انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كبير من السيدات على اللجان بالإسكندرية    انتخابات النواب 2025.. غرفة عمليات تنسيقية شباب الأحزاب تواصل انعقادها لمتابعة توافد الناخبين    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    فتح لجان دائرة الدقي والعجوزة للتصويت في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025    فتح باب اللجان لاستقبال الناخبين في الإسكندرية.. واقبال في الساعات الأولى (صور)    الاثنين 10 نوفمبر 2025.. البورصة تواصل الارتفاع فى بداية تعاملات اليوم    الري: خطة لإزالة التعديات على فرع رشيد ضمن المشروع القومي لضبط النيل    10 نوفمبر 2025.. الدولا يواصل التراجع أمام الجنيه فى بالبنوك المحلية    الاحتلال يسلم 15 جثمانا لشهداء من قطاع غزة    الأهلى يخطر جهاز المنتخب بإصابة تريزيجيه    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    بشير التابعي: رفض زيزو لمصافحة هشام نصر لم يأت من فراغ    انتخابات مجلس النواب 2025| توافد الناخبين للإدلاء بأصواتهم أمام اللجان في الوراق| صور    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    غرق سفينة صيد أمام شاطئ بورسعيد.. وإنقاذ اثنين وجار البحث عن آخرين    نورة عصام ابنة جامعة القناة تحصد 3 برونزيات في دورة ألعاب التضامن الإسلامي    هالاند يحكم سيطرته، ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي بعد الجولة ال11    تحرير 1248 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    الداخلية تكشف حقيقة التعدي على شخص وتحطيم سيارته    الليلة، "واحد من الناس" يستعيد ذكريات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان    زيلينسكي: الملك تشارلز لعب دورا في تشجيع ترامب على دعم أوكرانيا    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    وزارة الشؤون النيابية تحذرك: هذه الأخطاء تبطل صوتك فى انتخابات النواب 2025    اعرف الأسعار فى أسواق الخضار والفاكهة اليوم الإثنين 10-11-2025 فى المنوفية    زيادة عالمية جديدة.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-11-2025 وعيار 21 الآن في محال الصاغة    حالة الطقس.. منخفض جوي بارد يؤثر على البلاد اعتبارا من الخميس المقبل    عاجل- بدء سداد رسوم حج القرعة لموسم 2026 بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    في ذكرى رحيل معالي زايد.. رحلتها من الفن التشكيلي إلى عالم السينما    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    مازن المتجول: أجزاء فيلم «ولاد رزق» مثل أبنائي.. ولا يوجد تأكيد لجزء رابع    بعد 40 يوما .. مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    تقرير - هل يتراجع المد اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين في هولندا بخسائر فيلدرز؟    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناظراتى مع كبار الملحدين
نشر في شموس يوم 14 - 06 - 2021

زارني صديقي المفكر الكبير فجأة وكان يبدو علي وجهه الهم والاضطراب علي غير عادته وهممت أن أطلب له القهوة التى يفضلها فأمسك بمعصمى وقال لي : اجلس معي فالأمر جد خطير ..توجست وسألته : خيرا .فقال لي : انت تعلم الضجة التى صاحبة موت د.نوال السعداوى ورفض نقابة الأطباء أن تنعيها علي صفحتها وكيف جن جنون العلمانيين والملاحدة وهجومهم الشديد علي النقابة .
قلت له أعلم ذلك فما الجديد ؟!
فقال لي : أن أفاعي الإلحاد خرجت من جحورها وعلا ضجيجها في وسائل الإعلام وتم طبع مؤلفات نوال السعداوى التافهة مرات عديدة ونفس الأمر مع الجاهل المسمي السيد القمنى والولد المغرور البحيري ..وعلت موجة الإلحاد بين الشباب وأصبحنا علي شفا جرف هار سيسقط فيه معظم شبابنا في براثن الفتنة والإلحاد .
