أقامت لجنة الندوات بالمهرجان القومي للمسرح ندوة مسرحية بعنوان" كراب واللعبة في انتظار جودو" شاركت فيها الناقدة ناهد عز العرب والكاتب والناقد مجدى الحمزاوى في البداية تحدثت ناهد عز العرب مديرة الندوة عن عدم إعجابها بنصوص بيكيت سواء الروائية أو المسرحية لأنها تسيد الرؤى المعتمة, ونحن كمصريين نحب البهجة حتى ولو كانت مرة . وعن تلك التوليفة التى صنعها مخرج العرض بدمجه لثلاثة نصوص للمؤلف في عرض واحد قالت بأن هناك هارمونى ومزج بفهم جيد لطبيعة تلك النصوص التى تعد علامة الكاتب فهى أشهر ثلاثة نصوص "شريط كراب الاخير, ولعبه النهاية, وفي انتظار جودو". وأشارت أن شخصية كراب المكتر لأحلامه وتاريخه كانت المدخل لهذا العالم الملئ بالاحباط والتشظى, العرض يبين أن المخرج مخلص في عرضه للتيمات والأفكار التى أدمجها بيكيت في أعماله وبدت المسرحية شيقة وشديدة التميز لآن مجموعة الممثلين كانوا على درجة عاليه من الوعى مدربين بعناية فالجمل الحركية كانت محسوبة وتصنع دوائر مناسبة لطبيعة النص فنحن نشاهد حركات وتشكيلات تهتم بصناعة الدلالة وتحوطها بتصدير المعانى التى قصدها المؤلف فمثلا سوف نلاحظ التكرار فى رسم حركة الشخصيات وتشرنقهم وهو أمر مفهوم تماما عن الشخصيات العبثية التى يطرحها بيكيت, مضيفة بأن المخرج الكبير سعد أردش حينما عاد من بعثته فى أوروبا قدم إحدى المسرحيات الشهيرة لأحد كتاب العبث ولم يلتفت لمسألة فى غاية الأهمية وهى أن المسرح هناك يخرج بعد موجه من التغييرات الاجتماعية والسياسية الطاحنة فهم يكتبون موضوعاتهم معتمدين على تطور حقيقى حدث فى الشارع أما نحن فننفذ تلك المسرحيات ونزرعها فى بيئتنا فتكون المفارقة، لقد أحدثت مسرحية سعد أردش أزمة مضحكة بين المؤيد والمعارض وكلنا نعرف المقلب الكبير الذى قام به الكاتب الكبير أحمد بهجت حينما كتب مسرحيه باسم "الدخان الاسود" وعرضها على المهتمين بدراما العبث على أنها مسرحيه مترجمة لصمويل بيكيت فتبارى النقاد الكبار فى تحليل أهميتها وبعدها كشف لهم اللعبة بأنه صاحب النص وكانت تلك مداعبة خشنة من أحمد بهجت ليكشف اننا ندعى وعى ليس فينا. ثم قالت ناهد عز العرب سؤالى هل العبث رغم أن له جذور ترجع للفراعنة والذى اهتم به كتابنا الكبار أمثال توفيق الحكيم ويوسف إدريس وميخائيل رومان هل له تجلى حقيقى فى مجتمعاتنا ؟ صحيح لقد التفت الحكيم للحكمة الشعبية العبثية الشهيرة " ياطالع الشجرة هاتلى معاك بقرة تحلب وتسقينى بالمعلقة الصيني. وفى نهاية حديثها ألمحت للمخرج الواعى المهتم بالتفاصيل الصغيرة لكونه أحد دراويش المسرح الجديد فى مصر ملئ بالتضحية والانشغال بتلك الفنون وقدمت مجدى الحمزاوى على أنه درويش اخر فى محراب الفن المسرحى المصرى. وبدأ مجدى الحمزاوى بتحية فريق العمل واخلاصهم للنوع المهتمين به ففى حين ابتعد كثير من المهتمين بالفنون الجديده بعد تعطل المهرجان التجريبى أصبح يقدمه فقط المهتمين الحقيقيين لأنه مشروع حياتهم وحماده شوشه من هؤلاء اللذين يحملون رسالة ناضجة فهو عادة لا يهتم بالموضوعات المستهلكة ويقدم فنون صعبة بوعى فارق وهو أمر قلما نجده فى الفتره الراهنه , المح الحمزاوى الى انه شديد الوعى برغم اختلافنا مع تفاسيره التى تتبدى فى صوره دوامات حركيه فاقده لعلاقات تتنامى فى اتجاه واحد لقد كان كل ممثل يعيش حالته هو دون الالتفات لتنظيم يحوطهم فى تشكيل جمالى يطرح اللحظه الراهنه فأهتمام المخرج بالآن وهنا تكونت عبر الدوات الدالة المحبطة وقد بدى تجلى تلك الافكار فى منابع الاضاءة كما هى عند بريخت فالكشافات ظاهرة أمام المتلقى والشكل كان يعتمد على كشف أدوات اللعبة المقدمة وإن كنت قد لمحت لأن الأداء فى بعض الأحيان كان يميل للواقعية وبين المخرج بوعى فى الصور والموتيفات البسيطة ان هؤلاء المحبطين قد فقدوا علاقتهم بالسماء فحركات الصعود والهبوط والشرائط المدلاة كانت بلا رابط وهى دلالة عبثية مقصودة .