كتبت فدوى عطية استخدمت تنويعات في خامة الموزايك وكسر الرخام والبلاط قطعا صغيرة بجانب بعضها متراصة في تشكيلات ملونة في معرض ( تناغم الأحجار ) للفنانة كيتي عبد الملك في قاعة بيكاسو بالزمالك. الفنانة كيتى عبد الملك دراستها الأساسية كانت الأدب الفرنسي، واتجهت للفن بعدها لدراسة الرسم بالحبر، والنحت لغاية ما وصلت لفن الفسيفساء اللي استهواها فدرست في مدينة رافينا النوع ده من الفن وبدأت تتميز فيه باستخدامها ألوان وأنواع مختلفة من الأحجار بطلاقة في عمل واحد، من غير ما تتقيد بالقالب الكلاسيكي المعتاد، وبقيت من أشهر الفنانين اللي ب يقدموا فن الفسيفساء بشكله الحديث. وهي حاليًا عضو في الجمعية البريطانية للفسيفساء الحديثة، والمؤسسة الدولية لفن الفسيفساء المعاصر. وبجانب معارضها المحلية شاركت كيتي عبد الملك في معارض عالمية كثيرة آخرها كان عام 2006 في متحف الفن المعاصر بمقدونيا. المعرض مُقسم لقسمين: الأول يضم عدد كبير من أعمال فن الفسيفساء بالحجم المتوسط. العامل المشترك ما بين معظم الأعمال هو تشكيلة الألوان المتنوعة والمبهجة في الوقت نفسه. بعض الأعمال موضوعاتها كلاسيكية ولكن منفذة بشكل حداثي ومختلف. القسم الثاني للمعرض يضم مجموعة من اللوحات المستخدم فيها فن الكولاج بالورق الملون؛ اللوحات مجردة ولكن القدرة على خلق تناغم بين أشكال مختلفة من نفس الخامة بأسلوب متميز. ففي عمل فني نشاهد دائرة حمراء وحولها أحجار بيضاء وصفراء ومنحنيات حلزونية وغيرها في تشكيل متناغم . وفي عمل فني آخر تشاهد أحجار بنية اللون باللون الفاتح والغامق في مربعات من الجانبين ودوائر وأشكال حلزونية متوالية والتباين والانسجام والتضاد والتفاعل من محورين يتوسطان العمل الفني وكيفية التنوع في التشكيل باحساس البروزات من أعلى وأسفل الأحجار والخطوط المستقيمة والمنحنية والحلزونية والأشكال المربعة والمستطيلة بمحاور مركزية وامتدادات من الخطوط المستقيمة بمستويات مختلفة فوق بعضها البعض منها البارز والأكثر بروزا والغائر عدد من المستويات للأحجار . وكيفية تعامل الفنانة مع تلك الخامة وتطويعها وصعوبتها وأنها ليست سهلة التقطيع والتعامل معها والمنمنمات المختلفة وتوزيعها توزيعا مختلف. اوفي عمل فني آخر تجد تشكيلا هندسيا من المثلثات متقابلة وتتلاقى في مركزية في نقطة واحدة بألوانها البيضاء والبنية والبيج وغيرها في تناسب رائع . وفي عمل فني تشكيل هندسي بالخطوط من خلال الفرشاة بالحبر الشيني الأسود من خلال التضاد بين اللونين الأبيض والأسود والتبادل اللوني في التشكيل الهندسي المنحني يجعلنا أمام بعد ايهامي رائع في العمل الفني . وفي عمل فني آخر تناغما بين الألوان والأقمشة وقشرة الخشب بتشكيلات متناغمة في تناغمات هندسية لا تنتهي في رقتها وأنها تبحث عن التجريد في تشكيلاتها من أحاسيسها بخامات مختلفة . ففي معرضها جمعت الفنانة كيتى عبد الملك بين أكثر من خامة ... الأحجار بأنواعها والحبر الشيني والأقمشة وقشرة الخشب وحققت نماثلا لونيا تارة في أجزاء من عمل فني وتارة أخرى تضادا وتباينا وانسجاما وتماثلا وتنوعا تارة اخرى في مركزية في محاور العمل الفني وتبادلا لونيا بين أجزاء العمل الفني لتطرح اطروحة رائعة عن كيفية التعامل مع خامة صعبة مثل الأحجار بأنواعها وكيفية تبادل أوضاعها مع خطوطها المنحنية على شكل دائرة ومنحنى في ايقاعات متوالية بوضع تبادلي عكس بعض في تباين بين اللونين الأبيض والأسود في بعض أعمالها والتشكيل والدائرة والمثلث والايقاعات بين الألوان والشمس والعين بتدرجها . واختيار الفنانة لقطع الأقمشة بألوانها الزاهية والمبهجة وقدرة الفنانة على اختيار الخامات ودمجها في أعمالها الاخرى بتناغم لا ينتهي في معرضها الأخير من خلال 36 عملا فنيا تناغم الأحجار وانسجامها وتوافقها لتكون الخامة على اختلافها والتقنية وأسلوبها الفني حققت فيه حالة من التميز لفنانة تعددت خاماتها وتقنياتها في معرض واحد لتكون رؤيتنا لها بشمولية وإمعان في التشويق وخلط ألوانها واستخدام أحجارها الطبيعية واستخدام الأقمشة والقشرة الطبيعية بحب شديد . والجدير بالذكر أن معرض الفنانة كيتى عبد الملك تم افتتاحه فى قاعة بيكاسو 2ديسمبر واختتم يوم 19 ديسمبر