صدر عن هيئة الكتاب بعنوان (القاهرة جوامع وحكايات) للكاتب حمدى أبو جُليل يقسم فيه الكاتب الجوامع إلى أربعة فترات قاهرة الولاة ثم قاهرة الفاطميين ثم قاهرة المماليك ثم قاهرة العلويين ثم قاهرة أولياء الله الصالحين وفى كل فترة من هذه الفترات يتحدث عن جامع من الجوامع ومن شيده في تلك الفترة كيف بنيي وما السبب لبنائه وما هى الإصلاحات التى تمت به. فمدينة الفسطاط كانت العاصمة الشعبية والمالية والتجارية المزدحمة بالأسواق حيث شيد بمدينة الفسطاط مسجد الفتح ثم سمى بالجامع العتيق ثم تاج الجوامع ثم اشتهر باسم جامع عمرو بن العاص وهو رابع مسجد بعد المسجد الحرام ومسجد النبوي والمسجد الأقصى, وقد بني بالطوب اللبن وقيل البوص وكانت مساحته في البداية خمسين ذراعا وثلاثين عرضا وكانت جدرانه عارية من البياض والزخرف وهناك روايات عديدة حول مشاركة أربعة من الصحابة فى بناء هذا المسجد. وقد اتخذ عمرو بن العاص فيه منبرا ولكن على الرغم من تقشف المنبر إلا أن أمير المؤمنين عنفه ونهره على تعاليه على المسلمين فاضطر عمرو بن العاص إلى الإطاحة به ثم أعاده مرة أخرى بعد وفاة عمر بن الخطاب, ثم ترك المسجد وأهمله حتى امتدت إليه يد الاهتمام والتطور بالجامع وكانت آخر الإصلاحات من نصيب الأمير مراد بك أخر الحكام المماليك حيث سجل إصلاحاته فى أشعار مازالت محفورة بجدران الجامع. وقد وصف على مبارك الخراب الذى حل بالمسجد " اشوه مما كان أيام حريق الفسطاط وانهار سقفه وتصدعت جدرانه وظل يعانى الإهمال والتخريب والنهب فترة طويلة حتى أعيد بناؤه منذ سنوات قليلة ضمن مشروع معماري كبير عرُف بمشروع "مجمع الأديان". ومن جوامع الولاة جامع أحمد بن طولون الذى أسسه أحمد بن طولون وهو أكبر مساجد العالم وبني على مساحته الحالية سنة 265هجرية أي بعد تأسيس مدينة القطائع بحوالى عشر سنوات وتعد منارة مسجد ابن طولون من أشهر وأغرب منارات مساجد القاهرة وقد قام بتصميمها ابن طولون بنفسه وبعده أهمل المسجد وهُجر حتى جدده الخليفة الفاطمي العزيز بالله وبنى به نافورة جديدة بدلا من نافورته التى احترقت عام 376 هجرية ويحتوى مسجد بن طولون على خمسة محاريب لإلقاء الدورس ويعتبر من أقدم المساجد كما يحتوى على لوحة تذكارية لبناء هذا المسجد.واشتهر جامع ابن طولون بأنه من أشهر الجوامع المعلقة فى مصر والعالم الإسلامى ويصعد إلى أبوابه الداخلية بدرجات دائرية. ومن الجوامع الفاطمية جامع الأقمر وهو أصغر الجوامع الفاطمية التى حظيت واجهاته بزخارف معمارية من الدلايات الدقيقة والنقوش الخطية والبنائية المحفورة فى الحجر. ومن الجوامع المملوكية جامع الكيخيا وهو يقع فى منطقة مميزة فى قلب القاهرة الحديثة وهو يصل بين شارعي الجمهورية وقصرا لنيل ويطل مباشرة على ميدان الأوبرا الذى كان يحمل اسم إبراهيم باشا بن محمد على حتى ثورة 1952, وكان التصميم الأصلي للجامع يشتمل على حمام وسبيل وكُتاب. ومن هذه الجولة البسيطة والعرض المبسط لكلا من بعض الجوامع نجد أن المؤ لف حاول فى هذه الجولة الثقافية والمعمارية عبر تاريخ إنشاء المساجد من قاهرة الولاة إلى قاهرة أولياء الله الصالحين أن يطلعنا على العديد من المساجد الموجودة بمدينة القاهرة.