رغم إقامته الطويلة في ألمانيا إلا أنه الفلسطيني ابن بيروت خريج دمشق وبغداد، مازال يعنى هموم الوطن، الوطن العربي الأشمل مناقشا قضاياه " قضايا الساعة". صدر عن دار العين للطباعة والنشر، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية، كتاب القصص القصيرة جدا " أحمر صاخب" للكاتب عماد أبو حطب، جاء الكتاب ب 196 صفحة، الحجم الوسط، احتوت 87 قصة. دارت أحداث القصص حول الربيع العربي، أسبابه ومبرراته ونتائجه، موضحا موقفه المؤيد دائما للشعب والمطالبة بالحرية والشراكة بالوطن، واصفا الشام "ياسمينة بيضاء مجففة". متهكما على الحاكم ب "قمع الشغب". ومن نتائج الشتات العربي، يصف الكاتب أبو حطب حالنا المتردي إنسانيا، معرجا على عقوق الأبناء في عالم بات مبهم الهوية ضبابي الرؤية المستقبلية "مأوى العجزة، دار المسنين ومستشفى المجانين" التي ستحتوي الأهل بالنهاية مكررا كلمة " مستشفى المجانين" بأكثر من موقع. لقد غزتنا الأفكار المتطرفة و"لم ينبس بحرف". ذاك القناص قتل، وآخر شبيح عانى مقتل وحيده، وطفلة "مندسة فارقت الحياة". فالمثقف لا ينطبق، والراية بيضاء،لا وطن، وطن على مقاس الرئيس، وطن لعبة الشطرنج. أما نتائج الثورة فهي مرتبطة بأسبابها "حرية سببها جوع وخوف"، وبذلك فهناك "ازدحام جنائزي". نياشين مقابل قتل، حيث باتت أحلام القبور أكثر من أحلام الليل أو حتى اليقظة. مقابر على وسع الوطن، والمقتول زورا وبهتانا " قائد مجموعة إرهابية". من جمال النص محاورة الكاتب لذاته، محاسبا إياها ، محاولا تهذيب سلوكه وتطويره باستمرا، مرتقيا به نحو الإنسانية، وفي مثال على ازدواجية المشهد " ظلي وأنا، ظل أسود كثيف، خوف". و بالمقابل " حرية ، تمرد " ديك بين أرانب". أشار أبو حطب في كتابه لما للحياة الرقمية من آثار جانبية وهمية" ذاكرة الكمبيوتر" التي تحتوي أناسها الذين لا يصلحون إلا لأرقامها. وما يخبئه الكمبيوتر من شخصيات مزيفة، مسلطا الضوء على التحول الجنسي "فتنة وفادي". ويناشد العقل والتفكير لفك أسره "سجن ذاتي" مترنحا بين حماس وتفاؤل. ليرى بالكون "فوضى منظمة" لا فرصة للشخص من أن يكون "محايدا" في مجتمع من "طبقات" ويقوم على "المبارزة". وفي الجزء الأخير من كتابه تراه مشددا على همومه الشخصية، قناعاته، إنجازاته، برحلة أشبه بالتأمل ونقد الذات المشردة "جنازتي، كتاباتي". ويحلق "الدودة تزحف متمهلة. لقد شبعت من التهام جثتي. العصفور ابتلع الدودة. من جوف العصفور الطائر تحلق أحلامي عاليا". مقتطفات مما جاء بالكتاب: - لا أحد لا أحد يمر في هذا الطريق إلا كوابيسي. لا أحد هناك... لا أحد - نافذة لان العتمة ترافقني، قد يكون الموت وحده، نافذتي للضوء. - صندوق البريد فوق صندوق البريد عشعشت الحمامة ونسج العنكبوت شباكه مختتما كتابه باستنتاج صادق ولطيف، ضمن أحلامه الضائعة، فهو ليس سوى " طفل، خريف وملل"، لا يؤمن بالحب ما ينقصه بعض المال، معنونا نصه بأربع علامات تعجب " !!!!" دون كلمات.