عنو ان ا لمقا لة : الإسلام و التسامح موقف الإمام عبد الحميد بن باديس الكاتب: د . الزواوي بغوره * أستاذ بقسم الفلسفة ، جامعة الكويت . ا لنا شر : مجلة " العربي " الكويتية العدد 656 يوليو 2013 م ********* " كتب الكاتب مقالته قبل إشتعال فتنة تعصف بمصر وشعبها ( بعد أحداث 30 / 6 / 2013 م، ولها بلا شك تداعيات ، وتوابع ستلقي بها علي شعوب أمتنا العربية في قادم العقود التالية " صدر الكاتب مقالته بهذه الفقرة : " التسامح قيمة أخلاقية وسياسية وموقف إنساني لا يمكن فهمه إلا في مقابل التعصب ، فالتسامح يقبل بالإختلاف والتنوع ،ولذا يعد شرطا أساسيا لممارسة الديمقراطية ، ويظهر في المجتمعات المتعددة ، أي في المجتمعات ذات النسق والقيم المتعددة ككل المفاهيم الإنسانية ، فإن له حدا هو التعصب الذي هو درجة الصفر للتسامح ، وإن كان من الصعب تحديد درجات التسامح ، لذا فإن مشكلة التسامح تنبع من كونه ينطوي علي نقيضه وهو اللاتسامح ، الذي يستلزم التعصب وما يؤدي إليه من عنف ، ومن اضطراب ، ومن عدم إستقرار، ومن حرب . كما أن من مشكلاته أن التسامح اللامحدود يدمر التسامح . " ******* سأقتصر علي نقل فقرات من المقالة أري أنه أستخلصها من دراسة لفكر الإمام عبد الحميد بن باديس المالكي المذهب الذي أعتمد علي مختلف المدارس الفقهية ، وكان يري- بن باديس - الإختلاف بين مذاهب وفرق الدين الإسلامي إختلاف في الإجتهاد لا غير ومن هنا دعا إلي إدراك قيم التقدم والتطور والرقي ، وكان ذلك مع بدايات القرن الماضي . " يميز - بن باديس - مفهوم الإسلام بين شكلين من أشكال الإسلام ، إسلام "وراثي " وإسلام " ذاتي " ، الوراثي هو إسلام تقليد ، لا نظر فيه ولا تفكير ، إسلام العوام ، حفظ للأمم الضعيفة شخصيتها ، ولغتها ، لكنه لا ينهض بالأمم ، لأن الأمم تنهض بالتفكير والنظر " إنه إسلام الزوايا ، إسلام لا يفكر إلا أن له جانبا إيجابيا يتمثل في حفظ الشخصية ، ولكنه لا يستطيع القيام بنهضة ، لأن الذي يقوم بهذا هو الإسلام " الذاتي " الإسلام القائم علي فهم القواعد والمؤسس علي الفكر والنظر ، إسلام مشروط بالتعلم والعلم ، وإن كان كذلك فهو دين الإنسانية ، ويحب الإنسانية . " " يتميز الإسلام الذاتي ليس فقط بالدعوة إلي الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين ، وأنه يفكر بالإخوة الإنسانية بين البشر أجمعين ويساوي في الكرامة البشرية ، والحقوق الإنسانية بين جميع الأجناس والألوان ، ويمجد العقل ويدعو إلي بناء الحياة علي التفكير ، وينشر دعوته بالحجة و الإقناع لا بالحيل و الإكراه ، ويترك لأهل كل دين دينهم يفهمونه ويطبقونه كما يشاءون . " يترتب علي هذا الفهم الجديد للإسلام - الإسلام الذاتي - القائم علي العقل هو العيش وفق مستلزمات العصر ، يقول : حافظ علي حياتك ، ولا حياة لك إلا بحياة قومك ، ووطنك ودينك ولغتك وجميل عاداتك ، وإذا أردت الحياة لهذا كله ، فكن ابن وقتك تسير مع العصر الذي انت فيه بما يناسب من أسباب الحياة وطرق المعاشرة والتعامل ، كن عصريا في فكرك وفي عملك وفي تجارتك وفي صناعتك وفي فلاحتك وفي تمدنك ورقيك ، كن صادقا في معاملاتك بقولك وفعلك " " التسامح فكرة دينية ،وفلسفية لها مضامين عديدة ومستويات مختلفة تتمثل أساسا في حرية المعتقد والعقل والتعبير ، والإقرار بالإختلاف والتنوع مع ضرورة التعايش والتعاون " " الأسلام ربي المسلمين علي التسامح وكون نظرهم لغيرهم من أهل الملل ، فهم لا يرون في إختلاف تلك الملل إلا شيئا قد قضاه الله واقتضته حكمته ، فسلمت قلوبهم من التعصب " إذا كان صحيحا القول إن للتسامح مضامين مختلفة ومعالم غير محددة فإنه من الصحيح كذلك أن قيما أساسية وثقافة معينة هي أساس التسامح ،ومنها النظرة العقلية النقدية ، والحرية ، والإختلاف وهي من القيم الجوهرية " إن العيش في مجتمع متسامح هو العيش في مجتمع يقبل النقد ، ويوفرالإحترام والتقدير ، بحيث يحق لكل فرد أن يعبر بحرية عن فكره دون أن يفرضه علي الأخرين ، كما أن التسامح يفترض الحذر والفكر النقدي ، إذا لا يمكن التسامح مع العنصرية والتعصب والعنف ، فمنطق التسامح هو المساواة والحق في الحرية والأمن والإستقرار والسلم و الأعتراف المتبادل بين أفراد المجتمع " ****** دعم كاتب المقال مقالته بعديد من أفكار المفكرين والفلاسفة أمثال ( مارتن لوثر1541 م & إرزام & ميشال دو لوسبتاليي & إسبينوزا & & فولتير & جون لوك & جون إستيورت ميل ...