النقاشات تتناول أثر تقنيات التقاط الكربون على تعزيز استدامة أنظمة الطاقة في المنطقة للحد من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي الناتجة عن الوقود الأحفوري أبوظبي، 27 أكتوبر 2013: أعلنت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا اليوم عن تعاونهما في استضافة اجتماعٍ لفريق من الخبراء لتقييم العوائد البيئية والاقتصادية التي يمكن جنيها من الاستثمار المحتمل في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه في منطقة غربي آسيا. وينعقد اجتماع فريق الخبراء بشأن التقاط الكربون وتخزينه ضمن برنامج عمل الإسكوا لعامي 2012-2013، وذلك يومي 6 و7 نوفمبر المقبل في معهد مصدر في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، عاصمة دولة الإمارات، وتحت عنوان "التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في الدول الأعضاء في الإسكوا: تعزيز استدامة نظام الطاقة في سياق التنمية المرتبطة بالكربون". ومن المنتظر أن ينضم نحو 50 خبيراً دولياً ونظرائهم في المنطقة إلى المتخصصين في مجال التقاط الكربون وتخزينه في معهد مصدر لمناقشة بعض القضايا الرئيسية والمشاكل التي يتم مواجهتها في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه. وأوضح الدكتور محمد أبو زهرة، أستاذ مساعد في برنامج الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، أن الإجتماع في اليوم الأول سيشمل على 3 جلسات، بينما يشتمل اليوم الثاني على جلستي عمل، وسيختتم الاجتماع بحلقة نقاش بمشاركة مجموعة من الخبراء والمتخصصين. وتتناول جلسات اليوم الأول بعض القضايا الرئيسية، ومنها "التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في استخلاص الهيدروكربون المعزز- السياسات والاتجاهات في المنطقة"، و"تقنيات التقاط ثاني أكسيد الكربون/ البنية التحتية لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه/المشاريع الضخمة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في المنطقة"، و"الإمكانات الجيولوجية لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في المنطقة". في حين تشمل الموضوعات التي ستناقش في ثاني أيام الاجتماع، "بناء قدرات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في المنطقة: المساهمات الأكاديمية والعامة والخاصة في النهوض بأبحاث وتطوير التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه"، و"الأطر القانونية والتنظيمية لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في المنطقة: الرقابة/ الرصد والقياس والتحقق من غاز ثاني أكسيد الكربون". وستركز حلقة النقاش الختامية على الجدوى من التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في منطقة غربي آسيا. وتعليقاً منه على هذا الموضوع، قال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: "إن استضافة اجتماع فريق الخبراء في أبوظبي يعكس المكانة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات في جهود التصدي لتحديات الاستدامة. وإن مبادرة مصدر، وتنفيذ مصدر لمشاريع الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، ومساهمة معهد مصدر الهامة في تنمية رأس المال البشري، قد جعلت من أبوظبي مركزاً رئيسياً لطاقة المستقبل. ونأمل أن تؤدي النقاشات التي ستجري في الاجتماع إلى زيادة اهتمام الجهات المعنية بزيادة الاستثمارات في تقنيات التقاط الكربون". بدورها، أشارت رولا مجدلاني، مديرة قسم التنمية المستدامة والانتاج في الأممالمتحدة-الإسكوا إلى أن تقييم تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) والصادر هذا العام رجح الأثر البشري كالسبب الرئيسي الكامن وراء تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري المرصود منذ منتصف القرن العشرين. وأضافت مجدلاني: "لتجنب تعطيل النظام المناخي ومنع حدوث أضرار كارثية على البيئة، يتوجب علينا السعي بشكل جاد ومستمر للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على الصعيد العالمي. يذكر أن الاتفاقات الدولية والمسؤوليات العامة المحددة تفيد بأن التقاط الكربون وتخزينه هي أحد الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع انبعاثات الكربون الحالية ومعالجتها لفائدة البشرية على المدى البعيد. لذا سيقوم الخبراء المجتمعين خلال ورشة لجنة الإسكوا في معهد مصدر في أبوظبي بتقييم الفوائد المرجوة التي يمكن تحقيقها بيئياً واقتصادياً من خلال تبني ونشر التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه والذي من شأنه أن يعود بالنفع على المنطقة بأكملها. كما نأمل أن تسلط المناقشات الضوء على المواضيع بالغة الأهمية وتشجيع المستثمرين في القطاع العام والخاص على استكشاف الإمكانات المتاحة في هذا المجال". يذكر أن العلماء يشعرون بالقلق إزاء تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي تجاوز 400 جزء في المليون - وهو أمر لم تشهده الأرض خلال عدة ملايين من السنين، فبحسب إدارة معلومات الطاقة (EIA)، ينفث العالم حالياً ما يقرب من 35 مليار طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام. ويأتي ما يقرب من ربع هذه الكمية من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء والحرارة، ويتم إنتاج 20% أخرى عبر الأنشطة الصناعية، بما في ذلك معالجة المواد الكيميائية والمعادن. وبحلول عام 2040، من المتوقع أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ذات الصلة بالطاقة إلى 45 مليار طن متري، وهذا يعادل تقريباً 200 ضعف كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث بشكل طبيعي من قبل جميع البراكين الموجودة فوق سطح الأرض وتحت الماء في أي سنة، وهذا يبرز الحاجة الملحة إلى دعم الموارد وتطوير التقنيات التي يمكن أن تتعامل مع المستويات المثيرة للقلق من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وفي هذا السياق، تسعى ورشة العمل في معهد مصدر في أبوظبي إلى تسليط الضوء على الحاجة لحماية الأرض ضد الانبعاثات، لا سيما من خلال التقنيات ذات الصلة بالتقاط الكربون وتخزينه والتي قد تعود بالنفع على المجتمع العالمي ككل. يذكر أن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا هو جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا تركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة. وباعتباره أحد الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية "مصدر" وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما منها تغير المناخ. ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.