سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تونس تبدأ نشاطها الثقافى بندوة «من الطهطاوى وخير الدين إلى الربيع العربى » الدكتور على المحجوبى : الثورتان المصرية والتونسية تتويجاً لمشوار نضالى كبير للبلدين
عن التاريخ الذى يعيد نفسه، وعن مبدأ العدل والحرية الذى لا يتجزأ، قدم المؤرخ التونسى المتخصص فى الإمبريالية وحركات التحرير الوطنى الدكتور على المحجوبى ، محاضرة بعنوان (من الطهطاوى وخير الدين إلى الربيع العربى ) . بدأت الندوة بتعريف للتاريخ، وعلاقته بالمجتمع، مرورًا بالتجربة التى عاصرها كل من رفاعة الطهطاوى بمصر، وخير الدين باشا بتونس كمفكرين، ودعاة للإصلاح فى بلادهما، وانتهاء بالوصول إلى ثورة البوعزيزى، وولادة تونس من جديد. بدأ المؤرخ التونسى الدكتور على المحجوبى محاضرته بمقولة للفيلسوف فيالتوسير « دراسة الماضى تمكننا من بلورة الحاضر لاستشراف المستقبل » ، مؤكدًا أن الثورة فى كل من تونس ومصر لم تأتِ من قبيل المصادفة، بل إن هناك تاريخًا قديما يعود إلى القرن التاسع عشر، فيه قواسم مشتركة بين مصر وتونس، بين رفاعة الطهطاوى وخير الدين التونسى، تظهر من خلال نظرة فى الظروف المشتركة بينهما، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية. كما أكد أن انبهار كل من الطهطاوى وخير الدين بالنهضة الحديثة، وتأثرها بفلاسفة التنوير، وإعجابهما بالنظام السياسى الغربى، لم يمنعهما من رفض الاستعمار من منطلقات وطنية، فهما يريدان بالانفتاح على الغرب معرفته، واستمداد قوته، لا الخضوع لها. المحجوبى أكد أن الانفتاح قد تحقق فى محور التعليم فى عهد محمد على وأحمد بيه، فبعد أن كان قائمًا على جامعى الأزهر والزيتونة، وكان ينحصر فى التعليم الدينى وتجاهل كل العلوم الأخرى إنسانية كانت أو اجتماعية، تأسست مدارس حديثة فى كل من تونس ومصر، تدرس العلوم الحديثة والتقنيات العسكرية بواسطة أساتذة من إيطاليا وفرنسا، غير أن ذلك لم يكن كافيًا، لأن كلا من المفكرين كان يعتقد أن النوذج الغربى يستوجب تطبيقه فى كل الجوانب، لكن التأثر بالجانب المادى، وإهمال السياسى، هو حكم باستبداد نير، ولكنه استبداد. وقال : عن خلفية كل من المفكرين، أن كلاً منهما عاش بفرنسا، وتأثر بها نمط حياة ومؤسسات ومبادئ ثورة ومعاجم فلاسفة، عاد رفاعة الطهطاوى إلى مصر وسجل انطباعاته فى كتاب سماه «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز»، هدفه أن تستيقظ الأمم من غفلتها. كما ساهم خير الدين فى وضع أول دستور عربى وضع فى تونس، وكتب كتابا سماه « المسالك فى معرفة أحوال الممالك »، طرح فيه السؤال: لماذا تقدم الغرب؟!. وأخيرًا قال إن أفكارًا مثل الحرية، المساواة، العدالة، الكرامة، دولة المؤسسات والقانون، وملائمة الإسلام لقضايا العصر، كانت مبادئ الحركة الإصلاحية فى كل من مصر وتونس، فلم تنقطع حركة الإصلاح فى كل من البلدين ثورة ضد الاستبداد والاستعمار، وكان الانفجار الحالى نتيجة لأوضاع اقتصادية متردية، خصوصا فى منطقتى بوزيد والقصرين، بوعزيزى كان الشرارة، ثم كانت انتفاضة.. كانوا ثائرين (لأنفسهم) فأصبحوا ثوارًا (للوطن)، ظلت تتسع الدائرة حتى التحقت بالثورة فئات عدة، القصرين كان فى حدة حتى التحقت بالثورة فئات منها منظمة الشغل، فالأحزاب، ثم المجتمع، فأصبحت ثورة الربط بين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بسبب الفساد والاستبداد، وبعدها قالت تونس لمصر yes you can، وسيظل البلدان شركاء بنفس الظروف حتى تتحقق الديمقراطية.