بعد قراره بالتراجع عن الاستمرار في الترشح للرئاسة، كان لتصريحات البرادعي - الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية - ردود أفعال متباينة في الساحة السياسية المصرية. وقد أعلن البرادعي انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية في مصر منتقدا أداء المجلس العسكري – الذي يدير المرحلة الانتقالية - ووصفه بأنه "يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط". وصف أحمد طه النقر المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير – التي كان البرادعي من قادتها -انسحاب الدكتور محمد البرادعي من الترشح للرئاسة بأنه خسارة كبيرة للمنافسة في السباق الرئاسي وقال "كنت أتمنى أن يظل متواجدا بثقله وتجاربه وأن يثري السباق الانتخابي ويضيف إليه". وقال النقر – حسب ما نشرت جريدة الشروق - إنه استخلص من بيان البرادعي أنه ليس راض عن سير المرحلة الانتقالية وأنه متحفظ على كل أو معظم الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري، وأن هناك ظروفا ليست مواتية لخوض انتخابات نزيهة وأعتقد أن قرار البرادعي نهائي ولا تراجع عنه. وذكرت نفس الجريدة أن الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع رحب بقرار انسحاب الدكتور محمد البرادعي، وقال إن البرادعي رشح نفسه دون التشاور مع أحد وأدرك حقيقة الموقف وأضاف السعيد "أعتقد أنه فعل خيرا وصحح خطأ كان قد وقع فيه منذ البداية". وقال لصحيفة المصري اليوم الدكتور محمد نور فرحات - الفقيه الدستوري وأمين المجلس الاستشاري الذي عينه المجلس العسكري - تعليقاً على قرار انسحاب البرادعي من السباق الرئاسي "هذا الانسحاب قد لا يكون انسحاباً نهائياً من سباق الرئاسة وأتمنى ذلك، لأن مقدمة بيان البرادعي تبين أنه انسحاب معلق على شرط وجود دستور دائم يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات" وذكرت نفس الصحيفة أن المستشار هشام البسطويسي - نائب رئيس محكمة النقض الذي انسحب في وقت سابق من المنافسة على الرئاسة - قلل من تأثير قرار الدكتور البرادعي، وأكد أن "الأهم من الأشخاص نجاح الثورة وتحقيق أهدافها". وأضاف البسطويسي أن "مصر لن تقف على شخصي أو على الدكتور البرادعي"، لافتاً إلى أن "الأهم هو تمسك شباب الثورة بأهدافها ونجاحها". وقال محمود عفيفي منسق حركة شباب 6 أبريل "جبهة أحمد ماهر" إن الحركة ترى بشكل مبدئي أن أسباب انسحاب البرادعي من سباق الترشح للرئاسة الآن هي نفس أسباب رفضه للترشح في ظل النظام السابق". كما كتب نجيب ساويرس – رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار- علي موقع "تويتر" موجها حديثه إلى البرادعي "سيذكر التاريخ أنك اول من تصدرت للنظام البائد فى عز بطشه و ساهمت بذلك فى شرارة ثورة الحرية وأثق تماماً انك مستمر معنا". وقال المحلل السياسي حسن نافعة لوكالة رويترز "البرادعي يعتبر بأنه ربما لا يملك التأييد الشعبي اللازم كي يفوز في الانتخابات الرئاسية... وهو يعرف ايضا أن الرئيس القادم لن تكون له مطلق الصلاحيات وسيكون مقيدا بالنظام الحالي.، لكنه بانسحابه من السباق الرئاسي يربط نفسه بالحركة الشبابية والليبراليين الذين همشهم الإسلاميون خلال العملية الانتقالية." المصدر :أصوات مصرية