وقدرته الإبداعية في اختيار ألفاظه، وصوره البلاغية... في قصيدة : في القلب كام غصة.. للشاعرة / منال خفاجي. في القلب كام غصه متحنيين بالهم والروح بتشكيلك إنت العليم والحكم صبح الصباح لكن كان ناقصه انواره و صوت بلون داكن ينعي أفول النجم... **************** في القلب كام غصة متحنيين بالهم ... شوفتوا بقى الروح المصرية تختلف عن أي روح أخرى بلا غرور .. في دراستي للتاريخ الإنساني في معظم بلدان العالم قلما أجد مبدع بيتنفس حضارته وتوراثه القديم المتغلغل فيه زي المبدع المصري... شوفوا منال عامله ايه يا جماعة ويمر الكلام عليكم كده وخلاص .. في القلب كام غصة كام وجعة متحنيين... لفظ مدهش جدا أثرى العبارة بشكل بارع دل علما أقول (متحنيين) الحنة عندنا مرتبطة بالفرح والفرح لما يجي في وقت القلب مهموم بميت ميت وجعة فاقوم ابتسم للناس وانا مجروح ومخبي قلبي بايدي ليشفوه معازيم الفرح آفل شبابيك الحزن على ملامحي بشيش الابتسامة، والحنة مش بس للفرح ساعات بتداوي الألم والوجع ناضح عليها.. يطل بشقوقه الغفلانة ومسود عنيها، عندما كَنَّتْ الشاعرة قلبها بها هي كإنسان شامل كشخصية كاملة وهي عملاه وش وايدين ورجلين وايضا روح ... تعبان مقهور موجوع بيعيش الحياة ويجري ويكدح فيها مرات يسيرها يضحك ع الضكحة ويفرد جلده الناشف البلاستك للابتسامة (الحنة الهم) حلم بيوم عيده يوم فرحه نصرة من عند الإله البصير ، لأنها تتكلم عن قلب انسان مهموم بالوطن، ومايحدث فيه من وقع ألم وتقطيع وجروح، فكانت صورتها الإبداعية بكلماتها البسيطة (ودي بقى الروح المصرية) أقوى تعبير لتستحضر حضور المتلقي في التو واللحظة : أقف هنا مع كلماتي وتأمل أوجاعي وأوجاع قلبي وأوجاعك معي . ثم قالت : والروح بتشكيلك إنت العليم والحكم ... لما قلتلك هي تعني كمان الروح أهو ، بتكيل روحها المشكلة على هذه الشاكلة المهرفة للعليم الحكيم وهو أعلم بها ... تذكر الذاكر الذي لا يغفل ولا ينام .. الله سبحان وتعالى ، وهي تقول : صبح الصباح لكن كان ناقصه انواره و صوت بلون داكن ينعي أفول النجم.. ( صبح الصباح لكن (خدوا بالكم من لكن دي) وهنقف هنا بقى ساعة ونص كده ولا تلت تيام الله أعلم .. عندما يكتب الشاعر باللهجة العامية المصرية يعلن للعالم أجمع أنه ابن أرضه .. ابن نبته.. ابن توراثه زي ماقلت (لكن) لفظ دارج معانا احنا يبسطاء متى يقع في جملنا؟ لما نكون محتارين.. مشوشين .. على حضورنا غمامة نقول على طول لكن لكن ، فكان اختياره موفق بوصفه مفسر للحالة النفسية للشاعر ة، طب وقيمة كصنعة... قفلة قافية في قصيدة .. أما هي عايزة تقول لله وهو أعلم أن الصبح صبح عندنا بلون عاتم فقدمت وأخرت في القصيدة بصنعة وحرفية.. قدمت الصبح عشان يرشق في ذهن المتلقي مفهوم مخيلته عن الصبح ونهاره الزاهي عشان لما تسحبه منه في التأخير (كان ناقصه أنواره) يتوجع معاها (بلون داكن) وتجلو هنا كلمة لكن وموقعها المختار بعناية عشان تمهد لداكن ، هي تكلم الله العالم بكل شيء نوع من التأكيد لحال الشاكي ، وهو يقف أمام الله عز وجل لا يستطيع أن يقول أو يعبر عن أي تبرم من حاله ، كأنه يعرض الأمر عليه فقط لا غير (صبح الصبح لكن // كان ناقصه أنواره // وصوت بلون داكن // ينعي أفول النجوم) يا خرابي على القضية المعروضة التي لا يمكن أن تعرض إلآ على الإله ، وهو الوحيد الذي يحكم ويفصل فيها ن والتلوين المصري المعلمي لما تلعب على اللفظ بكل أشكاله في اللغة للتأكيد أيضا واستحضار وتر الصبا في شجنية التلوين في القهر والحزن (صبح) فعل ماضي خلاص ده صبح خلاص يعني أصبحنا في كارثة وأكدته بأسمه ( الصبح) مستحيل يصبح غير الصبح ،ممكن يصبح ليل ، وكأنها بتقول بتأكيدها هي بتقولنا أيوة ممكن يصبح الصبح ليل لما يكون ناقصه نهاره ، وصوت بلون داكن ينعي أفول النجوم ... يا خراب على صوت نعيق البوم .. الغربان بتنعي بالتلويحات والشعارات والتهديد والوعيد والقتل والخراب والدمار وحدتهم كأنهم صوت واحد صورته كطير غربان في السما داكن آفل النجوم ، فكيف يتسلل الصبح بنوره من غمامة لونهم الداكن ... الله عليكي يا مبدعة ، كنت بهاجمك امبارح على القسوة على البنات الصغار اللي هيضيع مستقبلهم .. أتابيكي يا بنتي حزينة مجروحة بجرح كبير .. آفل على وشك نجومه الضاحكة وصبحه بيطلع ليل من غشم غربان .. أكيد لازم تكوني ضد أي حد يساهم بلون في هذه اللوحة أو لطشة ريشة بعفوية ... أمتعتيني وأحزنتيني.. يا خسارة