حال سماع ناهد صوت منبه السيارة نزلت درجات السلم بسرعة . بعد تبادل التحيات جلست إلى جانبه وهي تطير من الفرح ! تستنشق هواءاً جديدا ، شعرت أن جسدها محلقٌ في أعالي السماء ! سيطرت السعادة على عقلها وقلبها وروحها . الحقيقة أنها لم تعد تصدق عينيها ! فهي تجلس الآن إلى جانب الرجل الذي طالما كان يترأى لها في الأحلام . حال دخولهما المطعم انزويا أمام مائدة في الركن القصي من القاعة . طلب من النادل أن يُنزل إلى مائدتهما كأسا من عصير البرتقال وكأسا أخر من الويسكي مع قطع من الثلج البلوري . وان ينزل المقبلات واللحوم المشوية فيما بعد . استمرت تلج الصالة وجبة بعد أخرى من الزبائن . وسرعان ما أصبح المطعم مزدحما للغاية . أخذت أصوات المضغ تتزايد ورنات الكؤوس تسمع في كل مكان . تطلع إليها وهو صامت . ثم هتف بنبرة غريبة وقال : - ناهد . لنغير هذا المكان . لدي بيت منعزل وخاص . - ماذا تقول يا صابر ؟ - أقول إنكِ المرأة التي أريدها . هتفت ناهد قائلة : - يا إلهي ! ردَّ عليها صابر متحمسا وهو يضع يده على فمها : - ليس إلهكِ بإله لي ، وليس هناك من شيء أخر غير الحب . ردت عليه بغنج ودلال قائلة : - موافقة . أذهب معك إلى أخر الدنيا . استأذن منها الذهاب للتحدث بالهاتف . فعلا . اتصل بالمحاسب وسكرتيره الخاص ماجد فهو يعمل بإخلاص كأنه كلب وفي . قال له : - اسمع جيدا يا ماجد . أرجو أن تغلق المكتب ثم تذهب إلى تهيئة البيت . لدي ضيفة . أرجو أن تترك المنزل بعد وصولنا. لا يفوتنا أن نذكر أن هذا البيت قد استأجره التاجر صابر على حسابه الخاص لسكن المحاسب ماجد فهو أعزب وليست له خطيبة . وتوجد بنفس البيت غرفة نوم خاصة لصابر يستخدمها للراحة في بعض الأحيان ونادرا ما يستقبل بعض الضيوف في البيت . حال عودته إلى المائدة طلب من النادل أن يضيف إلى الطلبات دجاجة مشوية وقناني من الويسكي والبيرة والشمبانيا وإيصالها إلى السيارة . بعد مرور ساعة تقريبا استقبل ماجد امرأة فتية ، جميلة ، أنيقة ، سمراء البشرة مع فتى كبيرا يحمل وجها جميلا . رحب بهما ثم استأذن منهما الذهاب . خلعت سترتها وحذاءها . أخذت توظب المائدة بينما دخل صابر إلى الغرفة لتغيير ملابسه . ارتدى جلبابا حريريا أبيض اللون . حال انتهائها من توظيب المائدة طلب منها صابر تغيير ملابسها . فيوجد جلباب جديد في دولاب الملابس وعلى مقاسها بالضبط وبإمكانها أن ترتديه من أجل راحتها أطاعته ونزلت إلى إرادته ولم يجد صعوبة في إقناعها الدخول إلى غرفة النوم وتغيير ملابسها بعد أن ضحكت ملئ شدقيها وقالت له : - لقد أعربت رأي شخص يفيض تماما عن إحساس بعزة النفس . سوف أنزع ملابسي ، وأرتدي الجلباب الرجالي . فزعت فزعا شديدا حال فتحها باب دولاب الملابس ! فقد رأت رزما عديدة من الأوراق النقدية مكدسة في الرفوف العليا من الدولاب ! استغربت وجود هذه المبالغ الكبيرة في دولاب الملابس ؟ ! احتفظت بما رأته في داخلها ولم تسأل صابر عن سبب وجود هذه الأموال . أفرطا في تناول الطعام والحلوى واحتسيا كؤوس الكوكتيل المخلوطة من الويسكي والبيرة والشمبانيا وعصير البرتقال الطبيعي . فانطلقت شهواتهما الحبيسة ، يمضيان يومهما ، ويستمتعان باللذة والحب والمرح . تأملها صابر بنظرة كلها إعجاب . همس في أذنها قائلا : - ناهد . أني لا أصدق عيني إنك تجلسين إلى جانبي ؟ أحلم هو أم حقيقة ؟ ردت عليه بسرعة : - حبيبي صابر,كم أتمنى أن أبقى معك حيث تكون فلا نفترق. اشتد الكرامفون وهو يطلق الموسيقى الشرقية . أخذ صابر يصفق طربا ، انتشت ناهد ، لفت الخمرة وعيناه رأسها ، نهضت من مقعدها ، لفت أحدى ربطات العنق القديمة على وركيها وراحت ترقص كما لم ترقص في حياتها. بينما يهرع صابر لكي يضع اسطوانة أخرى . انتهت من الرقص ، استلقت على الأريكة قرب المدفأة . وقد بدت التعاسة واضحة على ملامح وجهها الأسمر ، أحست بأنها لم تنتصر في الرقص على صابر ، ولم تنتقم من زوجته ولم تحرك فيه أية مشاعر جديدة تدفعه لكرهها وتطليقها أمام الناس كلهم ، لتنال حريتها معه بمفردها . أخذ صابر يهمس في داخله قائلا : - كان واضحا أنها ما تزال تحبو في حياة الفسق والرذيلة . فأن خطواتها ثابتة ... ومرونة قامتها . وليونة جسدها ... واتساع عينيها الخضراوين . كل ذلك ينم عن غريزة جنسية ملتهبة تملأ الجو حولها بعبير الجاذبية الجنسية . كما تملأ الجو بشذاها قنينة العطور التي لم يحكم غلقها . لكن صابر ! اشتهى ناهد شهوة الحيوان للحيوان . اخذ يلف ذراعيه حولها ، يعتصر خصرها الأهيف . سحبها بهدوء نحو غرفة النوم .نزع الجلباب وملابسها الداخلية قطعة أثر قطعة دون مبالاة أو ممانعة من جانبها . التصق نهداها بصدره ، نهدان بارزان ، صارخان . الحريق الجنسي يتغلغل إلى جسدها الأسمر الفائر كحيوانات برية في ذروة تلاحمها ، يقابلها رجل شبق مثلها ، أخذت تذوب داخل حضنه ، مسحورة برجولته ، ووسامته ، مخدرة بلمسات يده المثيرة وقبلاته الدافئة . تسرب إليهما دفء مسحور ، أحسا بأرتعاشة غريبة وشوق مُليح إلى إطفاء حريق الشهوة والشبق الفائرين . انسجما في إيقاع مجنون ، استلقيا عاريين مثل أدم وحواء في بدء الخليقة الأولى . تداخلا مثل حيوانيين فتيين . أسكرتهما الفطرية الضاجة في عروقهما . همد الإحساس بالزمن . انسحقت بكارتها ، اعتصر نهداها مثل عنقود العنب . رفعت إليه عينين فرحتين . أحست بشعور الأنثى حين تصيب الدفء واللذة وتطوق بالحرارة . استسلمت لنظراته الآسرة . وغرفت من العمر أحلى لحظاته . أخذت تتحدث في داخلها قائلة : - لماذا سلمت نفسي إلى صابر بين ليلة وضحاها من تعارفنا؟ - لماذا سمحت له أن يفض بكارتي بهذه السرعة ؟ - آه ! أحس أن إله الشهوة بان قد تلبس كل أنحاء جسدي الفائر ! ستحفر هذه التجربة أعمق الأثر في ذاكرتي مستقبلا ! .... يتبع