يعتبر توجه الأميركيين إلى صناديق الاقتراع،اليوم، لقول كلمتهم فيمن سيحكم الولاياتالمتحدة ويقودها خلال السنوات الأربع المقبلة مؤشراً خطراً، والقول الفصل في شخص ذلك الرجل ومواصفاته ومواهبه، وتتويجاً لمعركة ضروس بين الرئيس الاميركي المرشح الديمقراطي باراك اوباما، الذي يسعى الى البقاء في البيت الابيض لولاية رئاسية ثانية، ومنافسه الجمهوري ميت رومني، الذي يقول ان الوقت قد حان ليرحل اوباما عن البيت الابيض ليدخله من يسعى الى التغيير. وقد اسهم الإعصار ساندي الذي ضرب ولاية جيرسي وألحق اضراراً كارثية بمعظم مناطقها الساحلية في الايام الماضي، في تعزيز حملة اوباما الذي نجح في انتزاع مديح من كريس كريستي الحاكم الجمهوري للولاية المؤيد بشكل تلقائي لرومني. وحينما يتم الانتهاء من فرز ما في صناديق الاقتراع ستكون النتيجة اما اول رئيس مورموني يصل الى البيت الابيض أو التجديد بإعادة الانتخاب لأول رئيس أسمر في تاريخ الولاياتالمتحدة، كما ستعني نتائج الفرز ان أحدهما فاز بقيادة اميركا، بينما خسر الثاني اموالا طائلة انفقها في حملته الانتخابية، إذ يقدر مجمل ما انفقه المرشحان من اموال ب2.6 مليار دولار، وذلك استنادا الى مركز الاستجابة السياسية. وتعتبر الايام الاخيرة التي تسبق يوم الاقتراع حرباً نفسية بكل ما تعنيه الكلمة، يتعرض فيها كل مرشح لضغوط كبيرة على الاعصاب، ويقطعان فيها اكثر عدد من الاميال الجوية. ومن المفترض ان يكون ثلث الناخبين الاميركيين بمن فيهم اوباما نفسه قد ادلوا بأصواتهم في الايام القليلة التي تسبق يوم الثلاثاء الكبير، الموعد الرسمي للانتخابات، حيث يقول الديمقراطيون ان اوباما يتقدم على رومني في اوهايو بنسبة 2 الى 1 غير أن مدير الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري يقول ان رومني يتقدم بنسبة 52٪مقابل 45٪ على اوباما في مجمل اصوات الذين ادلوا بأصواتهم في الايام الأخيرة التي تسبق الموعد الرسمي لصناديق الاقتراع. ويتوجه اوباما الى الانتخابات بمعدل بطالة اميركية تصل الى 7.9٪، حيث لم يسبق لأي رئيس اميركي ان اعيد انتخابه بمثل هذا المعدل من البطالة منذ الرئيس الاسبق فرانكلين روزفيلت 1936 وقد استبدل اوباما شعار حملته في 2008 "بنعم نستطيع" ليصبح في 2012 "الى الامام". ولا يكف رومني عن تذكير الاميركيين بأنه قادر على تحسين الاقتصاد وأن الدين الاميركي العام قد ارتفع من 10.6 تريليون دولار الى 16 تريليوناً وإضافة الى الطابع التقليدي لحملة رومني الانتخابية فقد ارتكب الرجل اخطاء وزلات لسان عديدة، واستخدم كلمات جارحة وغير مناسبة أحياناً، ولا ينسى معظمنا ما حدث في زيارته لبريطانيا وتساؤله وتشكيكه في استعداد لندن لاستضافة الألعاب الاولمبية 2012 الامر الذي أزعج رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وعمدتها بوريس جونسون، وأغضب مسؤولين بريطانيين آخرين. وحتى تفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية عليك ان تحصل على أصوات 270 عضواً على الاقل من اعضاء المجمع الانتخابي او «الكلية الانتخابية» للولايات الاميركية ال50 الذين يبلغ عددهم 538 عضواً، و400 منهم غالباً ما يكونون حاسمين بالاحمر الجمهوري او الازرق الديمقراطي. المصدر : قناة العربية