بقلم الناقدة الدكتورة فينوس فؤاد فى نوع جديد من المعارض الفنية أطل علينا مؤخرا معرض "اتنين ..اتنين" والذى أقيم فى قصر الفنون التابع لقطاع الفنون التشكيلية لعرض نتاج الإقتراب الفنى لأشهر الأزواج فى الساحة التشكيلية المصرية الحديثة والمعاصرة ، الجديد هو تكريم الرواد سعد الخادم وعفت ناجى ، بينما تم الاحتفاء بثلاث ثنائيات فنية كضيوف شرف وهم زكريا الخنانى وعايدة عبد الكريم ، وعبد الرحمن النشار وزينب السجينى ، وجمال عبود وزينب سالم وقد رحل الأزواج وبقيت الزوجات بين أعمال أزواجهن مستمرات فى الحفاظ على تلك أدق تفاصيل تلك الثنائيات حتى بعد فقد شريك العمر والفن ، كما شمل المعرض أعمال أحدث ثنائيات فنية من الشباب وعددهم 14 زوج وزوجة جمع الكثير منهم زمالة الدراسة أولاً ثم كانت شراكة الحياة. فكرة المعرض جديدة ومبهرة وتحتاج إلى توثيق و دراسات نقدية مكثفة لترصد تأثير وتأثر كل فنان بالآخر فى الأسلوب والخامات والألوان وطبيعة الموضوعات والإتجاه الفنى ، وأعتقد أنه من الأفضل أن تمتد تلك الدراسات لتشمل محوران أساسيان وهما طبيعة الإبداع الفنى لكلا الزوجين قبل الإرتباط وبعده ، وكذلك لابد من الإشارة إلى طبيعة العلاقات الإنسانية بينهما وتشجيع كل منهما للأخر لإستكمال المشوار وربما لخوض تجارب جديدة. فاجتماع أعمال تلك الثنائيات فى تجاور داخل قاعة عرض واحدة يتيح التأمل فى العلاقات الجمالية والمفردات التشكيلية و البصرية فى أعمال كلاهما لنكتشف علاقات جديدة تضيف إلى كل منهما وتثرى الدراسة. وتحية تقدير للدكتور أحمد عبد الغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية على تقبله الفكرة والإقدام على تنفيذها على الرغم من غرابتها ، وتحية تقدير للفنان المبتكر محمد إبراهيم توفيق صاحب الفكرة البديعة. تسويق المتاحف : إستكمالاً لفكرة معرض ثنائيات وتكريم الزوجين سعد الخادم وعفت ناجى أقام قطاع الفنون التشكيلية يوم أجتماعى ثقافى للتعريف بالمتحف وتسويقه ثقافياً وتقديم الكتب والمطبوعات التى نشرت عن كلاهما والتى أعدها كل من الفنان عصمت داوستاشى والسفير يسرى القويضى ، كما تم إستضافة الفنان د. مصطفى الرزاز ليروى ذكرياته الخاصة مع كلاهما فكان اللقاء بعيداً عن جمود المنتديات الثقافية الرسمية الجافة التى تعقد دراخل الحجرات المغلقة و تفتقد إلى الجمهور فى معظم الأحيان ، حيث أدار اللقاءالفنان الدكتور أحمد عبد الغنى بصفته فنان تشكيلى استفاد من تجارب كلاهما فكان حوار دافئ لطيف يروى مشوار فنى طويل ويشرح نموذجاً فريداً من العلاقات الإنسانية والفنية المميزة. الفكرة جيدة جداً وجديدة ولا تصدر إلا عن فكر واع مستنير يسعى إلى إيجاد سبل تفاعل حقيقى وجديد مع الجمهور ويبتعد عن النمطية وقد كان التجديد أيضاً فى إضافى فقرة فنية فى نهاية اللقاء. لذا أتمنى من قطاع الفنون التشكيلية وفى ظل وجود رؤية جديدة أن تتوسع تلك الملتقيات الإجتماعية الثقافية لتجعل من متاحفنا المهجورة والخاوية من الرواد ملتقيات فكرية وتنويرية متطورة. بإختصار شديد : نحن أمام خطوات تغيير حقيقية جادة و جديدة ومحسوبة من رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. أحمد عبد الغنى يجب الإشارة إليها والإشادة بها.