دعونا نتفق فى البداية أن إعلان السيد حمدين رسميا عن خوضه سباق الإنتخابات الرئاسية المقبلة لهو حق مكفول ومصان إعمالا بالمبادىء الديمقراطية الكافلة لحرية الممارسة بغية التمثيل والتواجد فى مجتمع ديمقراطى حر يقبل الرأى والرأى الأخر ونؤسس للتعايش وفقا لألياته . عليه فإن الحديث عن الموقف والفعل أو على وجه الدقة عن مؤهلات الرجل المانحة للإستحقاق والوصول للمنصب الأرفع فى دولة بحجم وتاريخ مصر أمر محمود لا غضاضة فيه ولا يعد إنتقاصا من قدره لا سمح الله . فالبنظر إلى ما قدمه السيد حمدين ورفاقه ممن عرفناهم نخباً ورموزاً على الساحة السياسة فى مصر بعد أحداث يناير 2011 على إعتبار أنهم دعاة للتغيير حاملين فى جعبتهم مفاتيح الدخول إلى مستقبل أفضل به من الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية ما يعد عوضا عن ما فقد فى سابقه على حد ما تمت المطالبة به بشعارات تم رفعها ولاقت تأييداً وترحيباً شعبياً وقتها لوجدنا أن المحصلة ودون مبالغة " صفر " ومنعا للتشكيك أو الإتهام بتحيز لطرف على حساب الأخر فنحن نؤمن أن الواقع بما تحمله طياته من أحداث هو الحكم والفيصل وبالبرجوع إليه لوجدنا ما يعد تدليلا على صحة القول .فالسيد حمدين قد حل ثالثا فى إنتخابات الرئاسة السابقة بعد التفضيل لخوضها منفرداً دون إتحاد أو إتفاق بين أصحاب الهدف الواحد على الرغم من كون ذلك فرضا وواجبا لإنجاز ما أرادوا تحقيقه فكانت النتيجة الطبيعية فشلاً لسببين :أولهما إنعدام البرنامج لإعتماده على التغنى بشعارات تم توزيعها وتفريقها على الفريق الثورى كل حسب قدرته على التحمل وقدرة مؤيديه على الترويج لشخصه أما السبب الثانى فجاء ممثلا فى إنعدام التنظيم بعد التنكر لنظرية " العمل الجماعى " وأن فى الإتحاد قوة مقارنة بتيار الإسلام السياسى بزعامة الإخوان المسلمين وحلفائهم وعلى الرغم من تواجد دعم شعبى يمكن وصفه بأنه مقبول ربما للإفراط فى الثقة وإبداء لحسن النوايا على أمل تحقيق ما تم الوعد به . ثم ماكان من تأكيد على فقدان الوعى والإدراك من جانب حينما تم الحديث بل والتأكيد على صفقة تم عقدها بين المجلس العسكرى أنذاك وبين الإخوان المسلمين تسهل لهم عملية الإستيلاء على السلطة دون الإعتراف بأخطاء حادثة فعليا وعدم إحترام القانون من جانب أخر حينما رأينا إعتراضا على نتيجة الإنتخابات وإتهاما للمؤسسة القضائية بالتزوير لصالح المنافس الأخر وحتى بعد إتخاذه لصف المعارضة من خلال جبهة إنقاذ وطنى أو تيار شعبى تم تدشينه فلم يكن هناك من الإنقاذ سوى المسمى وفقط بعد إختزال المعارضة وقصرها على قرارات الغرف المغلقة وعشق الظهور على شاشة الفضائيات دون تكليف للنفس بعمل يرضيها على أرض الواقع كذلك المتاجرة بالأحلام من خلال تظاهرات لم ترقى حتى للمستوى المطلوب و ضاعت بها الأرواح البرئية يرافقها الإكتفاء بتنديد وشجب إعتمادا على قدرات فائقة فى الحديث عبر مكبرات الصوت .وكرد فعل على إستمرار هذا المسلسل بنهجه العبثى سواء من نظام حاكم أو معارضة واهية كانت ثورة المصريين فى يونيو لتأتى ومعها " كشف حساب " لكل الوجوه الظاهرة على الساحة من خلال عملية فرز وكشف للنوايا الصالح منها يكمل المشوار أما الطالح فلا مكان له فيما هو قادم وعليه الإفاقة وتعديل المسار إن كان يريد دورا. ليظل معها السيد حمدين سائرا على خطاه السابقة دون جديد فلا حديث سوى عن شعارات زائفة لم تربح سوى الخيبة لقائليها ولا فعل سوى محاولة إحتكار الحادث بمحاولة إظهار لدور مفقود وفضل غير موجود مما يبرهن على إستمرار على إنفصال عن الواقع وتغيب عن متطلبات المرحلة الجديدة ترتب على أثر ذلك إنفضاض الكثيرين من حوله وإبتعادهم عن تأييده بما فيهم جبهة إنقاذه. لنصبح أمام السؤال الأهم على ماذا يراهن إذن؟ ربما يظل لديه الأمل فى دعم ومساندة يلقاها من فئة خصها بالذكر دون سواها حال إعلان الترشح وهى "الشباب" ليعطى إنطباعا بأنه المالك المتحكم فى رغباتهم وهذا خطأ لا يغتفر فى حقيقة الأمر لمرشح يفترض أنه يأتى مخاطبا لجميع الفئات المجتمعية ناهيك عن حركات شبابية أثبتت أنها أقرب إلى العمل واقعيا وأعلنت دعمها للمشير السيسى عند الترشح كحركة "تمرد" صاحبة الدور الذى لا ينكر فى يونيو . أو ربما كان الرهان على الحصول على أصوات مؤيدى تيار الإسلام السياسى سواء كانوا إخوان أو سلف أو حتى أتباع "حزب مصر القوية" بعد إحجام رئيسه عن الترشح لإفتقاده هو شخصيا وإفتقاد التيار التابع إليه للرصيد الشعبى حقيقة لا تقبل الشك فماذا ينتظر منهم إذن ؟ !!وحتى لو حدث ونال بضعة ألاف من أصواتهم فكيف يمكن له تبرير ذلك وهو معهود عنه المعارضة والإنتقاد لهذا التيار وتابعيه ؟! أم أن المصالح لها تدابير أخرى ؟! أو لعل الرهان يأتى فى تقديم طرح مختلف عن ما تم تقديمه فى الإنتخابات السابقة ولكن كيف ؟ والمؤشرات معدومة ولم يجنى إلا فشلا حتى مع وجود الرصيد الشعبى وأمام مرشح تم حسابة على الدولة المُثار عليها وحل ثانيا هو "الفريق شفيق" أو مرشح بات هو وتياره مكروها من "طوب الأرض " على أية حال طالما كان القرار بخوض التجربة فليكن ,ولكن لتعلم يا عزيزى بإن رهانك خاسر حتى لو تم بنائه على حسابات تم إستيرادها من العالم الأخر فى الأخير لا يصح إلا الصحيح وحسابات الواقع دوما هى الأقوى ومن يُجيد التعامل معها حتما هو الرابح فالأيام قادمة وسنرى .