طاغٍ , ودنياهُ في وهمٍ ونسيانِ كأنما الغدرُ فيهِ طبع ثعبانِ بين الفؤادِ كهوفٌ من نسيجِ عمٍ وفي اللسان سياطٌ نعبُ غربانِ ... أما خشيتَ إله الكون من غضبٍ والشكُّ يُزهر في حسٍّ ووجدانِ أفلاذ روحي مداراتي وأشرعتي مذ كنتُ أُبحرُ في أفلاكِ ألواني أرديتَها حسداً .. في مُشتهى كبدي وكنتَ تبغي وراء القهر إذعاني أُمٌّ أنا , وشِغافُ القلب أجنحتي عشرٌ أطيرُ بها لو مسَّني جانِ حَرَّمتَ عيني مداها وانطوى أُفُقٌ أطْفَأتَ شمسي ووحشُ الليل أدماني ---------------------------------------- جرّدتني حُلُمي حين استفاقَ صِباً وحين أصبحَ مرهوناً بأغصاني شلّعتَ نافذتي مُذ زارني قمرٌ أشكو اليهِ عذابَ الظُلم أضناني هاني أعدُّ سنينَ العمر ضارعةً أُمٌّ تهيمُ على حُلمٍ وتِحنان أطفالها كبروا .. واشتدَّ ساعدهم بيوتهم وسِعتْ في صرحِ أفناني أسقيتُهُم فرحي .. أسكنتُهُم مُقَلي أطعمتهُم شغفي ... شبّوا بايمانِ ويومَ طاف الهوى في بحر أشرعتي أقمتَ سداًّ على شطآنِ أشجاني هلاَّ استعدتَ زماناً كنتَ تجلدني على بِساطٍ من الحرمانِ أوهاني وكنتَ تحسبُ لو دارَ الزمانُ هنا والطيرُ راشَ وغنَّى العودُ ألحاني كانت يداكَ كما الأشواك لو قَرُبَتْ تُجَرِّحُ الورد في ريعانِ بستاني سحقتها ويناعُ الوردِ في دمِهِ كأنها الطيرُ في قضبانِ سجّانِ تبقى المصيبةُ لو أسرجتُ عاطفتي خيلاً من الحُلمِ في أحقادِ خوّانِ ----------------------------------- هتاف السوقي صادق من ديوان (هتاف الشعر)