ها أنا ذا أجلس للمرة الأخيرة هنا .. أودع شمس تغييب .. تغادر بعيدا تأخذ معها اسرار ومشاعر كنت ابثها مساآتي الخالية .. اذا أشرَقْتِ صباح غد ولم تجديني فلا تبوحي بما نثرته بين سطورك .. كانت فضفضة لك وحدك يا صديقتي .. سأراكِ في مكان آخر ، وفي مساءات اخرى لا تشبه هذه المساءات التي لا تتكرر الا نادرا .. فانا في زحمة انشغالاتي اليومية وحياتي الروتينية أفتقدك وأحن إلى لحظات صفاء تتعذر بدونك .. عندما تعانقين البحر .. اعانق حبيبا غاب طيفه بغيابك .. تنامين بين أحضان من تعشقين كل مساء وتختفين .. فتستثيري في خيالي كيف يكون اللقاء بعيدا عن أعين الفضوليين مثلي فأنام بين جفنين يكحلهما سواد الليل .. لا اجد الا خياله وبضع كلمات يسطرها باقتضاب على لوح أفق إلكتروني ، احدق فيه واسترق النظر اليه بين فينة وأخرى ، علني ألمح بعضا من ما يجود به ذلك الساكن في خيالي المحمل بصوره . اتذكرين يا صديقتي ؟!!! هو هناك في الجانب الآخر من هذا الكوكب وانا هنا .. طقوسك كانت تجمعنا ... فكم جلسنا معا ننتظرك عندما تتهيأيين للغوص في أعماق ذلك العاشق الأبدي لضفائرك ... الذي يغازلها بموجاته ويسحبك بحنان تستسلمين له ويطفئ لهيب الشوق عندما يلامسك فتنسابين الهوينا كصبية خجولة تستسلمين لنداء الطبيعة بين أحضانه .. وتحتفلين معه بلقاء تتراقص النجوم على ألحانه ... والقمر يعكس نورا منكِ منسابا سناءً ينير الكون كله. .. ينتشي بسر كينونة هذا الانصهار والنمازج بين نار وماء . لا ادري هل البحر يطفئ جمرك ليلا ليشعلك في صباح آخر .. تشرقين بكامل انوثتك متجددة متوقدة متأهبة ؟!! ليأتي المساء به عاشقا ولها لا يمل الانتظار . ليت حبيبي يشبهه .. ليته يحمل الشوق لي كما يحمل البحر لكِ اصبحت أغار منكِ ومنه .. علميني كيف اجعل منه عاشقا أبديا كبحركِ .. فانا أخاف تقلباته فهو كل يوم بحال .. يوما يشك ويوما يغار .. علميني كيف اقلّبه على جمر نار .. فلا يطفئ لهيب شوقه غيري .. ولا يعرف غير دربي ... مسار .. دليني يا صديقتي ... فقد تعبت من فتح أصداف المحار .. افتش عن سحر يبقيه بقربي .. حتى وان فصلت بيننا بحار ...!!! اضناني شوق اليه .. وجفاني النوم وانا اساوم ذلك الانتظار ... .... من رسائل الى شهريار