على المعارضة اليوم فى عالمنا العربى أن تعلم وتتأكد من أن الإستخدام الأفضل للمصادر والإمكانات يزيد من فرص تحقيق الأهداف المطلوبة 0 وهذا طبعا مما يتطلب إيجاد رؤية إستراتيجية وخطة مصممة لنقل الوضع العربى من الحالة الراهنة إلى مستقبل قريب تتحقق فيه الأهداف التى تصبوا إليها شعوبنا0 أى يجب أن تتم الحركة وفق خطة إستراتيجية مدروسة ودقيقة نستطيع بها الإنتقال إلى الوضع المطلوب0 هذا مع التشديد الدائم والمستمر على الغايات النبيلة وكذا الأهداف والمبادئ التى يجب التمسك بها والتى لا يمكن تحققها طبعا بدون تخطيط 0 نقول هذا ونحن على يقين بأن التاريخ يقف دائما يقف فى صف الحق والعدل0 ومع هذا لا يجب على المعارضة أن تبنى عملية التغيير هذا على تخطيط تكتيكى محدود على المدى القصير أو القيام بأى عمل غير مدروس ودون دراية بمدى تأثير هذا العمل على مصادرقوة الأنظمة الفاسدة 0 يعنى التحرك دون رسم إستراتيجية طويلة الأمد 0 أو دون وضوح الإستراتيجة التى يتم إستحدامها 0 كل هذا طبعا قد يؤدى إلى إنحراف الطاقة نحو قضايا ثانوية واستخدامها بطرق غير فعالة 0 لأنها لم تعمل على تفكيك الأنظمة الفاسدة واستقلال الفرص التى تؤدى إلى القضايا العربية بشكل عام 0 لأن حركة المعارضة العشوائية إذا لم تتخذ إتجاها ضمن خطة إستراتيجية واضحة تركز على زيادة أزمة الأنظمة الفاسدة وجعلها ضعيفة السلطة 0 فإنها فرص نجاح جهودها المبذولة لتحقيق الأهداف قد تضعف ويصعب بعد ذلك تحقيق الأهداف المسطرة 0 كما أن عملية الخضوع والتعاون يعتبران فى الحقيقة هما الأمران الأكثر أهمية لإستمرار أى سلطة فى عالمنا العربى اليوم بما فيها الأنظمة العربية الديكتاتورية الشديدة القمع 0 حيث لا يستطيع أى نظام عربى الإستمرار دون قبول الجماهير العربية له0 لذا على المعارضة العربية أن معارضة لا عنفية من جهة ومن جهة ثانية توجه ضرباتها إلى هذه المصادر0 لكى تضعف قوة هذه الأنظمة الفاسدة وقطع مصادر قوتها بالكامل0 يعنى أن يكون المعارضة بعيدة عن التحريض المسلح بل يكون التحريض على رفض الجماهير شرعية هذه الأنظمة وطاعة الحكام الفاسدين عن طريق الإضرابات الشاملة مثلا التى تشل الإقتصاد وكذا عدم التعاون الإدارى الذى يعيق العمليات الحكومية0 كما أنه قد تحدث عملية تمرد لكل فئات الشعب وهذا مما يجعل هذه الأنظمة الفاسدة تفقد القدرة على ممارسة القمع فى المحتجين محافظة على أنظمتها0 ويبقى بأن قوة هذه الأنظمة تضعف وتنهار عندما تفقد هذه الأنظمة مصادر قوتها وتسقط طبعا بسبب الضعف السياسى 0وهذا مما يؤدى بهذه الأنظمة الفاسدة إلى تقديم تنازلات نتيجة سحب التعاون الإقتصادى والسياسى لأن هذينالمصدرين إذا تم إستنفاذهما فإنه لم يبق هذه الأنظمة إلا خيار الإستسلام والسقوط0 لكن يجب أن يتم هذا كله فى ظل وجود قيادة معارضة بارعة تضع خططا إستراتيجية ذات مراح تكتيكية0 لأن سياسة اللاعنف هى أسلوب لإدارة الصراع وبالتالى فهى تحتاج للقوة فى الممارسة والنفوذ وكذا الإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف المرجوة حتى وإن كانت هذه الأنظمة هى عبارة عن طغمة عسكرية معادية لمصالح أغلبية شعوبنا