ندى إمام عبد الواحد، مصرية، تقيم في القاهرة، تعمل باحثة في مجال الوعي البيئي، عمرها سبع وأربعون عاماً، تحمل شهادة الماجستير في علوم بيئية تربوية، وإعلام بيئي، حالياً، هي باحثة بالدكتوراه، متزوجة، وهواياتها القراءة والكتابة، وأيضاً، هي شاعرة، وقاصة ،وكاتبة مسرح، صدر لها مجموعة قصص قصيرة:(عندما يبكى الجسد)، و(منازل العشق) وهيئة الكتاب، ومسرحية (الرحيل بأمر الملك)، وتكتب قصيدة النثر أيضاً، ولها ديوان تحت الطبع بعنوان:(آدم)، ورواية تحت الطبع بعنوان:(أحاديث غادة). شاركت بمؤتمرات وندوات محلية، وحصلت على جوائز وتكريمات محلية، من منتديات وجمعيات أدبية، كما أنها تجيد بشكل مبدع وخلاق، كتابتها للومضة الشعرية، وسأتناول بعضاً من قصائدها، وومضاتها الشعرية، في قراءتي لكتاباتها الشعرية: في قصيدة لها بعنوان:(قال شهريار)، تتحدث بها عن مخاطبة شهريار لشهرزاد عن الحب، وتقول وتعبر بقصيدتها: إن الحب قد انتهى ومات، لنقرأ ما تقوله شاعرتنا ندى إمام، بأسلوبها الشيق والعذب: يا شهرزاد، الحب مات، فلم يعد يُتلى، على مَنْ خان سِفرْ العاشقين، تلك التلاوات التي، ما غاب عنها سرُّها يوماً، ولا غاب الحنين، الحبُ يا محبوبتي، أسبابنا وشبابنا، هذا الذي ما ضرّنا أو غرّنا، الآن، يا مملوكتي ومليكتي، سَطَّر العذاب عليهِ أحزاناً شِداد، يوم انتهى الجمعان، في كهف الغيابْ، جوف القبورُ تزوَّدُ عنا باليقينْ، والعمرُ دربٌ مُستباحْ، نمضي عليهِ كطائعين، يا شهرزادْ، عودي بقلب خافق، فاليوم لا ذكرى بكاءْ، اليوم، لا دنيا نواح؛، بل وادعي، حيث القلوب سترتدي ثوب العزاءْ، إن الحياةَ مريرةُ دون الهوى، وبأن من مات استراحْ. في ومضة شعرية بعنوان:(حريق)، تتحدث عن ذكرياتها مع حبيبها فتقول له بعبارات مختصرة مفيدة: لا تلق بالذكريات في وجهي..ولا تضعها في علبة مزركشة فوق رف..ولا ترم بها في مفترق طريق، فهي مازالت نابضةٌ، تحوي لهيباً، قد يحرق أي شيء. وفي ومضة أخرى بعنوان:(الدجاجة والطاووس):توضح لحبيبها أيضا بأن هناك فرقاً بين امرأة وأخرى، بأسلوب رمزي ذكي جداً فتقول: نعم، كان الفراق حين لم يستطع أن يفرق بيني وبين الأخريات، أوضحت له أن الفرق كبير بين الدجاجة المدجَّنة، وأنثى الطاووس...رغم كونها أيضاً دجاجة وتبيض ! وفي ومضة شعرية أخرى بعنوان:(حزن البحر)، تعبر فيها ان البحر والذي تعتبره يحتوي كل ذكرياتها فلم يفشي بإسرارها ولا حتى الأسماك، ولا حتى طيور النورس، وتريده أن يغرق كل أسرارها، كي تضع حداً لكل حكاياتها، فتقول له بأسلوبها المميز: لم يسيء البحر لي يوما..فلا أفشى أسراري..ولا فعلتْ الأسماك ولا النوارس، أيها البحر الغارق الآن في الأحزان.. ضع حدا لكل تلك الحكايات. هذه ومضة شعرية، من ومضاتها الرائعة والمعبرة، تقول فيها برقة وإحساس موسيقي، وكلمات عذبة، تصف فيها حبيبها: لم يك في شجاعة عنترة، ولا في كبرياء المتنبي، ولا في جرأة النواس، ولا في عشق نزار، كان فقط، ينعتني بالأميرة، فأسلمتهُ تاج المُلك. وفي ومضة لها بعنوان:(طيور الحب): تقول فيها لغير حبيبها، بأن قلبها، لم يعدْ مهيأ لاستقبال أي غريب عنها، فقلبها لا يسكن به سوى حبيبها: وغردَّتْ طيورهُ في صدري، تناشدني: أعدْ المرفأ، أخبرتها: أنه لا مكان لغريب..لا مكان، لترحل سفنه في سلام، فالفنار، لم يعد قلبي, وفي ومضة شعرية لها بعنوان:(الخطيئة): تعبر فيها عن حبها العميق، وعن لوعتها بحبها لمن تحب، رغم أنها تعلم، أن في تكرار حبها له خطيئة، تقول فيها: رقصات الموت شهيرة..ومهرجانات تمزيق الجسد..والطيور التي انقرضتْ من سمائي..كل هذا، لم يمنعني من تكرار الخطيئة، استمراري في حبك. وفي ومضة أخرى بعنوان:(أعرفك): تقول له فيها، بأنها لا تريد أن يسألها من هو؟؟؟ فهو معروف لديها جيداً، وكل نساء المدينة تعرفه جيداً، فتقول له: نعم أعرفك، فلا تسألني مجدداً، فأنت المخبوء في عيون قطتي..