كان القصف شديدا، كانت عبارات الله أكبر تنطلق ، الجثث تترامى على أطراف الطرقات، الدماء تلطخ كل الأمكنة. زهرات الياسمين بعضها بكى أغصانا غادرها، وبعضها الآخر لم يلتقط أنفاسه، فقد داسته أقدام أناس ملثمين يحملون البنادق.. بكاء الأطفال المتشابه يأتي من كل صوب ، ليس له لون ، ليس له مذهب كادت رصاصات البنادق أن تخترق خافقي من خلف الشاشة... ساسة يتحدثون،أحدهم يؤكد، وآخر ينفي. إدراكي تائه، كما العين حين تحتار إلى أي اللونين يقترب الرمادي إلى الأسود أم الأبيض. عند شاطئ البحر انتهى ذلك الكابوس الذي كاد أن يفجر مسامعي. تتلاطم الموجات ، تقترب عند حافة الشاطئ، تنكسر وتتبدد، ثم تعاود موجات أخرى بالمجيء ويتكرر المشهد. البط كان يرتفع وينخفض كما شاءت له الموجات، تماما كما تتحكم الأنظمة بالأوطان. ماذا لو اختار البط التحرر من قيد الموجات، هل يستطيع مد البحر وجزره منعه. .. ليتنا بط...