أم الدنيا اليوم حزينة فهي تودع أحد أبناؤها الأعزاء التي عاشت في قلبه ووجدانه ... تودع اليوم القديس المصري الشاعر الضابط .. نعم الضابط البابا شنودة الثالث .. عام 1947 لم يصبه الدور في التجنيد ولكنها مصريته ووطنيته وجيش بلده الذي سكن قلبه فقرر الإلتحاق بالضباط الإحتياط وخدم ضابط إحتياط في الجيش المصري حتى إنتهاء خدمته ... وكان دائم النصح لأبنائه الشباب بضرورة الإلتحاق بالخدمة في الجيش كما ورد على لسانه شخصياً لخدمة الوطن وتعلُم الإلتزام والحياة السليمة والضبط والربط . فقدنا رجلاً كان صوت العقل والحكمة في أشد الأزمات ، لم يكن يعنيه شيء سوى الوطن .. فقدنا رجلاً كان من أشد المدافعين عن نسيج هذا الوطن الغالي . تودع مصر اليوم جثمانه ولكنها لن تودع مبادئه وأفكاره .. يجب أن نعمل سوياً على تخطي هذه المحنة مسلمين ومسيحيين .. فمصر تنتظر من أبنائها الكثير ، وليكن هدفنا هو قوة النسيج وصلابته ، ولنثبت للعالم أجمع أننا جميعاً في مصر لا نحمل إلا لقباً واحداً فقط هو " أنا مصري " .. فالدين لله والوطن للجميع . عذراً فقد كان يجب علينا أن نحيّي هذا الرجل وأن نتذكره في القوات المسلحة المصرية لأنه كان يوماً ابن من أبنائها العاملين فيها وحتى بعد تركه الخدمة كان لها نصيراً وكان دائماً يفتخر بجيش بلده . وداعاً قداسة البابا ، وعزائنا أنك تركت إرثاً خالداً لأبنائك إن عملوا به سيكون هذا النسيج من الصُلب .