الحياة بها الكثير والكثير من الأشياء التي تلفت انتباه الآخرين وهناك ظاهرة يجب أن نناقشها لأنها أصبحت من الظواهر التي كانت ومازالت بالفعل غير مقبولة من الجميع (الرجل اللي عينه زايغه) عنوان مضحك بالفعل فكلما تسير بالشوارع والميادين العامة تجد شيئًا يدعوك الي المتابعة والاهتمام رجل تجاوز عمره الأربعين ويسير خلف فتاة تبلغ عمرها ثمانية عشر عاماً وهو يقول (طب نتكلم يا قمر والله العظيم ضحكتك زي السكر) وإن وقفت الفتاة كي توبخه يرد عليها بكل برود (عسل حتى وانتى بتشتمي الشتيمه طلعة من بئك زي العسل) عندها تضحك الفتاة على ذلك الرجل الى يتقرب عمره بعمر أبيها وتتركه و تذهب ويقف هو بعد أن فقد الأمل في التعرف عليها والحديث معها بلا مبالاة في انتظار فتاة أخرى تمر من أمامه وكأن ذلك التوبيخ الذي كان منذ قليل إلى شخص آخر لا يمت له بأي صله. وكثيراً ما يدهشني تلك الشخصية التى أراها مريضة وباردة وسيئة للغاية وأقف أتابع ما يحدث عن قرب لعلي أتعلم منه البرود وإذا بفتاة تقترب منه وترتدي ملابس فعلا مثيرة للغاية مما يثير رغبة الرجل فيها فيخرج علبة سجائره ويمسكها في يده وهو يرقب تقدمها نحوه يخرج سيجارة من علبة السجائر ويشعلها أمامها حتى يلفت نظرها وهو يلاعب لها حواجبه ويغمز لها بعينه مما دفعني الى النظر نحو الفتاة لكي أعرف رد فعلها في هذا الموقف ,فأجدها تضحك مما تراه ولها حق فما يفعله ذلك الرجل يشبه أفلام الأبيض والأسود قديما أو الأارجوز وما أن تمر من أمامه إلا ويقرأ عليها تلك الإسطوانة التي قالها للفتاة التي سبقتها لكن تلك الفتاه يبدو عليها (أنها لفه وعرفه) هذه النوعية من الرجال فبدأت بمجاراة الرجل وسحبته خلفها مثل الخروف وهي تلقي عليه نظراتها وابتساماتها حتى ما إن قرب منها وبدأ يحدثها بلطف ساقت دلالها عليه لكي تثير رغبتة أكثر مما هو عليه وبالفعل يسير خلفها وهو يلقي عليها بوابل من الكلمات الرقيقة و المغازلات حتى ترضي عنه وتقف وتحدثه وبالفعل تقف لكنها (تعمل) نفسها من تركيا أو الصين لا تسمع ولا تفهم أي شئ مما يقوله بل والأكثر غرابة أنها لا تنظر نحوه أساسا وأول تاكسي يمر أمامها تشير إليه وتستقله وتذهب تاركة ذلك الرجل وحيدا حزينا على (لهطت القشطة التي طارت من بين يديه ويشعل سيجارته وهو محترق الدم لكنه بعد ثوانٍ قليلة يلاحظ أن الجميع كان يلاحقه بالنظرات الساخرة المشمئزة يبدو وكأنه هو الآخر من تركيا أو الهند ويسير مبتعدا عنهم باحثا عن أخرى لعلها تصيب و تقع فى شباكة المرة القادمة أجلس وأفكر في هذه النوعية من الرجال وأنا أطرح العديد من الأسئلة على نفسي وأبحث لها عن إجابة من خلال ما أستشفه عن ذلك الرجل أنه بالفعل مريضًا رجل يبلغ الأربعين عامًا و مازال يعيش سن المراهقة! ولكن لماذا هل حقا أنه حرم أثناء مراهقته أن يفعل ما يفعله الآن أم كان في تلك الفترة لا يمتلك الجرأة الكافية لنطق لسانه بما يقوله الآن وماذا يمكن أن يحدث إذا جاء يوم وداعب فتاة معها خطيبها مثلا أو زوجها ولكنه؟ لم يره لأنه لم يهتم إلا بها فلم يرما حولها هل حقا سوف يًضرب (بالحذاء) من امرأة تعرف ما يقوم به هذا النوع من الرجال المريضة قلوبهم وتعاقبه على الخطأ الذي يفعله وهناك سؤال هام أيضًا هل يمتلك هذا الرجل أسرة وله أولاد وبنات مثل الباقين أم هو شئ يعيش بمفرده وحيدًا فيشغل وقت فراغه الأسئلة كثيرة والإجابة محجوبة لكن الشخص الذي من المفترض أن يجيب علَي مشغول بما هو فيه ويبقي شئ يجب أن أذكره (أفعل يا ابن آدم ما تشاء فكما تدين تدان)