يأبي قلمي ان يطاوعني في الكتابة عن رحيلك, أستاذي أنيس منصور... أنا لا أرثيك أستاذا لي ولأجيال عديدة, وقامة كبيرة في تاريخ مصر الحديث, وفيلسوفا قدم أفكاره مبسطة ليقرأها الملايين في مصر والوطن العربي علي مدي عمرك كله, فيستزيدوا معرفة وعلما وثقافة, أنا لا أرثيك مفكرا اختاره الشباب باعتباره الكاتب الأول والأكثر قراءة في العالم العربي علي مدي سنوات طويلة, وأعلنت منظمة اليونسكو العالمية أن كتابك 200 يوم حول العالم هو الأكثر مبيعا في اللغة العربية حيث تمت طباعته 50 مرة, أنا لا أرثيك كاتبا موسوعيا ترك 200 كتابا في مختلف فروع الأدب والمعرفة والثقافة فحسب وإنما أنا أرثيك لأنك كنت أستاذا لي وأبا روحيا اخترت القلم والورقة والكتابة طريقا لحياتك ورسالة لآخر لحظات عمرك ومفكرا عظيما احترمت قراءك فكنت تجلس رغم ألمك ومرضك في الشهور الأخيرة لتدون مذكراتك التي تشهد بها علي العصر وتحكي فيها أسرارا كثيرة وتفاصيل من تاريخ مصر من خلالك لتقدمها لملايين القراء, وأرثيك إنسانا تفيض عطفا وحبا لبيتك وأسرتك وأبناءك ورفيقة كفاحك رجاء منصور التي شهدت علي قصة حبكما حتي لفظت أنفاسك الأخيرة وأنت تحتضن يدها, كنت نبيلا في ألمك وفي قلمك وشجاعا في مقاومة المرض بالكتابة لذلك أكتب اليوم وقلمي يزرف دمعا عليك وعزائي أنك تركت ثروة من المعرفة تجعلك باقيا بيننا بروحك الحرة وبكتاباتك المتنوعة التي سيظل الناس يقرؤونها فيحبونك كما أحببناك فالنجوم لا تنطفئ, ومشوار التنوير الذي سلكته سيظل يشع نورا وضياء علي كل قراء العربية, واللهم ألهمنا الصبر والسلوان علي رحيل جسدك أما روحك فباقية معنا وإلي الأبد. المزيد من أعمدة منى رجب