اسم الكتاب : المسرح الشعري العربي ( الأزمة والمستقبل ) المؤلف : د. مصطفي عبد الغني ، من مواليد القاهرة 14/6/1947، دكتوراه في فلسفة التاريخ الحديث، عضو في العديد من المؤسسات الثقافية، منها: عضو لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة. عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب، (رئيس لجنة العلاقات العربية). عضو الجمعية التاريخية. عضو جمعية النقد الأدبي. مستشار سابق لمجلة (بريزم) التي تصدر بأكثر من لغة عن وزارة الثقافة. الجدير بالذكر هنا أنه يواصل مشروعه لكتابة تاريخ وتطور اتجاهات النقد العربي في العصر الحديث، وقد صدر من هذا المشروع الجزء الأول بعنوان: (اتجاهات النقد العربي الحديث) عن الهيئة العامة للكتاب الناشر : سلسلة عالم المعرفة " المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب – الكويت . العدد ( 402 ) يوليو 2013. ********* يحاول هذا الكتاب أن يجيب عن السؤال : ما مستقبل المسرح الشعري العربي ؟ وهو سؤال يفرض نفسه في الفترة الأخيرة ، حين غاب أو غُيب المسرح الشعري بفعل فضاءات " العولمة " وغلالات الأمية الثقافية وإستفحال الفساد في مختلف الميادين لأكثر من ربع قرن أو يزيد ، وهو سؤال حاول أن يؤكد بدهية أن التراجيديا الشعرية العربية في سياقها الأخير كانت تعبيرا حادا عن الهوية في بدايات تكوينها ، أو بشكل أدق ، عن فترة الصراع الكبري التي تسبق البحث عن الذات وتأكيدها ، فارتباط النص بالشعرية يعكس ارتباطا وثيقا بالهوية العربية التي تبدو خطوط الطيف فيها متنقلة في عديد من الأقطار العربية والأسلامية غير أنها تعكس – في السياق الأخير – الوعي ب " الهوية " والعمل لها ويمكننا رصد ملامح الهوية اليونانية وأوربا عصر النهضة بهذه الهوية أو تلك ، كذلك يمكننا رصد تأكيد هذه الهوية وتأصيلها في الدراما العربية من أقصي المغرب إلي أقصي المشرق في الكويت والبحرين خاصة ، وقد أصبحت " الفرجة " أهم عناصر الدراما التي تتجدد فيها وتتحدد رسالة " المثقف " الحقيقي ، وحيث خرج البعض ممن تنبه إلي خطورة هذا الجنس الأدبي أو النوع الأدبي – الدراما الشعرية – إلي آفاق واسعة عرفنا معها كثيرا من تحول المعاني وتحولات الصوت والصمت والمعني في كل المدونة الدرامية ، بل حين شهد التطور آفاقا أبعد عالميا ، فإذ بنا نلحظ هذا التطور الدرامي ليس عبر النص الدرامي وتحولاته المعروفة فقط ، وإنما – أيضا – عبر التوزيع الأوركسترالي ، فضلا عن التجديد في تلقي القيم الدرامية ، سواء في مشاركة الجمهور علي خشبة المسرح أو عبر قاعة النظارة أو مشاركة " عالم الويب " ... إلي غير ذلك ، كما سعي المؤلف هنا إلي رصد دور كاتب " الفرجة " في المشرق عبر المسرح الشعري العربي الجمعي في محورين : الزمني والموضوعي للإجابة عن السؤال المحوري هنا : ما مستقبل المسرح الشعر العربي ؟ محاولا أن يعيد فيه عبر الإجابة حقيقة أن تأكيد قيم الدراما الشعرية ، ويكفي أن نعيد فيه هذه الصيحة التي تعلو في بلادنا من دمشق إلي القاهرة إلي برقة إلي الكويت إلي مراكش . لقد حاول المؤلف هنا أن يؤكد أن المهمة ، الحقيقية ، للمثقف الكاتب الدرامي تتحدد في أن يخرج من الكواليس إلي قاعة المسرح ، من خشبة العرض إلي الجمهور العريض في هذا الفضاء المتناهي خارجه ، من المسرح القومي بالقاهرة إلي المسرح التجريبي بالشارقة إلي مسرح الصواري بالبحرين، إلي مسرح الفاشر بالسودان إلي المسرح العمالي بحمص ، إلي المسرح الإحتفالي بالمغرب .... إلي غير ذلك من المسارح التي تسعي إلي إستيعاب الأزمة للوصول إلي المستقبل . ******* "" د . مصطفي عبد الغني .. طاف بنا في دراسة شاملة وبتعبيره ( بعين الطائر ) من أقصي شرقنا العربي إلي غربه راصدا ومعرفا لنا منذ البداية الفارق بين ، الشعر المسرحي والمسرح الشعري، كبداية لتأصيل هذا الفن الوافد إلينا كعرب ، حيث الشعر ، والشعر وحده أحد اعمق موروثاتنا الثقافية التاريخية ، فالمسرح الشعري وبدايته الإولي من جوق سليم نقاش 1876م بداية من لبنان وحتي وصوله مصر وبعده مارون نقاش كبادئ لأول عرض مسرحي في منزله 1848 م عبورا بفترات الجزر والمد حتي نهايات التسعينيات التي شهدها الشعر المسرحي ، والمسرح الشعري ، إلي الأزمة الحالية حيث هذا الإنحسار والجزر الذي يضعنا في أزمة حقيقية لهذا الفن الذي يفترض ان يكون إستوطنت ونمت له جذورا بيننا ، ليكون أسرع وأعمق وأكثر تأثيرا من أي فن أخر ، تعبيرا عن هذا الحراك الذي تشهده أمتنا العربية منذ ما يزيد علي قرن ونصف القرن من الزمان ، نضالا ضد المستعمر الأجنبي المباشر ، ثم ضد أعوانه في الداخل من طغاة ديكتاتوريين إحتلوا مقاعد المستعمر نفسه بعد خروجه . وقد جاءت في الدراسة أسماء عديدة لشعراء كتبوا الشعر المسرحي ، كشوقي ، وعزيز أباظة علي سبيل المثال ، وأخرون كتبوا للمسرح الشعري كعبد الرحمن الشرقاوي ، وفاروق جويدة من مصر ولم يغفل من ماثلهم قامة في الكويت ، والجزائر ، والبحرين ، والمغرب ، والسودان ، واليمن ، والأمارات وقطر ، والأردن ، وسوريا ، ولبنان ، وفلسطين مع نماذج من أشعارهم ، ومسرحياتهم ومدي مساهماتهم في مشوار تأصيل هذا الفن ، ورغبة منه جاء بمقترحات الأخذ بها والإضافة إليها توقف هذا الإنحسار لهذا الفن وتعيد إليه مدّ مفتقد من عقود بفعل الآليات والمستحدثات والتقنيات الحديثة المتعلقة بالمسرح ، والمسرح الشعري خاصة . ( نص / ممثل / خشبة مسرح / جمهور ) . الدراسة جديرة بالعودة إليها في متن الكتاب ""