فى مثل هذا اليوم 17 يونية 1905 وُلد عبقرى التلاوة وفريد عصره فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل فى قرية صغيرة بمحافظة الغربية تُدعى ميت غزال بينها وبين مدينة طنطا 6 كيلومترات . وبالرغم من ان تعداد سكان هذة القرية كان يتعدي 700 نفس بالقليل ، إلا أن الله سبحانه وتعالى خلق له من بينهم 3 مشايخ هم الذين قاموا بتعليمية القرآن حفظا وتجويداًحتي بلغ 12 من عمرة ، وبعد ذالك أعد الله لة كل شئ ليكون مسموعاً ومشهوراً بلا تخطيط منة ولا دعاية ولا مجهود . فقد ذهب مع جدة الذي كان له كل الفضل فى تجهيزة والحفاظ على موهبتة إلى طنطا لزيارة قريب فى المستشفى في طنطا ، وفى طريق العودة دخل بة جدة الحاج مرسى إسماعيل إلى مسجد عُطيفة بطنطا لصلاة العصر وجعل مصطفى يتلوا عَشرِاً ما بين الآذان والإقامة فإنبهر بة الحضور ، واستفسر أحدهم من الجد عن هذا الموهوب فعلم أنة لا يفعل شئ فى القرية ، فإقترح ان يُقدم لة فى الأزهر ليكون عالماً في علوم الدين، وبدأت الشهرة في مدينة طنطا في رحاب السيد البدوى بقراءة سورة الكهف يوم الجمعه . وفجأة تُوفي حسين باشا القصبى عضو البرلمان في تركيا في رحلة علاج وجاء خبر وفاته إلي مصر قبل وصول الجثمان عن طريق البحر ثم بالقطار الي طنطا . فذاع الخبر في جميع أنحاء المحروسة . ودُعى للقراءة كبار المقرئين في ذالك الوقت من طنطا الشيخ حسن صبح والشيخ العقلة والشيخ شفيق وفي اليوم الثانى جاء من القاهرة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في اليوم الثالث جاء الشيخ محمد رفعت ، وتوافدت الوفود للعزاء من كل أنحاء القطر المصرى ، ودُعى هذا الصبى ذو ال 21 سنة من عمرة مصطفى إسماعيل للتلاوة في الثلاثة أيام كل يوم مع باقة جديدة من المقرئين ، فأستمعوا له وعلموا بأن نجم جديد ظهر في مصر فمنهم من حقد علية ومنهم من حاربة ولكنة إستطاع بتواضعه وأخلاقه الراقية جدا أن يُحوِّل كل الحسد والحقد والحرب إلى حب وإحترام وتقدير كل المقرئين له . أما الجماهير التى حضرت العزاء فحدث عندهم انبهار وذهول لطريقه هذا الفتى في التلاوة التى تتميز بالقوة الشديده في الصوت والتحكم في الآداء بطريقة غريبة وجديدة لم يستمع إليها أحداً من قبل . فكانوا خير سفراء له عند عودتهم كُلٌ إلي قومه . فأصبح الشعب كله يذكر أسم مصطفى إسماعيل بتاع طنطا. ولم تمر أيام قليل حتى انهمرت علية الدعاوى من كل فج عميق . وكان دائما يقول عندما يُسأل من وسائل الإعلام عن المشقة التى عاناها إلى أن وصل الي الشهرة ،أنا لم أفعل شئ على الإطلاق وإنما الله سبحانه وتعالى هو الذى دبر لى كل أمرى وأنعم علىّ ببركة القرآن . وأدعوا الله دائما أن لا يحرمنى من صوتى إلى حين مماتى . فاستجاب الله منة وأمدة بعطاء من الإبداع المستمر والعطاء الذى لم ينقطع حتي بعد وفاته وكان في عصرة نجم من نجوم المجتمع وأطلق علية الناس إمام المقرئين وشيخ المقرئين والأستاذ والعبقرى والمبدع ومقرئ الملوك ومقرئ الغلابة والفقراء وقارئ مصر الأول ، وقال عنة الموسيقين هو الذي أسس دولة التلاوة ووضع لها استراتيجية وهيكلية وأنة كل الذين عاصروه والذين جاؤوا من بعدة أخذوا منة وتأثروا به . وانه كان لة ذوق نادر في ترتيب الأنغام لخدمة كلام الله . وقال علماء التفسير والتجويد والقراءات أنة سخر صوتة وآداءوه الذي وهبة الله له والعلوم التى تعلمها وكذالك علم التجويد والقراءات في خدمة معاني النص القرآني تصويرا بالصوت وإظهارً للمعني . هذا هو الشيخ مصطفى إسماعيل الذين انتقل في 26 ديسمبر 1978 عن عمر يناهز 73 والذي أنعم الله علية بالتلاوة حتي آخر يوم في حياته فكانت آخر قراءة من سورة الكهف في صلاة الجمعه 22 ديسمبر 1978 بمسجد البحر بمدينة دمياط بحضور الرئيس أنور السادات والذى اصطحب الشيخ معه إلي المسجد الأقصى للتلاوة في صلاة العيد الأضحي المبارك في شهر نوفمبر عام 1977