لقد تلقيت وبكل سعادة مجموعة الأستاذ/ منيف الهلالي " غيمة تتهجى الأفق"، والتي احتوت على ثلاثة عشر قصة قصيرة، بكتيب من عدد صفحات 147، قطع صغير، صدرت عن دليل & كيوفور للطباعة والنشر ، وهي الطبعة الثانية لنفس المجموعة رغم صدورها الحديث، مما يدل على حسن تقبل القراء لها، وذلك لما تحتويه من مواضيع شيقة وواقعية تمس كل واحد فينا. لقد ناقشت المجموعة العديد من القضايا الحالية التي تشغل بال الشباب اليمني، من الثورة للفقر للتغيير والتغيير المفروض، الاحتمالات المتوقعة والمرجوة والتي يخشى منها على حد سواء. للأمانة من الصعوبة البحث عن كلمات نقدية لكتابات من تأليف الأستاذ منيف، لما لذلك الرجل من قدرة على تطويع المفردات بطريقة شبه تامة، حيث يصعب عليك كقارئ أو حتى كناقد أن تجد بديلا لمفرداته، فهي أبدا في المكان الصحيح، في الوقت الصحيح. ومما يميز كتاباته الصدق التام في توصيل الأفكار التي يؤمن بها، وأسلوب طرح الفكرة ونقيضها، الأمر الذي يجعلك كقارئ تندمج بالحوار، باحثا عن حلول، كمشارك في النقاش، عنصر ثالث مجهول وبمنتهى الأهمية، حيث يعتمد الهلالي على ذلك التجاوب من قبلك كقارئ. لقد اخترت بعض مقتطفات من المجموعة، لتدعيم وجهة نظري وإشراك القراء الأعزاء بالولوج للب القضايا المطروحة، علني أكون قد وفقت: حسبي أنني وزوجي ومودة تتخلق بيننا، وإن كان يصلي طائفا، ما زلت أمنيني تلك السجدة، التي تقدسني وتذهب به أجرا مكتوبا. عسى رياح تتنفس كوخي حياة مضيئة. ص.30 ( قراصنة الربيع- قصة قصيرة). نظر إلي وعيناه مغرورقتان بالدم/ ع، قائلا: هنالك حبيبات ينتجن كل مبررات الإبادة، ويتجاهلن مفردة خالية من الوحشية والدمار.! ثم صمت.. فسكن الليل معه. حينها أزعجني ضجيج الصمت.. ليغادرني المكان. ص.73 ( وحشية الوداع- قصة قصيرة). في غمرة الانتصار، هل سيلتفت لصوص الثورة ( الحكام الجدد) إلينا نحن الذين أهدينا الوطن أغلى ما نملك، أم أنهم سيجعلوننا وأضرحة الشهداء مزارات لالتقاط الصور التذكارية..؟ ص.97 ( ارتكب البطولات واختفى- قصة قصيرة). في الواقع، أنا أعشق التمرد حد الإدمان، بشرط أن يكون ضمن الدائرة التي حددها الشارع، في أغلب الأحيان أشعر بروحي تتمرد، فتهرب مني دون إرادتي، ألحظ مفرداتي تتمرد على قلمي الذي كونها حبرا على ورق. يبدو أنني أعيش حالة هذيان حبري متمردة، لا تنتمي إلى الحالات العقلية المشوشة، وإنما إلى الإدراك الحسي المضمخ بمرايا الوعي. التي آمل أن لا تكون مقعرة. ص. 104 ( فلذة كبديال.. يكبرني عطفا- قصة قصيرة).