الشاعرة نعيمة خليفى وأنا أسير في نومي بقلب ينزف وحيدا رأيت المساء حزينا يمشي بين سكون الأشجار مغلفا بستائر السحاب رأيته محاصرا بأسراب مواكب سديمية الأصداء رأيت النهر و كأنه سائر في نومه مثلي يجر البحر قريبا من ممر صديقي المساء كزهرة اللوتس تقتحت ابتسامة الماء على محياه ملأت فمي بكلمات بكر زجت بدمي في متاهة الهذيان فرأيت يدي.. تنسل من أعمق بئر انزرعت فيها غيماتي الطاعنة في السن قلت في سري : ليتها تعانق ذاك الهواء الأزرق المغتسل برحيق الورد ليتها تحضن سمائي الخضراء التي .. ليست الآن غير ظل مرتعش يتراقص بين يدي.. ليتها أصابعي تتدفق قارورة عطر تستميل الشفاه المترعة التوق لارتشاف نبيذ الروح في سطر القصيد كم كانت أناملي بائسة أشد بؤسا من فلب ينزف وحيدا حين تناثرت على البياض ظلال دموية التفاصيل كان حزنها أعمق من حزن المطر وهي تذاعب بلورات دموع متلألئة على نعوش الأطفال وهي تذرف حزنا يحدق في مأساة الحياة هناك على اول سطر سقط لحن الحياة ميتا وسقطت فراشة بلا شفاه عذرا صديقي المساء في قلب قيثارة النهر مات الغناء حين صارت النعوش أشرعة لعشاق سفر الضوء و الماء