" شهيد الربيع العربي " ، حملته إلينا مبدعتنا القديرة د. ام البنين في طيات من إبداعاتها علي هيئة فيديو تضمن أعمالها التي رصدت من خلالها بالعين الثاقبة الرائية ، والمقدرة الفكرية المتميزة التي تثقب الأحداث لتري المستتر فيها وتكشفه وتقدم بعضه أوجله بحسب قدرة المتلقي وإستيعابه تقول له أن ما يراه بعض من كل له - إن شاء - أن يضعه بين يديه ، بعد أن رأته عيناه ! وقد قدمت الفيديو بكلمات هذا نصها : " هذا آخر شريط فيديو قمت بتصويره و إنجازه و اكملته منذ قليل استغرقت في إعداده مدة زمنية غير قليلة، تطلب مني مجهود كبير لتهييئ اللوحات بتقنيات وخامات و سندات متنوعة كما أني أدمجت أعمالي الرقمية.. التجأت كعادتي للتنوع في الأسلوب كذلك فمزجت بين التجريد و المشخص الواقعي التعبيري و الفن المفاهمي يدور محور الشريط حول موضوع شهيد ما يسمى الربيع العربي يتضمن لوحات تشكيلية ذات مبالغات التحوير في التعيين و الإيحاء في المضمون، تخاطب بصيرة و عقل المتلقي تاركة له حرية التفكير و المتعة في ظل مخزونه الفكري السوسيو- ثقافي أتمنى أن يروقكم .. تقبلوا مني أصدق التحيات " غير أنها وربما - للمرة الإولي – أضافت في سياق التعليقات التي حظي بها الفيديو أضافت سطورا ، رأيت أنه من المناسب أن أفسح لها مكانا تستحقه ، عندما هممت بتعليق ، كان من الضروري أن أختصره وليأتي في نهاية المقال . **** نص تعليق د. أم البنين كاملا . " تقديري لشخصك النبيل و نيتك النقية أستاذنا الأديب سيد جمعة التحرر من الاستعمار و أعداء الدين و الوطن يحتاج إلى تساقط الجماجم و الأرواح إذا أدت الضرورة و الصحوة العربية طالما انتظرناها و لا زلنا... و المخاض العسير لا زال عسيرا بل أصبح يتعقد و نكتوي بنار تعقيده و جمرة حسرة انتظار المولود.. لكنني سيدي الكريم ما أفصحت عنه هو ما وصلت إليه بعد تاني كبير و تفكير قويم و تحليل عويص و استفهام و استعلام و انعزال تام عن تأثير الإعلام وجدت بين دهاليز هذا العالم أخبار تطير بين الصفحات و صور لا تخلو من إرهاب الذات للذات و لطم للبصر و يا ما تأملت في الناس و تربصت الأفكار و قرأت الأشعار و رويت بصري بما يجوده الفن البصري على ساحة هذا الزمان و المكان و شاركت في نقاشات تفائلت لها كثيرا أول الأمر لكنن عزيمتي انكسرت و ثقتي ذابت و تبخر كل ما كان يرددوه من شعارات الأمل في غد أفضل... فرأيت بقرة عيني و سمعت النفاق يتردد على الألسن و الشقاق و مدح من كانوا سببا في هلاك الأمة لسنين خلت و زرع الفتن بتوجيه العداوة لرجال الدين بل للدين نفسه و ما كان أصعب و أنذل هو حمل نفس راية الكذب و البهتان و تضليل الناس رجال تعلموا و تخرجوا ليفقهوننا في الدين فأصبح الكل يتصارع حول النفوذ و الكراسي باسم الدين و هو بريء من الجميع يسمونها ثورة الربيع العربي و هناك من يسميها انتفاضة لربيع عربي و الربيع بريء كذلك منهم لأنهم لم يتركوه بخضر وتنفتح وروده أرادوا استغلال الشباب المتعطش للأمن و السكينة الموعودة كل يجلب لجهته جماجيمهم حتى حولوها لثنائي يستشهد في ما يريدون سبب استشهاده فهو حقيقة شهيد ببراءته شهيد الغدر والخيانة يلعبون بالفريقين الشطرنج على مساحات اللوح المرسوم بالأبيض والأسود.. بياديق رؤوس شهداء لا زال الدم يتقطر من جروحهم و تشوهات