استوقفتني !! ودمعه هاجرة تتحدر من مقلتيها ، ونظرات حائرة تترنح بحزن الكون ، تبحث بذهول عن حلول تنهي ألامها المتكرسة كجبل يسحق روحها .. شدني إليها فضول اعتراني ،لألم يثري حزنها ،ولكنها فاجأتني حين تناثر صوتها بكلمات تكشف حالها ، إنه عقوق الأبناء!! أجل هو سبب معاناتها أسمعيني سيدتي !! دعيني افضفض لك ..علني افرغ حملي المثقل بحكايتي مع الزمن . هو ابني من ضمه القلب قبل أن تراه العين ،أعطيته حبي،وسقيته حناني ، وأنشأته كخير ما يملي عليَّ هوسي وحرصي كأمٍ همها أن ترى فلذة كبدها كمايستهويها ويسعدها . وحين بلغ مبلغ الرجال زوجته ممن يحب ،وسعدت أيما سعادة بإبنه البكر ..كنت أتحمل منغصات كثيرة تختلقها زوجه لإرغامي على مغادرة البيت ..وفعلتها سيدتي ..رحلت !! وهمي سعادته ورضاه ..وهاهي الايام تمر وليته في مرة تذكر ان لي قلباً يشتاقه ..ولي عيناً تسعدها طلته.. أنتظر رنة الجوال فيهرع قلبي قبل يدي وتروادني الاحلام أنه هو يسأل عني ..اشتاق لصدري وحناني ..أتخيل طرقات على الباب !! فإذا هو وجيب قلبي ..فأعود وأدراج خيبتي الى واقعي أشرقُ بدمعتي وأدفن ندامتي وأجتر ألمي . أهذا بر الام الذي وصى به رسولنا الكريم ..حين اختصها بحسن الصحبة ثلاث حين قال أمك ..أمك ..امك .ثم قال ابوك . أهذا جزاء الاحسان الذي تعلمناه من ديننا ؟ ليتك سيدتي تحملي رسالتي إلى جيلنا الذي ماتعلم من سلوكيات الاسلام شيئاً..وتحولت الزوجة والصديقة ألى مأل الاهتمام .. وليتك تخبري هذا الابن الجاحد أني أشتاقه ..أشتاق لأضمه وأشمه كما في الطفولة ،أشتاق لاسمع نبرة صوته التي ترم روحي، بعد عناء السنين ..ليته يعلم أني أخاف أن يدركني الموت ولم تكتحل عيناي بلمحة من محياه قبل أن أرحل وأغيب عنه إلى مثوايا الاخير .. أين تعلمتم النكران والقسوة أيها الابناء؟ هل هي من مخلفات عولمة أهداها لنا الغرب ورحل معها البر والعطف على الوالدين ؟ ليتكم تعودوا إلى رشدكم ..