سقط خمسة قتلى وأصيب أكثر من 400 في اشتباكات وقعت أمس واستمرت حتى صباح اليوم بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه في محيط قصر الرئاسة المصري، الذي انتشرت فيه صباح اليوم دبابات تابعة للجيش المصري. ظهر الخلاف بعد إصدار الرئيس مرسي إعلانا دستوريا في 22 نوفمبر قال معارضون إنه يزيد صلاحياته وسلطاته ليجعله دكتاتورا. واندلعت على إثر ذلك احتجاجات كبيرة في الشارع المصري تجلت في أكبر صورها يوم الثلاثاء قبل الماضي. وردت القوى الإسلامية والمؤيدة لمرسي بحشد ضخم في ميدان النهضة يوم السبت. بعدها نظم المعارضون مسيرات في مختلف أنحاء البلاد، وتوجهت عدة مسيرات في القاهرة إلى قصر الاتحادية- قصر الرئاسة. ووقعت بعض المناوشات انسحبت على إثرها قوات الأمن المركزي من محيط القصر. وقرر عشرات المعارضين الاعتصام في خيام في محيط القصر. وألقى قياديون بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بيانا أمهلوا فيه الرئيس مرسي حتى الجمعة للرجوع عن الإعلان الدستوري وإلغاء مسودة الدستور. صباح أمس صرح محمود غزلان المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين بأن "الإخوان والقوى الشعبية" وجهوا دعوة للتظاهرأمام مقر الاتحادية عصرا "لحماية الشرعية بعد التعديات الغاشمة التي قامت بها فئة بالأمس تصورت أنها يمكن أن تهز الشرعية أو تفرض رأيها بالقوة." "مما دفع القوى الشعبية للتداعي لإظهار أن الشعب المصري هو الذي اختار هذه الشرعية وانتخبها، وأنه بإذن الله تعالى قادر على حمايتها وإقرار دستوره وحماية مؤسساته." بعدها اندفعت أعداد كبيرة من أنصار الإخوان المسلمين إلى محيط القصر وأزالوا خيام المعتصمين بالقوة واشتبكوا معهم. المدد جاء للطرفين، وزاد عدد المشتبكين وزاد عدد الضحايا من الجانبين وتوسعت رقعة الاشتباك لتصل إلى شوارع الميرغني والخليفة المأمون وميدان روكسي. وترددت أنباء عن إحراق مقار لحزب الحرية والعدالة في السويس والإسماعيلية، ومهاجمة مقار في مناطق أخرى. أعلن عدد من المستشارين المستقلين للرئيس مرسي استقالاتهم ومنهم عمرو الليثي وسيف الدين عبد الفتاح وأيمن الصياد الذي قال أمس "نحاول إنقاذ الوضع منذ أسبوع أنا وسيف عبد الفتاح وعمرو الليثي ومحمد سيف الدولة والرئيس لا يستمع لأي من مقترحاتنا". وأعلن عبد الفتاح استقالته باكيا خلال مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر مصر. جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة هاجمت مرسي وحملته المسؤولية كاملة عن "أرواح المصريين". ودعا عمرو موسى القيادي في الجبهة القيادة المصرية إلى تقديم عرض رسمي للحوار لإنهاء الأزمة. وعن الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس مرسي ومعارضي بمحيط قصر الاتحادية، قال محمد البرادعي الذي عين منسقا عاما للجبهة "الشباب لم ينزل لإسقاط النظام وإنما ليسترد ثورته.. فالثورة قامت من أجل مبادئ الحرية والديمقراطية.. والنظام يفقد شرعيته يوما بعد يوم." وفي الناحية الأخرى قال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة إن "ما يحدث الآن في محيط الاتحادية ليس بين الثوار والثوار، ولكنها مناوشات بين أنصار الثورة والحفاظ على الشرعية وبين أتباع الثورة المضادة.. الذين يمارسون بلطجة سياسية." ودعا في مداخلة هاتفية مع قناة مصر 25 الشعب المصري إلى التوجه إلى محيط قصر الاتحادية "لحصار هؤلاء البلطجية والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة ليعلم الجميع من الذي يمول هؤلاء البلطجية بالأموال والمولوتوف." وقال في تغريدة صباح اليوم إن سكوت المعارضة عن إدانة العنف يدينها ويجعلها موافقة على استخدام العنف. دعوات الحوار بين الطرفين لم تلق أرضية مشتركة. فالحوار الذي تحدث عنه موسى لم يجد ردا رسميا. والعريان قال عن المعارضين إنهم ليسوا الثورا الحقيقيين وبلطجية أحمد شفيق والبرادعي وعمرو موسى، "والثوار الحقيقيين نستطيع التحاور والتفاهم معهم.. لكن هؤلاء لا يريدون سوى البلطجة والفوضى والخروج على الشرعية." وأوضح صباح اليوم أن هناك فرصا لحوار جاد غير مشروط يفسدها "طرف ثالث". ولكن قال قيادي في حزب الحرية والعدالة إن مرسي سيلقي "خطابا حاسما" اليوم "ولن يتباطأ في اتخاذ قرارات في سبيل المصلحة العامة." المصدر : أصوات مصرية