نزاع - مسرحية قصيرة جدا للكاتب الانجليزى المعاصر هوارد باركر

ترجمة ربيع مفتاح
نزاع
الشخصيات
المرأة المسئولة ... المرأة ... الجل
" المرأة المسئولة ... تجلس في مكتبها و تدخل امرأه وتقف امامها "
المسئولة : نحن في قمة السعادة لمجيئك
المرأه : كنت اتمنى المجئ قبل ذالك ولكن الظروف منعتني .
المسئولة : كم انا سعيدة ( صمت ) .. .. أرى رسخ قدمك .. إنه جميل جدا ( صمت )
... لابد انك تدركين ذلك .. عيناك جميلتان وجذابتان ...
المرأة : عيناي ؟!!
المسئولة : نعم .. نود ان نتفاهم .. واعتقد انك تريدين ذلك ايضا .. نحن نعتقد انك بتكوينك هذا تساعدين على انتشار الجريمة .. تكلمي اذا ما رغبت في ذلك ... ( صمت ) .. نشعر أ نك تساعدين على حدوث العداء الاجتماعي ... وبذلك تضعين نفسك والآخرين في مخاطرة .. ان رسخ قدمك من النوع غير العادي .. فهو يثير الآخرين واعتقد انك تعرفين ذ لك .
المرأة : نعم . أعلم ذلك ... واعرف انني املك رسخين جميلين .
المسئولة : جميلان !! لا اعتقد أنهما كذلك أنهما مؤذيان فيما يثيران الفتنة
المرأة : انا لا أحب الملابس الطويلة .
المسئولة : تطلقين عليها الملابس الطويلة وهي لم تعد كذلك الفتيات يجعلنها مثيرة ورغم اني أشاركك هذا التبرم من الملابس الطويلة ولكن المشكلة ليست في ذلك .
انها تكمن في هذا الرسخ ... فماذا ستفعلين (صمت ) .. تكلمي كما تريدين .. اتمنى ان يفهم كلانا الاخر .
المرأة صمت ) .. اتمنى ذالك .. ولكن هذا سؤال صعب
المسئولة : اهو كذلك ؟ لماذا تلفتين الانتباه الي هذا الرسغ .. وانت الوحيدة التي تعرفين السبب في ذلك .
المرأة : لا .. لا أعرف ... حقيقة لا اعرف
المسئولة : انت لا تعرفين السبب ؟!!
كم هو أمر محير .. تتعمدين اظهار هذا الرسخ دون ان تعلمي السبب .. هل من الامانة ان تفعلي ذلك .
المراه : ( صمت ) .. أود ان يعاني الرجال بسببي .
المسئولة : ( صمت ) ... يعانون ؟
المرأة : نعم .. يعانون .. ثمة اختيار لهم
المسئولة : ( صمت ) .. أعتقد ان ذلك الأمر ليس في صالحنا .. فالمجتمع تخترقه الأزمات من كل جانب ... ازمات صحية وصحفية ... ويتفشى فيه الانتحار واختلال العقول ... في ظل تلك الظروف لابد ان نبحث عن الشفاء .. فاذا بك تضيفين إلى هذا البؤس والشقاء .. أليس ما تفعلينه نوعا من إشاعة اليأس في النفوس ؟!
المسئولة : في ظل هذه التوقعات اليائسة .. فإن من يعاني ويتوجع كما ترغبين لن يعود الي بيته في سلام وطمأنينة .. لن يعود لزوجته كما كان .. ويأخذ أبناءه بين ذراعيه ويقلبهم وبذلك تكونين قد تسبب في انحرافه اه .. سوف يزيد عدد المجرمين ... والان مازلت مقتنعة بما تفعلين .
المرأة : نعم
المسئولة : لماذا لا تتزوجين .. وتكون كل هذه الفتنة من نصيب زوجك ؟
المرأة : أنا متزوجة
المسئولة : متزوجة ؟ !! ... اإذن ما هو سبب رغبتك في اثارة الاخرين ؟
المرأة : لا اعرف
المسئولة : قد تملكين رغبة دفينة في خيانته
المرأة : لا ادرى
المسئولة : اذن لن تعدى تحبينه
المرأة : لا . انني احبه
المسئولة : تحبين زوجك ... وتثيرين الاخرين بهذا الرسخ الفاتن .. تفعلين ذلك وتعذبين الناس .. هل يصلح ذلك ؟
المسئولة : نعم .. أحب هذا
المرأة : أين مسئوليتك عن هؤلاء الرجال وهم يتعرضون للإغواء بسببك
المرأه : يجب أن يتحمل كل انسان معاناته . يجب أن يتحمل الرجال
المسئولة : لكن ... أنت التي تفرضين نفسك على الآخرين
المرأة : نعم .. افعل ذلك... فأنا احيانا أتعرض للإغواء من جانب الرجال من خلال حيلة او إشارة وقد يتحقق الإغواء من خلال حركة بسيطة
المسئولة : أنت سيدة متزوجة وتقولين انك تتعرضين للإغواء
المرأة : نعم أنا احاول أن اكون أمينة ......
المسئولة : أية أمانة هذه ؟!!