وجوههم و أخرى مخططة و مصممة مرسومة بحبر أسود يحيط البياض المصنوع ليجعل الملامح تشبه شهيد العروبة المبيحة دمه لأنه تطوع غدرا أو قصدا في سبيل الله.. بدأت تظهر اللعبة والسباق بأسماء يسمونها ويقيسونها على مقاسات التطبع الغربي أو إيعازا من العدو الشيطاني المخفي يحركهم في لعبته كالدمى و لا من يستنكر و لا من يتبصر في وضح النهار بدون قناع لأنه أزاله على مرأى الجميع يتوسع في المكان و يسلخ الزمان و يهدم كيف يشاء و الجميع هائمين في ترقب الذين كانوا إخوانهم في القريب يترصدون حركاتهم و يتحركون في القضاء بعضهم على البعض يتهمون بعضهم البعض فلا نسمع إلا إسلاميون علمانيون فلول و أسماء طائفية و عنصرية... و غيرها من مسببات زرع الفتن... و هكذا سيدي الأديب سيد جمعة قررت أن أصرخ و أخرج من صمتي و تأملي لأقول كلمتي و أشير بوسائطي الفنية البصرية إلى الحدث المريب للخطر الذي يحيط بنا و الإنتباه للتلاعبات بالأدمغة لتشويه تاريخنا المجيد و ديننا الحنيف و افتقاد عزتنا و كرامنا و تقسيم وحدتنا لنكون مضغة سهلة الهضم فنعود بكينونتنا لنقطة الصفر وكأننا لم نكن و ما كنا... فأتسائل سيدي أين المفر؟؟؟ لكنني لا أنصح بالمفر بل أقول كفى وكفى... إن الروح عند الله عزيزة فكفانا إرهاقا للدماء و كفانا مزيدا من الغضب و النزاع و قطع رؤوس الأبرياء... تبا للسياسة و المتسيسين كفانا رياء وشقاقا فلم نعد نراها ثورة و لا انتفاضة بل نراها مخططا أسموه ربيعا عربيا مغموسا في دم الفتن وكما حدثنا رسولنا الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الميامين" الفتنة أشد من القتل" فليتحد العلم مع الدين يدا واحدة كما كانت عليه عصورنا الذهبية فلا فرق بينهما فالله سبحانه و تعال حثنا على العلم في كثير من آياته المحكمة و العلم أظهر لنا معجزات ديننا و قرآننا الكريم التي كانت مخفية في جهل أو صراع سابق.. فيا رحمن نرجوك و نستعيضك أن تهدينا لسبل الخير و التوحيد فنرى الحق حقا و الباطل باطلا .. تحياتي وهذا مختصر تعليقي : Sayed Jomha – "سعدت ،ويسعد معي الكثيرون - بهذه الإضافة الثرية التي لا يخفي علينا توهجها في إبداعاتك علي هذا الفيديو ،سيدتي الفاضلة د. ام البنين ، إن قراءتك المستنيرة لما يحدث لأمتنا العربية ومايحاك بها، ولها والخطير منها ، يحيكه للأسف البعض منا بدعاوي لا يخفي زيفها ، وقد أعجبني قولك " لا أنصح بالمفر بل أقول كفي .... الخ .. العبارة " إن العديد من مقاطع هذه المداخلة أعود إليها وانا أكتب هذا التعليق من فرط عمق وصدق قراءاتك وعرضك للمشاهد التي صاحبت تداعيات "الشهيد " ذلك الذي إستدرج للقتل ، وطرحت عليه ملاءة الشهيد ، لتكتمل عبثية الموت التي عشناها مشاهد في ادب ما بعد الحرب العالمية الثانية ولا أقول الأخيرة ، أحييك ، وأكرر سعدت ، ويسعد معي الكثيرون بهذه الإضافة الرائعة ، ********** بالضرورة أعرف أنني لم أضيف جديدا بهذا العرض ، بل أتشرف بأن هذا العرض يخلع علي لباس طالب العلم والدرس في فصول مدرسة تمتد من أقصي شرقنا العربي علي الخليج ، إلي غربه علي المحيط ، فصول رائدة من رواد التشكيل العربي أو بمصطلحها " الرؤي البصرية " الفنانة المبدعة د. أم البنين وهذا لينك الفيديو الفاضلة للإستذادة : http://youtu.be/Dk5iRBHqLkk .