تساؤلات عديدة تنتابى كلما اقترب يوم 21 مارس «عيد الأم» من كل عام عن مدى أهمية الاحتفال بالأم فى ذلك اليوم رغم معاناة العديد من الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم والأمهات اللائى فقدن أبناءهن وزاد عليهن الأمهات المكلومات فى شهداء الثورة. لماذا نصر على إيذاء مشاعر هؤلاء ونجعلهم يستعيدون الذكريات الأليمة التى تدمى وتحرق القلوب! لماذا نضرب بآلامهم وأحزانهم عرض الحائط لقد تحدثنا كثيراً من قبل أن يطلق على هذا اليوم «عيد الأسرة» احتراماً لمشاعر الحزن والأسى دون جدوى وأتذكر قصة رواها لى ابنى أدمت قلبى عن زميل له فقد أمه وظل يبكى وهو يرى زملاءه يشترون الهدايا لأمهاتهم فى ذلك اليوم فهل تلك الهدايا التى يقدمها الأبناء هى التعبير الحقيقى عن البر والرحمة بالأمهات.. إن عقوق الأبناء أصبح ملء السمع والبصر فدور المسنين تمتلئ عن آخرها بالأمهات اللائى لم يجدن رعاية من أبنائهن وأجبرن إجبارا على العيش فى تلك الدور ما تبقى لهم من الحياة.
ولقد كرم الإسلام الأم وجعل الجنة تحت أقدامها، وتكريم الأم فى الإسلام ليس مرتبطاً بوقت أو مكان فهو مطلوب من الأبناء مدى حياتها وأيضاً بعد وفاتها بالدعاء والصدقة وصلة الرحم التى كانت تصلها لذلك يجب أن يعلم الأبناء أن الهدايا المادية ليست هى المعول الرئيسى لتكريم الأمهات فالعطاء المعنوى له أثر أقوى وأعظم على النفس من العطاء المادى، ولقد أحزننى كثيراً ما سمعت من تلك الأم التى قالت لى وهى تبكى أن ابنى الوحيد الذى تزوج منذ عدة سنوات وتركنى لا يأتى لزيارتى هو وأبناؤه إلا قليلاً وغالباً ما يكون فى عيد الأم ليحضروا لى الهدايا ثم ينصرفون مع أنى أحتاج إليه ولحنانه أكثر من هداياه.
لذلك أتمنى أن تقوم الدولة بإلغاء عيد الأم ذلك اليوم الذى يكون فيه الحزن أكثر من السعادة وعلى الأبناء أن يعلموا أن العيد الحقيقى للأم هو فى برها ومودتها فهى خير صحبة كما قال رسول الله «ص» أمك ثم أمك ثم أمك.