المرأة : هل تريدين أن أكون أمينة أم لا ؟
(صمت ) ... على ايه حال ... لم اقابل هذا الرجل بعد ولكن .. في مكان ما .. يوما ما . ليس لدي شك في وجوده
المسئولة : وأنت تبحثين عنه الان ؟
المرأه : (صمت ) ... نعم ..... أعتقد ذلك
المسئولة : تستمر الحياه وتستمر الأزمات .. ونحن نناضل من أجل الديمقراطية... وأنت امرأه متزوجة وتستعرضين برسخ قدمك في كل مكان
المرأة : (صمت ) ... نعم
المسؤلة : أنت تستحقين عدم الاهتمام بك
المرأة : هذا رأيك ... أما الآخرين .....
المسئولة : لو جاءني أحد هؤلاء الوحوش وهو متهم بتأثره بك ... فسوف أعتبره نصف مذنب بل وأتعاطف معه كي أرضى مشاعري
المرأة : هذا شئ جميل
المسئولة : أرجوك.... ألا تأخذك الحماسة مع هؤلاء الذين يتسمون بالجموح
( يدخل رجل ويجلس في الخلف )
المرأة : من هذا الرجل ؟
المسئولة : السؤال الذي يجب أن يطرح ... هل أنت مجنونة ؟
المرأة : من هو ؟
المسئولة : أنا متزوجة ولدي أطفال ايضا..... وعندي القدرة على الحب ... ولكن لا أستعرض نفسي أمام الناس ... أما أنت ... ربما تكونين مجنونة أليس كذلك ؟
المرأة : من هو ؟
المسئولة : كما ترين ألا تستطيعين أن ترى رجلا دون ....
المرأة : أود فقط أن ....
المسئولة : يبدو أن تأثير الرجل عليك جعلك تنسين أمانتك
المرأة : كيف احتفظ بأمانتي حين يكون الرجل
المسئولة : إنه إنسان مثلنا تماما ( صمت ) ... إنها محاولة منك للتسلق والاستحواذ إنك ترفضين فكرة عدم الاهتمام بك .... وببساطة يمكن ان ينظر اليك مثل أي انسان ... ام تعتقدين ان رسغك الجميل سوف يحوله من شخص مسالم إلى رجل جامح .. إنك تدمرين حقه الطبيعي في أن يكون شخصا بسيطا – إنك تظلمينه ... (صمت) لكنه سوف يرفض ذلك فهو يريد أن يعيش في سلام وحرية ...إنه ينظر إليك نظرة خجل واحترام ... أما الرسغ الذي تستعرضين به ليس أكثر من قطعة لحم .. شئ تافه .. وربما يمتلك هو رسغا أجمل منك
المرأة : إنك تحاولين أن تحطمي طبيعتي
المسئولة : اذا اعتبرت أن هذه المناقشة الموضوعية محاولة للاعتداء على طبيعتك .. فمعنى ذلك أن طبيعتك جديرة بالشك وهي تتحطم إذا لم يتحرك الرجل تجاهك
المرأة : ربما
المسئولة : إذن أنتي تحددين نفسك بمدى إثارتك للآخرين
المرأة : نعم
المسئولة: يا له من أمر محير
المرأة : أعتقد أن هذا الرجل .. هذا الشخص يخيفني اكث من أي رجل اخر يحاول ان ....
المسئولة : اه ... انت هكذا
المرأة : أنا أحاول أن أكون أمينة
المسئولة : هذا ليس كافيا....(صمت ) ... إنك تريدين أن يغرق الجميع في نهر فتنتك.... نحن نعتقد انك مجنونة
المرأة : (صمت ) لابد ان أذهب ...
المسئولة : السؤال الان.... هل نسخر كل الإمكانيات .
إمكانيات الشرطة من وقت وجهد وطاقة من أجل البحث والمتابعة عن امرأة مخالفة مثلك... في الوقت الذي نعاني فيه الكثير من الأزمات
(تذهب المرأة الي الرجل )
المرأة : حاولي أن تنقذي نفسك
المسئولة : ها ...ها
المرأة : يجب ان تحاولي ...
المسئولة : إنك مثل المجنونة بأسلوبك هذا
المرأة : انظر .. ايها الرجل .. انظر إلىّ
المسئولة : إنه لن يتحرك ... فهو يعاني من الحرج في وجودك مثلما يعاني أي رجل من وجود امرأة مجنونة مثلك
المرأة : انظر إلىّ ( تصفع الرجل على وجهه )
الرجل : إنها تصفعني ..... (صمت ) ... تذهب المرأة إلى الطاولة وتنحني عليه
المرأة : تتهمينني بالجنون في الوقت الذي تكونين فيه أنت المجنونة
المسئولة : هل ملابسي غير طبيعية او مظهري غير عادي أحضري مرآة ... عندئذ ... يكون السؤال ... من فينا المجنون ... انظري الي عينيك وما يحيط بهما انظري إلى قدميك .... من المجنون اذن ؟
المرأة : أنت السبب... أصبحت اخجل من أشياء لم أكن اخجل منها ولا يجب أن اخجل منها
المسئولة : نحن أردنا فقط أن تفهمي
( صمت .. تغادر المرأة المكان ... إيقاع منتظم يصاحب صوت قدميها وهي تهبط السلالم )