1- قصة السلطان والصياد قديماً خرج الملك يتجول على شاطئ البحر فشاهد صياداً عجوزاً يصطاد السمك . رقّ الملك لحاله ولعجزه فأراد أن يعطيه شىء يساعده في حياته، اقترب منه الملك وقال : أيها الصياد ألق بشبكتك وسأعطيك وزن ما تصطاده ذهباً. فرح الصياد العجوز بهذه الفرصة الذهبية ، وابحر في مياه البحر ما استطاع وبكل ما استطاع من قوة ألقى بشبكته ثم سحبها متمنياً أن يكون فيها ولو سمكة واحدة ولكن لسوء حظه لم يجد فيها غير عظمة رقيقة مجوفة مثقوبة فألقاها على الشاطئ لاعناً حظه البائس ومتحسراً على الفرصة التي ضاعت. لكن الملك قال له: سأعطيك وزن العظمة التي اصطدتها ذهباً، فأنا قلت ما ستصطاده ولم أحدد السمك ، هيا معي إلى القصر. في القصر وضع الملك العظمة في كفة ميزان ووضع في الكفة الأخرى حفنة من الذهب مقرراً أن يهبها للصياد ولو زاد وزنها عن وزن العظمة. ولكن الملك فوجئ بكفة العظمة لا تزال راجحة فوضع حفنة ثانية وثالثة وهو مندهش مما يرى .....فالعظمة الرقيقة المجوفة المثقوبة الخفيفة ظلت راجحة أمام كفة مليئة بالذهب. فكر الملك في السر الكامن خلف هذا الأمر وأعلن عن جائزة لمن يحل لغز العظمة ، فجاء كثير من الناس لكن ما من أحد نجح في حل اللغز. وبعد طول انتظار طرقت الباب امرأة عجوز حكيمة وقالت للحراس: قولوا للملك سأكشف له سر ما يريد معرفته. فدعاها الملك للدخول وبهدوء وضعت العظمة في كفة الميزان ووضعت في الكفة الأخرى حفنة من التراب وبين دهشة الملك ومن حوله رجحت كفة التراب وارتفعت كفة العظمة. سأل الملك : ما هذا يا امرأة ؟ قالت المرآة: هذه عظمة عين احد الطامعين يا مولاي وعين الطماع لا يملأها غير التراب . وهب الملك لها جائزة كبيرة وأعطى للصياد العجوز ما وعده به من ذهب . الصديقتان الحاجة أم محمد والحاجة أم سمير صديقتان حميمتان تزاملتا فى الكُتَاب و فى المدرسة الابتدائية خطت كل منهما أول حرف بالقلم الرصاص سوياً حتى حينما جار عليهما الزمن فتركت كلاً منهما المدرسة وجلست بالمنزل لتستقبل الزوج المأمول أصبح زوجيهما صديقين ...... فى جنازة ناصر ملأتا الدنيا بالبكاء والصراخ حزناً على الحبيب الذى تركهما لظلم الأيام . فى انتصار أكتوبر خرجتا فرحتين توزع كل منهما الشربات على أهل حيهما الشعبى ..... قتل السادات جلست كل منهما تربت على كتف الأخرى لتقلل من أحزانها على الرئيس المؤمن الذى قتل غدراً ......حان وقت الحج فانطلقت الصديقتان إلى لقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .... هبطت الطائرة فى مطار القاهرة وفى أنتظار المهنئين والأحبة ظهرت المرأتان فى ردائهما الأبيض الناصع الجميل بعد أن أصبحت أم سمير الجاجة أم سمير وأم محمد الحاجة أم محمد .....مرت فترة رئاسة حسنى مبارك وهما فى معاناة شديدة من تفشى الفساد ..... فى ثورة 25 يناير أصرت كل منهما أن تستقل كرسيها المتحرك لتذهب مع صديقتها إلى ميدان التحرير ومن حولهما فريق من الأولاد والأحفاد . يوم تنحى الرئيس مبارك فى الحادى عشر من فبراير خرجت كل منهما إلى الشارع على كرسيها المتحرك ومن خلفهما بناتهما تفرق الشربات على حيهما الحبيب العامر بالمحبة والود ....... حان ميعاد انتخابات الرئاسة .... قررت أم سمير أن تشجع الفريق شفيق فهو رجل الدولة الذى يستطيع أن يقود القافلة من وجهة نظرها بينما أم محمد قررت أن تستمع لصوت شيخ الجامع الذى دعا الجميع لإنتخاب مرسى ..... مرت الأيام وجاء وقت اعلان نتيجة الانتخابات وكان مرسى رئيساً ... خرج فريق الأبناء والأحفاد سواء أبناء أم سمير أو أبناء أم محمد إلى الشارع فقد خرج الجميع يداً بيد ليحتفل بفوذ مرسى ....توالت الأحداث بعد ذلك من سىء لأسوأ وبدلاً من أن تبحث كل من أم سمير وأم محمد عن حل يصلح الأحوال تحولت كل من أم سمير وأم محمد إلى عدوتين وانشطر رداء الصداقة .... أرجو من يعرف منكم كيف تعود أم سمير صديقة لأم محمد من جديد أن يرتق هذا الرداء ليصبح رداءً واحداً من جديد أصفى عيون يحكى أن ملاكاً كان بين الحين والأخر يحب أن يخرج من ثوبه الملائكى ويتحدث مع البشر وذات يوم شاهد فتاة فقيرة وليست جميلة تسكن مكان قبيح ولكنها تملك قلب ليس له مثيل فمال قلبه اليها . فكر الملاك كثيراً ماذا يفعل ؟ فلم يستطع أن يبتعد عن هذه الفتاة ؟ إتخذ الملاك صورة رجل فقير وارتدى ثياباً بالية ثم ذهب إلى عشتها وقرع بابها المصنوع من الصفيح البالى ، وإذا بها تفتح الباب فبدا كل شىء فى العشة مغطى بالأتربة والغبار ولاتوجد قطعة فى ملابسها إلا وقد إرتهأت من مرور الزمن لكنه حينما نظر فى عينيها شاهد أصفى وأجمل كنوز الأرض . اقترب منها وتجاذب معها أطراف الحديث فكان الكلام يخرج من فمها كقطرات العسل فلم يستطع الابتعاد عنها وزارها مرة ثانية ثم ثالثة وتلتهما مرات عديدة حتى تعلقت به واحبته وفتحت له قلبها فأصبحت تنتظر زيارته اليوم بعد الآخر .... بعد فترة من الزمن قرر الملاك أن يقول لها الحقيقة .... قابلت الفتاة الخبر بالدهشة الممزوجة بالخوف والرهبة لكنها لاتملك ماتخشى عليه . ما أذهل الملاك أنه قال لها تستطيعى أن تكونى من أغنى وأجمل بنات الأرض بشرط أن أترك حياتك وأمضى فى طريقى وأنت تكملى حياتك . صمتت الفتاة هنيهة ونظرت له بكل الحب والصفاء وأخذت يديه بين يديها تقبلهما قائلةً :أفضل أن أعيش فى عشتى الفقيرة المتربة وتزورنى كل يوم على أن أكون أغنى الأغنياء وأحرم من حبيبى واعلم أنك بهذا الحب قدمت لى أغلى كنز فى الوجود .