وعلى ألسنة نسوة المدينة..أنت المار بجوار قبري، والماسح قدميهِ بأوراق صباري !!في ومضة أخرى لها، بعنوان:(زليخة)، تقول له فيها: بأنها هي زليخة، وأنت العشق والنار، فافعل ما تؤمر به، فتقول له: زليخة أنا..والعشق والنار أنت، فانزع رداء الشوق، وافعل ما تؤمر.وفي ومضة أخرى لها بعنوان:(لستَ بنبي): تقول له فيها: فأنت لستَ بنبي، كالنبي موسى مثلاً، الذي انشق البحر بعصاه، ومشى فوق الماء، ولكنك استطعتَ، من تحطيم وتمزيق قلبها، وهذه هي معجزتك الوحيدة. فتكتب وتقول له: اضربْ بعصاك البحر...أيها العاشق المارق، فلن ينفلق البحر.. ولن تمشي فوق الماء، ولكنك استطعتَ تحطيم قلبي !! فافرحْ بمعجزاتك. وفي ومضة أخرى لها بعنوان:(على مذهب الإمام العاشق): تصف شدة عشقها، ومدى تماديها فيه، حتى أصبح العشق هو مأساتها، حتى أن الإمام العاشق، تابَ، وبرأ من هذا العشق، أما هي فما زالت متمسكة به، ومحافظة عليه فتقول: أسموه الإمام العاشق..!! وعلى مذهبه سرتْ...عشقتُ، وذبتُ، وتبتْ، ثم عدتُ وعشقتُ...وصار العشق مأساتي، وملحمتي..وبرأ الإمام وتاب! وأنا على عهدي..مازلتُ الحبيبة !! أعشق من الدنيا حرارتها بلا بردِ !! وفي ومضة أخرى بعنوان: (لم يك سهلاً) تقول فيها: بان قلب حبيبها كان من الصعب عليها أن تطأه قدماها، سهل لها أن تسير على حبل مشدود، بين قارتين، وترتدي ملابس الحواة، أما قلبه فلا: كان سهلاً أن أرتدي زي الحواة..وان أركض على حبل مشدود بين قارتين !! الصعب، كان أن أمهد قلبك، لأسير فيه !!! وفي ومضة أخرى بعنوان:(فرق): تصف الفرق بينها وبينه، فتقول له أنت سرِّي الأوحدْ، والزمن الأول، والرجل الأثير، ولكنك تتلو سرِّي لكل النساء اللواتي أحببتهن فتقول: الفرق بيني وبينك، أنك مازلت سرِّي الأوحد، والزمان الأول..والرجل الأثير..بينما أنت تتلو سرِّي لكل امرأة في محرابك..! وفي ومضة شعرية بعنوان:(من خلالك) وبكلام مختصر جداً تقول له:من خلال وجودك..استمد حياتي..لذا، أكره أوقات السفر. وفي ومضة شعرية أخرى بعنوان:(سنوات عمري)ن تعبر بكل وضوح وبأسلوب ساحر عن سنين عمرها فتقول: عمري ليس بعدد الرجال الذين عبرنهُ..ولكن بعدد الذين خضبوه بالدماء. بومضة شعرية أخرى تقول لحبيبها بعنوان: (زيف):دونك عرفت أن الكون يضيق على اتساعه !! آه.. كم هي زائفة تلك المجرات ؟! وفي ومضة شعرية أخرى وبكلمات سحرية رائعة، بعنوان:(بانتظارك) تقول فيها: لم تأتني...إذن يجب الانتظار، أزمنة أخرى. بومضة شعرية حوارية أخرى بعنوان:(مشكلة) تتساءل وتقول له (أي لحبيبها):هل تسمعني ؟ أسمعك، المكان ؟ قلبي، الدرب؟ حبي، الزمان؟ ليلة في الزمان، المشكلة ؟ مشيتُ بخطوات الأمان.. فهوتْ سمائي على أرضي، ووقعتْ على صدري الأحزان !! المطلوب ؟ الخروج من المأزق، لا خروج إلا بالفناء أو التوهان. في ومضة شعرية أخرى تقول لحبيبها وهي بعنوان:(فن البكاء): قد تتقن النساء فن البكاء، دون انتظار، أنا وحدي، أتقن انتظارك، دون بكاء، لأنه الأشد قسوة. في ومضة شعرية أخرى بعنوان:(من يفهم في الحب امرأة ؟) في حوار جميل وممتع تسأله: هل تسمعني ؟ أسمعك، هل تعرفني ؟ أعرفك، سيدي، إن من يسمع، ليس كمنْ يرى !!ومن قال أعرفْ.. فما عرفَ شيئاً، وما درى، ومن فهم في الحب امرأة.. فلا باع يوماً، ولا اشترى !! هذه هي الشاعرة، والقاصة، والكاتبة ندى إمام عبد الواحد، تُتحفكَ بقصائدها وبومضاتها الشعرية، وأسلوبها السلس، والموسيقي، وكلماتها الدرر، والعذبة، وتستمتع بقراءتك لكل ما تكتبه من الكلمات العذبة، والشيقة، والممتعة، ولا تمِّل من كتاباتها، فهي تشدُّك كثيراً إلى قلمها الماسي، ومدادها الذهبي، وتثير كل جوانب قريحتك، كي تقرأ لها، وتستمتع وتتلذذ بما تكتبه، بأقصر الجمل والأفكار، فتصل إلى قلبك، من أقصر الطرق، فتحية مربَّعة، للشاعرة، والقاصة، والكاتبة المصرية ندى إمام عبد الواحد، الشاعرة المصرية، الرائعة والخلاقة والإبداعية.