في وجود عدد أصبح غير معلوم تحديدا للأحزاب السياسيه في مصر , وفي غيبه شبه كامله وإنفصال عن الواقع والتعامل والوصول الحقيقي لهذه الأحزاب للشعب المصري , لابد لنا من مراجعه لهذا المشهد بغض النظر عن أي مصالح حزبيه أو شخصيه ,, وقد أثبتت لنا العديد من المشاهد السياسيه ذلك ربما آخرها بل أخطرها الإنتخابات الرئاسيه الأخيره ,,,ومع ظهور المؤشرات لقانون الإنتخابات البرلمانيه وتقليل نسبه المشاركه بنظام القائمه الحزبيه أكبر دليل علي وصول هذه الرؤيه لصناع القرار بل وللشارع في مصر , إذن لابد من إعاده نظر في المشهد الحزبي ذلك المترهل حاليا بنظره أكثر عمقا وبحياديه تامه ,, في وجود إتجاهات وتيارات فكريه ثابته تقوم عليها التقسيمات الحزبيه في مصر أجد أننا أمام ثلاث إتجاهات فكريه واضحه يمكن أن ترسم عليها الخريطه الحزبيه المتهلهله الآن بشكل أكثر تنظيما وقوه وبالتالي تأثيرا ووصولا للشارع المصري وقدره علي التأثير والتأثر الحقيقي والفعلي به ,ذلك من خلال تكتلات حزبيه قويه تضم المتشابهين والمتفقين في الرؤي والتوجه الفكري ليكون لدينا تكتل حزبي وسطي يضم التيار الليبرالي وتكتل يساري وتكتل يميني , تجتمع من خلاله كل الأحزاب في كيانات واضحه وقويه , بالتالي يمكن أن نجد أنفسنا أمام شخصيات بل تيارات وأحزاب أكثر تنظيما وقوه لدخول البرلمان القادم بدلا من التكتلات المتعارف عليها والتي تتكون فقط أوقات الإنتخابات البرلمانيه لخوض المعركه الآنتخابيه ثم ما تلبث أن تتفرق بداخله لأنها بالفعل غير متوافقه علي التوجه والفكر السياسي الذي يحركها ,, إذن لماذ لا نؤجل الأنتخابات البرمانيه لمده عام مثلا من الآن حتي يحدث إعاده تنظيم للمشهد الحزبي في مصر ليكون البرلمان القادم أكثر ثباتا ووضوحا في معالمه خاصه بعد الصلاحيات المهمه الممنوحه له في دستور 2013 ما يجعل النظام الحقيقي لحكم مصر أقرب الي المختلط .. لماذا التعجل لأنتخابات برلمان يمكن أن تؤدي بنا الي برلمان مفخخ بعناصر ما أنزل الله بها من سلطان من الفرقه والتشرذم وعدم التوافق ؟؟ ثم كيف ستتكون الأغلبيه الحزبيه التي تتشكل من خلالها الحكومه الدائمه القادمه في ظل هذا الضعف المهين للأحزاب السياسيه حاليا ,, أجد أن مسأله التوافق الفكري والتكتل الحزبي الدائم بعيد عن المصالح والوجاهه الإجتماعيه ومراعاه المصلحه العليا لمصر من خلال العمل الحزبي الجاد للوصول للشارع المصري هو الأهم الآن من التعجل لعقد إنتخابات برلمانيه يمكن أن تؤدي بنا لمتاهات سياسيه نحن في غني عنها ,,