فوق السحاب عَبَّاتْني لِيَّامْ وْ جَابْتْ لَخْبَار فْ سَاعْةْ لْوَقْتْ تْحَرْكْ لْمْوارا تْفْكَّرْني ف الصَّمتْ فْكُلْ وَقْتْ مْلّي بْدِيتْ ..مْلِّي كَان ..مْلِّي كُنْتْ كُنْتْ فْ الصّْبَاح و لْباَرَح عْلى سْحَابة كْبيَرة بِيضَة تْرْفْرْف بْجْناحْها تْعَبِّيني لْرْيَاضْ بْعِيدْ تْقْطْفْ لِي مْنُّو وْرِيدَة الزْهَرْ وْ السُّوسَانْ وِ لْيَاسْمِينْ قَالُو لِي: أْنْتِ نْجْمَة فْرِيدَة عْطْرْكْ فَاحْ وْ نُورْكْ سْطَعْ يْداوي كُلْ عْليلْ وْ مْريضَة لْبْسْك دُودَةْ لْقَزْ نْسْجَا تُو لْوْنْتْ عْلِيهْ اسْمْكْ و قالت هادي وَحْدْها مولاتو دْبْليجْ نُقْرة مْرْصَّع يْضْحَك للجُّوهار و لْوِيناتو يْوْلْوْل وْ يْزَغْرد وْ يْبُوس اليْدْ اللِّي لبْسَاتُو خْلْخَالْ يْغَنِّي لْمْشْيَة حَارْتْ فِيها عْوِينَاتو تاج مْرْصَّع بالياقوت و الزمرُّود فَرْحان باللِّي سْتَهْلاتو جا اللِّي كْتْبْ على جْبيِنِي لْيُومْ وْ لْبَارَحْ لْوانْ غَامْقَة سَافْرْتْ فْ قَلْبِي مَا بْغَاتْ تْبَارَحْ آشْ جْرا و صَار؟ لْكْلْمة الحْلُوّة صْبْحْت مْرّة آش جْرا وْ صَار أنا فْ سْحابْتي نْصْبَح مِلَفْ وْ نْمْرَة ؟ علاش ترمي الشْبَاكْ وْ تْرْمٍيني فْ لْحُفْرَة حَيْطْ مْظْلْمْ تْكْتْبْتْ عْلِيهْ لْقَهْرة لْفُوقْ .. لْتَحْت ..ما يْهْم السْطَر اللِّي تْعْمْلني فِيه ربِّي بْلْقْلاَمْ عَلاَّ شَاني و بْغاني نْزيد نْقْرا نْقْرَا وْ نْزِيدْ نْقْرا و لْمْداد حْجابي نْقْرَا وْ نْزِيدْ نْقْرَا صْدِيقْ وْ لاَّ عْدُو ما نْسْدْلُو بَابِي نْقْرا وْ نْزِيدْ نْقْرا مَا يْهْم السْطَرْ اللِّي تْعْمْلْنِي فيه ربي بالقْلَمْ عْلاَ شَانِي وَخَّا يْتْبْدْلْ السْطَرْ حْتَى رِيحْ ما تْقَلَّعْ وْتادي وخَّا يْتْبْدْل السْطَرْ كُلْ الحْروف تْكْتْبْ صْواري وخَّا يْتْبْدْلْ السْطَرْ .. فُوقْ وْ لاَّ تَحْتْ .. مْلّي بْدِيتْ ..مْلِّي كَان ..مْلِّي كُنْتْ فُوقْ السْحَابْ مْكَاني شذو الأنا في إبداع بهيجة حسن بيريش الأنا في الكتابة الزجلية موضوع غير مطروق كثيراً. لأنه يقتضي مهارة في القبض على تداعيات النفس. و قدرة على استشفاف صرخات الروح، ولغة لا تكرر معانيها و تبتكر نفسها في كل تعبير ذاتي. عودتنا المبدعة بهيجة البقالي القاسمي على استلهام ذاتيتها المتميزة في كل نص أدبي. و الأنا عندها هي المحرك الأساس لانفرادها بالكتابة، و الروح التي تملي عليها إشراقات الحرف ( شعراً و قصة و نقداً) هذه المبدعة المتعددة توظف الأنا نشداناً لفهم الآخر. إنها لا تمارس الخطاب الذاتي إلا لتبلغ ضفاف الذوات الأخرى. عكس مبدعات أخريات ينطلقن من الذات ليقفن عند عتبتها دون تجاوز لما هو أرحب. في قصيدة \" فوق السحاب\" النص الزجلي الذي صاغته بعنفوان الذات و استعلائها. نلمس تلونات الأنا عندها عبرأربع مداخل أساسية: 1- الأنا الخافتة: استخدام التعابير الفياضة بمعالم متميزة للذات في مواجهة الآخر. 2- الأنا الصارخة: ترسيخ المعاني الدالة على رفض الإنصياع لرؤية الآخر للذات، و التمرد على هذه الرؤية، عبر توظيف لغوي سريع و فعال مثل الطلقات، و متلاحق الدلالات، و مُحَمَّلٍ بتمجيد الأنا و إبراز استثنائيتها. 3- الأنا الهادئة: التحكم الفني البارع في تداعيات المشاعر و حصر نزيفها، من خلال تقنية تكريس أبجديات الذات الكاتبة، و الإعلاء من سجاياها التي لا يُبلغ لها شأوٌ. 4- الأنا المتحدية : الذهاب إلى عبارات حبلى بأجنة الرفعة و السمو، ابتغاء للتصالح مع الذات في لحظات اهتزازها العاطفي، و حث الآخر على وضعها في السياق الذي بها يليق، و لها يكون. \" فوق السحاب \" نص زجلي جميل و ذكي. استطاعت الشاعرة بهيجة البقالي القاسمي -عبره و من خلاله- أن تكشف عن تمرسها الشعري، و خبرتها النصية. يتبدى ذلك في بناء النص و تأسيس لبناته.حيث مزجت المبدعة بين ضعف الذات و قوتها في سياق متصل و مُشوِّق . و تمكنت – باحترافية لا تفلت من العين القارئة – من إيجاد التعبير الدقيق و الجميل للتدليل على هذا التأرجح الأنوي بين لحظات ضعف لا تنتسب للذات بصلة راسخة..و لحظات قوة و مناعة هي سمات هذه الذات. و المنحى اللغوي في هذا النص ، ولو أنه مسقي بمعين الدارجة ، جزل، سلس، و متواتر الإجادة. و ثمة مقاطع في القصيدة بلغت فيها الشاعرة بهيجة البقالي القاسمي ذروة الشاعرية الثرة: لبسك دودة القز نسجا تو لونت عليه اسمك و قالت هادي وحدها مولاتو دبليج نقرة مرصع يضحك للجوهار و لويناتو يولول و يزغرد و يبوس اليد اللي لبساتو خلخال يغني لمشية حارت فيها عويناتو تاج مرصع بالياقوت و الزمرود فرحان باللي ستهلاتو و من دون شك، إن الحبر الذي صاغت به المبدعة بهيجة البقالي القاسمي نصها الشعري هذا : من الجمال مأتاه.. إلى الجمال مرده.