فقلت له : ثم ماذا ؟
قال لي وجدت أن من واجبي شرعا أن أبصر الشباب بما يحاك ضد دينهم ونظمنا لقاءات كثيرة مع الشباب في نادى الأطباء والمحامين والمهندسين . ولما زاد نشاطنا حضرت رؤوس الفتنة والإلحاد وطلبوا أمام هذه الحشود أن يناظرونا فوافقناهم علي الفور وعقدنا معهم بعض المناظرات وكنا بحمد الله ننتصر عليهم إلا أنهم أعجزوني في بعض القضايا فهم قارئون ممتازون للتاريخ الإسلامى وللفقه والحديث ولا تنقصهم الفصاحة ولا البلاغة وقوة المنطق .
وأمام هذا دعوتهم لكى تناظرهم علي انفراد وإذا رجحت كفتك بمشيئة الله ننقل هذا المناقشات علي الملأ وسوف أسجل أنا بالفيديو كل ما يدور بينك وبينهم .
قلت له ومتي نلتقي بهم فقال : الآن هم علي وشك الحضور فقد دعوتهم الي موعد تكون فيه قد قاربت علي الانتهاء من مرضاك .
قلت له : أعجزوك أنت وجئت بهم إلي العبد الفقير إلي الله .
فقال لا تبخس نفسك حقها وعلي أية حال فهذا ليس مجال المجاملات والمديح فهم علي وشك الوصول ...
فقلت له : ألم يكن من الأجدى أن تتصل بي قبل حضورهم ؟!
فقال لي أنا أعلم أن عيادتك هى عيادتى وأعلم أنك ستستحضر معلوماتك وآيات الذكر الحكيم بسرعة . وقبل أن يكمل دخل السكرتير يخبرني بوصول ثلاثة رجال .
فقال لي هاهم هؤلاء جاءوا علي إثري وطلب من السكرتير السماح لهم بالدخول .
استقبلتهم بترحاب شديد لكى أؤلف قلوبهم ولكي أمسح من أذهانهم الفكرة القذرة أن كل من يقترب من الله لا بد أن يكون عبوسا متجهما مغرورا .
بدأ صديقي يعرفنى بهم الأول د عزيز الدرمللي أستاذ الفلسفة في إحدي كليات المنصورة فقلت في نفسي همسا ( لم تأتنا الفلسفة بخير أبدا ) ثم الثاني :نجيب عوض مهندس برمجيات والثالث رزق الدكروري محام عتيد .
كان أولهم أستاذ الفلسفة دميم الخلقة تحتل أنفه نصف وجهه ويكاد الغباء ينطق من ملامحه الكريهة وتوقعت أن يكون هو أشدهم علي الله عتيا ..وكان وجه الثاني يميل إلي بلاهة ونزق أما الثالث فكان الغرور يطفح من وجهه وجلس مكفهرا وقد وضع ساقا فوق ساق ولم يبتسم أبدا .
سألت صديقي الحبيب أمامهم : فيم اختلف معك الباشوات ؟ أردت كما قلت لك آنفا أن أؤلف قلوبهم قدر استطاعتي ..وهناك سبب آخر لترحابي الشديد بهم وهو أننى أعلم أن اللقاء سيحتد شئنا أم أبينا وأننى قد أفقد أدبي واحترامى معهم فأردت أن يكون لي رصيد من الود عندهم
ضبط صديقي الكاميرا وبدأ في التسجيل قائلا : إنهم لا يؤمنون بالله(سبحانه وتعالي ) ويرون أن الأنبياء كلهم كذبة ولايؤمنون بالبعث والحساب ويزعمون أن محمدا (صلي الله عليه وسلم ) هو من ألف القرآن ويؤكدون أن الكون أزلي ( أي بلا بداية ) وأبدي ( أي بلا نهاية )
ويعتقدون أن المؤمنين جميعا مغيبون في مجاهل الوهم والخرافة.
ثم أكمل صديقي حديثه قائلا : إلا أن كراهيتهم للإسلام ولنبي الإسلام وتعاليمه تفوق كل تصور ممكن .
قلت لهم سوف أناقش معكم كل فكرة في ليلة منفصلة لأن هذه موضوعات عديدة تصلح الفكرة الواحدة منها لكتاب أو عدة كتب إن أردتم الدقة .ولكنني لي شروط قبل أن أبدأ المناقشة وأرجو أن توافقونى عليها فقالوا : شروط ؟! نحن اول مرة نري في مناقشاتنا من يطلب شروطا ..فقلت بحدة : إنها شروط ملزمة ولن أحيد عنها وإذا اخترقتموها فسوف أنهي النقاش فورا ..فقالوا علي مضض:
تفضل .
