والذراعين والساقين. السعال. الصداع الشديد. فقدان الشهية للأكل. وبسؤال د. سامح السنباطي: هل الأمر يتطلب بعد ظهور هذه الأعراض مراجعة الطبيب؟ أجاب: تشير نشرات الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة إلى أنه في معظم الحالات لا يحتاج المريض بنزلات البرد أو الإنفلونزا إلى مراجعة الطبيب، إلاّ إذا كان لديه أي واحد من الأعراض التالية: في حالات الأطفال: ارتفاع درجة الحرارة أعلى من 39 درجة مئوية أو الحمى التي تستمر لأكثر من 3 أيام. الأعراض التي تستمر لأكثر من 10 أيام. صعوبة في التنفس، أو التنفس السريع أو الصفير في الصدر. تغير لون الجلد إلى الأزرق. وجع الأذن أو ظهور إفراز الصرف من الأذن. تغيرات في الحالة النفسية مثل عدم الاستيقاظ من النوم ونوبات التهيج. أعراض تشبه الإنفلونزا التي تتحسن مبدئيا ثم تسوء بحمى وسعال أشد. تفاقم في وضع حالة مرضية مزمنة مثل مرض السكري أو أمراض القلب. القيء أو ألم في البطن. وفي حالات البالغين: حمى عالية ولفترات طويلة أكثر من 39 درجة مئوية مع التعب وآلام في الجسم. الأعراض التي تستمر لأكثر من 10 أيام أو حصول تردي بدلاً من التحسن. صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس. ألم أو ضغط في الصدر. الإغماء أو الشعور بأن الشخص على وشك الإغماء. الارتباك الذهني. القيء الشديد أو المستمر. ألم الجيوب الأنفية الحاد في الوجه أو الجبين. تورم الغدد في الرقبة أو الفك. وعن أفض الوسائل الطبيعية للتخلص من أعراض نزلة البرد ، يقول د. السنباطي: أولاً: تناول الكثير من السوائل : سواء كان ماء أو عصائر وذلك من أجل تعويض الماء الذى يفقده الجسم بسبب الحمى وبسبب ارتشاح الأنف. و تجنب شرب القهوة والكحوليات التى قد تسبب زيادة حدة الأعراض . ثانياً: تناول حساء الدجاج (شربة الفراخ) : فالعلماء أثبتوا قدرة حساء الدجاج على التخلص من نزلة البرد وذلك يرجع لخصائصها المضادة للالتهاب ولأنها تسرع من حركة المخاط عبرالأنف بما يساعد فى التخلص السريع من الفيروس وإزالة أعراض الاحتقان سريعا. ثالثاً: الراحة: وذلك فى حالة السعال السىء والإرهاق من الأدوية. رابعاً: التحكم الجيد فى درجة حرارة الغرفة والرطوبة : ومن الأفضل أن تجعل الحجرة دافئة ( و ليست حارة ) وأن تقلل رطوبة الغرفة. مع مراعاة التأكد من نظافة الجهاز المستخدم فى التحكم فى درجة الحرارة لمنع تكاثر البكتريا . خامساً: الغرغرة : فالغرغرة بماء ملحى تساعدك على التخلص من احتقان الحلق . ( ضع 2.5 مم ملح على حوالى 237 مم من الماء). سادساً: استخدام قطرة أنف من ماء ملحى: و هى تستخدم للأطفال الرضع والأطفال الصغار. وهى تتوافر فى الصيدليات ويجب وضع عدة قطرات فى كل مرة. سابعاً: تناول الأطعمة الداعمة للجهاز المناعى في الجسم، مثل البرتقال والليمون والتفاح والبصل والثوم والخضروات بكافة أنواعها وغيرها. ويرشدنا د. سامح السنباطي الأستاذ بطب 6 أكتوبر إلى العلاجات الدوائية المتاحة للتخلص من أعراض نزلة البرد وهي: أولاً: مسكنات الألم : و تستخدم للتخلص من ألم الحلق والصداع الذى قد يصاحب نزلة البرد مثل ال(اسيتامنوفين)(acetaminophen) . ولكن لا يمكن إعطائه للأطفال أقل من 3 شهور . ويجب الالتزام بالجرعات المحددة لأن تناول جرعات كبيرة منه على فترات طويلة يمكن أن يسبب تدمير خلايا الكبد. ويمنع إعطاء الأسبرين للأطفال وذلك لأنه يمكن أن يتسبب فى متلازمة (راى) وهى نادرة الحدوث، لكنها قاتلة وتعرف باسم Reye's syndrome ثانياً: بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، ولا تستخدم فى علاج الأطفال لأنه لا تتوافر أدلة قوية على فائدتها للأطفال بل يمكنها أن تسبب آثاراً جانبية. وفى حالة استخدامها فى البالغين يجب استخدامها لأيام قليلة لأن استخدامها لفترات طويلة يمكن أن يتسبب فى عودة التهاب الأغشية المخاطية للأنف. ثالثاً: الأدوية المثبطة للسعال: وهى لعلاج السعال الذى قد يصاحب نزلة البرد، لكنه لن يعالج نزلة البرد نفسها. وينصح بعدم إعطاء تلك الأدوية للأطفال الأقل من أربع سنوات لأنها لن تعالج المرض نفسه بل قد تسبب بعض المضاعفات مثل سرعة ضربات القلب والتشنجات . وكما يقال إن درهم من الوقاية خير من قنطار من العلاج فيرشدنا الدكتور سامح السنباطي إلى أهمية الأخذ بأسباب الوقاية من البرد والإنفلونزا فيقول: يعتبر مصل الإنفلونزا هو أفضل طرق الوقاية علي الإطلاق، لكن يجب الحذر بأنه قد لا يناسب أي شخص لذا كما نوهت مسبقاً يجب إستشارة الطبيب في ذلك . أيضاً، أنصح بالابتعاد عن الأشخاص المصابين بالأنفلونزا وتجنب مصافحتهم أو معانقتهم، وكذلك تجنب استعمال الأدوات الخاصة بهم فالعدوى يمكن أن تنتقل عن طريق الرذاذ.. نسأل الله الشفاء للجميع.