فى عام 1783 إنتهت الحرب رسميا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا واعترفت إنجلترا بإستقلال الولاياتالمتحدة آلأميريكية 0 وظهرت الولاياتالمتحدة الأميريكية كدولة جديدة أخذت فى النمو والإ تساع حتى أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية القوة العظمى فى العالم 0 وكان من أهم القضايا التى واجهت الدولة الأميريكية الجديدة فى البداية هو قضية نظام الحكم0وحقوق المواطنين وواجباتهم والروابط التى تربط الولايات بالدولة وبالولايات الأخرى 0وفى عام 1787 تقرر إقامة دستورللبلاد 0 وفى نفس أختير جورج واشطن بالإجماع ليكون رئيسا للدولة 0 وبرزت شخصيتان فى فترة الثورة وهما جورج واشطن البطل العسكرى وأول رئيس للولايات المتحدة الأميريكية 0 الذى ترأس حزبا يؤيد وجود رئيس قوي 0 وحكومة مركزية 0 والشخصية الثانية فى ذلك الوقت هو توماس جيفرسون الذى كتب وحرر وثيقة الإستقلالل والذى كان قد تأرس حزبا يفضل منح الولايات قدرا أكبر من السلطة إستناد إلى النظرية التى تنص أن من أجل ذلك جعل الولايات أكثر تعرضا للمساءلة تجاه الشعب0 هذا وقد أثرت الثورة الأميريكية وعجلت بظهور الثورة البرييطانية 0 كما يعتبر دستور الولاياتالمتحدة الأميريكية من أوضح دساتير العالم وأكثرها فعالية 0 وهذا طبعا ما ساعد على قيام حكومة تتوازن فيها السلطات الثلاث 0 كما أقام التوازن بين الحكومة الإتحادية وحكومة الولايات0 كما تم الحفاظ على مرونة الدستور ومسايرته للتطور0 وبالنص على إ مكانية التعديل والإضافة إلى الدستور0 قد وضعت بعض القيود لحمايته من التغييرات المتسرعة 0 ويبقى القول بأنه أن الثورة الأميريكية قد وضعت ضوابط دستورية قدد أصبحت مع مرور الوقت نموذجا يحتذى به من قبل العديد من الدول الأخرى الساعية لبناء ديموقراطيات جديدة 0 أما الآن فإن الولاياتالمتحدة الأميريكي تعيش عصر المحافظين الجدد وعصر الفوضى الخلاقة0 حيث تم تعريف هذه الفوضى بأنها إحدى العوامل المهمة فى التدريب والعلاج النفسى 0 فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه 0 وعندها يمكن أن تحدث الكارثة التى يسميها علماء النفس الماسنيين بالمعجزة فيصبح الإنسان قادرا على خلق وإيجاد هوية جديدة بقيم مبتكرة جديدة ومفاهيم حديثة تساعده على تطوير نفسه أولا ثم البيئة المحيطة به 0 كما يبقى القول بأن مصطلح الفوضى الخلاقة والتدمير الخلاق هذا كان قد وجد فى أدبيات الماسونية فى الماضى 0 بناء على نص قد وجد فى الإنجيل المحرف والذى يؤكد فيه على أن الكون قد خلق من فوضى وأن الرب قد إختار الفوضى ليخلق منها الكون وأن الفوضى كانت وستظل خطوة مهمة فى عملية الخلق0 كما أن كل من قرأ التاريخ يعرف بأن الماسونية هى التى كانت ورا ء الثورة فى الجمهورية الفرنسية والبلشفية فى الإتحاد السوفياتى 0 كما كانت الثورة البريطانية كما كانت وراء إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم فى كثيرمن بلدان العالم والسيطرة عليها بعد أن تبث سموم النزاع والصراع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات ونشر داء العنصرية كما ن مصطلحات الفوضى والدمار الخلاق قد شكلت أساسا للتحاليل والدراسات فى السياسية الأميريكية المتعلقة بالشرق فى الشرق الأوسط 0 فمصطلح الدمار قد إستخدم منذ فترة ليشرح كيف تقوم الرأسمالية بتحطيم الأنظمة الإجتماعية القائمة من جهة وكيفية الإستفادة من الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية التى تأتى فى مكانها من جهة ثانية 0 كما أن مصطلح الفوضى هذا قد أستعمل فى الولاياتالمتحدة الأميريكية فى عام 1988 0 واعتبرت فى ذلك الوقت أمرا واقعا وعلى الأميريكيين أن يتعلموا كيفة التعامل معها من أجل الإنتعاش الإقتصادى 0 حيث الفوضى والغموض يشكلان فرصا تجارية للأذكياء 0 والرابحون فى المستقبل هم الأميريكيون الذين سيتعاملون بنشاط مع الفوضى 0 فالفوضى الخلاقة فى الحقيقة قد عرفت حالة جيوبوليتيكية تعمل على إيجاد نظام سياسى جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم أو تحييده0 لكن الشئ الملاحظ طبعا هو أن الأنظمة والقوى الإستعمارية تستغل عادة تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية وتوظيفها من أجل إنهاك المجتمعات وتركيع أنظمتها0 وهذا الذى تفعله الولاياتالمتحدة الأميركية فى المجتمعات العربية 0 فكما تستغل الخلافات الحدودية مثلا تستغل التباينات الطبقية والمذهبية وتفاقمها إلى أن تصبح إنشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة مدمرة كما حدث فى السودان بين شماله وجنوبه 0 تتيح للقوى الإستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها بما يخم مصالحها الخاصة0طبعا وفى النهاية تفرض شروطها على جميع أطراف الصراع0 وهذا طبعا ما جعل الولاياتالمتحدة الأميريكية تطور نهجها وصاغته فى نظرية تعامل إستراتيجي تمكنها وتتيح لها ألا تضطر إلى اللجوء العسكرى المباشر إلا مضطرة خاصة بعد التجربة المريرة فى الفيتنام ولهذا عملت طبعا على إيجاد نظرية تنتهجها فى تعاملها وتدخلها فى شؤون الدول الضعيفة الداخلية 0مثل تدخلها فى الشؤون الداخللية لكثير من الدول العربية فأوجدت نظرية جديدة أطلقت عليها مصطللح نظرية الفوضى الخلاقة 0 حيث هذه النظرية الجديدة تستهدف إستحداث حالة من الفوضى والإستقرار فى مواقع الصراع بين أطراف محلية تتيح لها ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها0 كما تعمل الولاياتالمتحدة الأميريكية على تسخير من أجل تحقيق هذا الهدف كل الإمكانيات المتفوقة فيها تقنيا وثقافيا وسياسيا 0 معتمدة على أكبر حجم متوفر لديها من المعلومات عن مواقع أطراف الصراع المحلى 0 كما أثمرت هذه الحصيلة العامة التى خرجت بها الولاياتالمتحدة الأميريكية جراء هذه الجهود الضخمة من العمل الدؤوب والمستمر عن تبنيها مقولات حضارية ثقافية وسياسية تحريضية موجهة إلى مجتمعاتنا العربية والى القوى الشبانية العربية بصفة خاصة تحدد لهم فيها لهم مطالبهم الثقافية والإقتصادية التى عجزت الأنظمة العربية الفاسدة عن تحقيقها فى بلدانهم 0 وهذا مما أحدث إضطرابات وأحدث عنفا فى المجتمعات العربية وفتح المجال للولايات المتحدة الأميريكية للتدخل فى الشؤون الداخلية لكثير من البلدان العربية