بدأت أشعر أن تلك الكلمات ذكرى لشيء مضى، ليوم مضى، لزمن مضى، بدأت أحسّ أنني أتلاشى بين تلك المعاني و لكن هل هذه حقا بداية أم هي النهاية، هل يجب أن أعرف أم أن التساؤل يجب أن يستمرّ أم أنه هو المستمرّ و أنا الضياع، هل يجب أن أدري أم أنا في عبثية، هل تراني بين الحروف أم أنني مقذوفة من الأبجدية، هل و هل و هل إلى متى يا ترى... سأبحر بسفينة مثقوبة لا أجيد السباحة إطلاقا لن أحمل أطواقا سأدخل أعماقا سأواجه عملاقا و لكن سأتحدى الغرق الأمواج هي الرفيق أعز صديق ارتباطي بها وثيق ستدلني على الطريق لأشهد النور بعد الغسق و سأقطف مشاعر مفقودة لكن الطريق متداخلة، الممرّات ضيّقة و الأنفاس مبعثرة على قارعة الوقت، تنشد المسير، تبحث عن الاتجاه فترتطم بغثيان المساحة، فأرقب بلمس المشهد، هو ترنيمة مسافر عبر حقول الضياع، هو جناحي قرنفل تتسلّق هضاب الهواء، باحثة عن الانطلاق، متأبّطة ذراعي الخريف، مودّعة أحلاما خضراء، هو... هذيان يقترحني ونيس الركائب قلم المسافة عدم المحطة حلم هذيان يختارني جليس ترانيم الإحساس شراب الصمت في الأكواس تحتسيها الأنفاس هذيان في داخلي دسيس استوطن الروح نزفا للجروح للشعور نصوح سيجارة الإدراك تحترق في حناجر الصمت المغول دون إفراز دوخان، و لكن تصاحبها تلك الإرادة المسافرة في الفراغ و الراكضة وراء التلاشي في توهان... سأخرج من جسم أفناني إلى ربيع الخيال يسمّيني سأهجر داء أحلامي و أبلغ علاء نجم يشفيني سأرافق نشيد أقلامي و أبحر مع حرف يرويني لن أخضع لشوك أوهامي و لن يقعدني أرق و يحنيني إلى ذلك النور تسرع أقدامي فالوصول غاية تعنيني أمل بداخلي أهداني إرادة شمسها تسقيني زقزقة إحساس أعطاني بريقا لقاحا يقيني من استفحال أشجاني و الإصرار يبقيني فتنكسر أغلالي و يضمحلّ أنيني تعبرني أريجة الوصول إلى أنهج السلام، متأبطة ذراع البياض و كأن جميع الألوان انتحرت أمام نصاعته، أو أنني خسرت قيم التمييز، فصرت أسمع النقاوة وهي فقط من يرد الصدى، فهل يمكن أن تجيبني أين أنا... اللوحة للفنان التشكيلي العراقي علي الطائي