العربية0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن إدارة الصراع بين المعارضة والسلطة فى عالمنا العربى يجب أن تعمل من أجل إحداث خلل فى التواز بين إستخدام العنف من الأنظمة العربية واللاعنف من قبل المعارضة العربية أى وضع الأنظم العربية الفاسدة فى موضع يفتقر إلى التناسق والإنسجام0 وهذا طبعا مما يضعف قدرة الأنظمة ويزيد من قدرة المعارضة إضافة إلى زيادة هذه الأنظمة عن شعوبها 0 إضافة إلى زيادة وتوسع المعارضة الداخلية وهكذا يتم تفكيك هذه الأنظمة الفاسدة فى عالمنا العربى من خلال تقويض مصادر قوتها0 وهى المصادر هى شرعية هذه الأنظمة وكذا المصادر البشرية كالقوة المؤيدة لهذه الأنظمة 0 إضافة إلى العوامل النفسية والفكرية 0 وكذا الممتلكات والمصادر الطبيعية والمالية والنظام الإقتصادى ووسائل الإتصال والمواصلات وغيرها0 لإن عملية التغيير فى الأنظمة الديكتاتورية التى تزداد قوة بسلطة القوانين والشركات فى بلداننا العربية والتى يسميها الغرب بالبلدان الغير ديموقراطية0 يجعلنا نقول بأن فى كثير من هذه البلدان فى عالمنا العربى يكون للشركات الكبرى سلطة قترب فى نفوذها فى بعض المناحى مع أوضاع مماثلة فى الدول ذات الإنظمة القمعية 0 وهذا طبعا مما جعل التفكير بالحل العنفى فى بلداننا العربية خاصة لدى بعض شعوبنا العربية الذين لا تتوفر في ظروفهم إمكانيات تغيير ملموسة 0 وهذا يجعلنا نقول بأنه قد يكون من الخطأ الإعتقاد بأن العنف والسلاح قد يحسمان المعركة بسرعة أكبر0 لأنه قد يترتب على العنف من قبل بعض الفئات ضد السلطة عنف مركب وشديد من قبل ذلك النظام الديكتاتورى المستبد 0 لأن طبعا الأنظمة الديكتاتورية عادة يعتبر الصراع المسلح هو مجالها الحيوى حيث تستطيع البطش والقمع بطريقة آلية تنتمى إلى أصل تكوينها وبنياتها 0 وعادة عندما تستعمل المعارضة السلاح يكون رد فعل السلطة دمويا وشديد القمع 0 وهذا مما يترتب أو يؤدى إلى عسكرة المجتمع بتكون كتل مسلحة فيه كما هو الحال فى العراق وفى ليبيا0 حيث تصبح كل كتلتة تقاتل من أجل أهدافها وليس من أجل مصلحة البلد 0 وهذا طبعا مما يجعل المجتمع يسقط فى دوامة العنف 0 وقيام فصائل مسلحة 0 كل فصيل يصيغ أيديولوجية تبيح له إستخدام العنف 0 كما أنه غالبا عندما تصل هذه الفصائل إلى السلطة فى حال نجاحها فإنها ستمارس دور مماثل للسلطة الديكتاتورية السابقة التى تم إزاحتها تحت قوة سلاحها وشرعيتها الثورية 0 هذا من جهة ثانية فإن إنحراف طاقة المعارضة نحو قضايا ثانوية أو إستخدام هذه الطاقة المتوفرة لدى المعارضة فى عالمنا العربى بطرق غير فعالة وعدم إستغلال الفرص التى تؤدى إلى تقدم القضايا التى تناضل من أجلها شعوبنا العربية 0 فإن كل هذا يجعل المعارضة فى بلداننا ليس بمقدروها و لا تستطيع تفكيك هذه الأنظمة الفاسدة فى بلدانها هذا من جهة0ومن جهة ثانية تضعف فرص نجاح الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف المسطرة 0 لذا فإن عمل كل عمل به المعارضة اليوم يجب أن يتم ضمن خطة إستراتيجية واضحة تركز على زيادة أزمة هذه الأنظمة الفاسدة من جهة وتزداد فرص نجاح هذه المعارضة فى عملها النضالى0