قلت لهم : أن تؤمن بوجود الله أو لا تؤمن فهذا أمر أنت حر فيه تماما ولكن أن تتصور أن عدم إيمانك بالله يسوغ لك أن تنطق حرفا مسيئا عن الذات الإلهية فذلك دونه ما لا يخطر علي بالك ونفس الأمر ينطبق علي حبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد صلي الله عليه وسلم تسليما كثيرا
فقالوا : لك هذه
قلت : إثبات وجود الله سبحانه وتعالي أصبح بمرور الدهور مسألة تافهة يستطيعها كل من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد ..وسوف تتعجبون كيف أنهي هذا القضية معكم في جلسة واحدة وسوف تقتنعون لأن الحجج والبراهين التي أسوقها لكم سوف تسلب عقولكم في لمح البصر ...قال كبيرهم : ألا تري أنك تتحدث بغرور يستفز مستمعيك ؟! قلت له : حاشا لله أن أكون كذلك ولكننى أري نفسي فيها من اليقين بالله ما يجعلنى أشعر بما شعر به الخليفة الراشد علي بن ابي طالب حين قال : والله لو كشف الحجاب ما ازددت ايمانا .
فرد الفيلسوف : لم تزدنا الا غرورا منك باستعانتك بمغرور مثلك ..هنا علا صوتي وقلت له : حسبك . توقف فورا فقد حذرتك ...أنت تتكلم عمن قال عليه الحبيب المصطفي : أنا رسول الله وعلي مولاه .اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
فرد الفيلسوف : شرطك كان عن ربكم ورسولكم فقط ..قلت له : انت ذكى وتفهم أن الصحابة جميعا لهم في قلوبنا كل احترام وتقدير .
خاطبت صديقي قائلا : كما قلت آنفا إن إثبات وجود الله سبحانه أمر هين ولكنك لم تخبرني عن سبب حقدهم علي الإسلام تحديدا .
وهنا انطلق الخرتيت نجيب ذو الوجه الخنزيري : إن التاريخ الاسلامى دين الدماء والنساء بحيث لو أردنا أن نختار علما للدولة الاسلامية علي مر عصورها فسوف نرسم علي قطعة من القماش سيفين وبينهما فرج امرأة ...فقلت له علي الفور : انت قليل الأدب ولم يخلق النقاش لشتام بذيئ مثلك وهممت أن أخرج من الحجرة فقام إلي الجميع واعتذروا بشدة ووعدنى الخرتيت أنها غلطة لن تتكرر .
قلت له : عبر عن أفكارك كما تشاء ولكن لاتكن لعانا أو شتاما .
قال لي : ألم تكن مسيرة الدولة الاسلامية فوق بحار من دماء أعدائهم ؟
ألم يكن للمرأة عند المسلمين جنون وشبق جارف وكان كل واحد منهم يخرج للجهاد طمعا في الفيئ (الغنائم ) والنساء اللاتى سيأسرهن لكى يكن ملك يمينه .
قلت له هذا اتهام باطل وساذج وسأشرح لك ذلك بنماذج كثيرة من التاريخ الاسلامى ..فانتفض الخرتيت وعلا صوته ومد ذراعه وهو يقول متشنجا : ستشرح لي ماذا يا دكتور ؟! اشرحوا للتاريخ والدنيا تفسيرا لواقعة واحدة ان استطعت وهي مجزرة بني قريظة .. أخذهم رسولكم وساقهم كالأنعام وقطع رؤوسهم جميعا وهم لم يرفعوا عليه سيفا ولم يرموا عليه سهما أخذهم من بيوتهم وقطع رؤوس المئات .بعض المراجع تقول إنهم أربعمائة وبعضهم يقول :ستمائة وابن كثير في البداية والنهاية يقول ان عددهم يتراوح من أربعمائة إلي تسعمائة رجل .
وقد استفتي رسولكم رجلا من الأوس (قبيلة بنى قريظة) وهو سعد ابن معاذ لكى يقضي بفتواه في بنى قريظة وأراد سعد أن يجامل رسولكم لأن اصطفاه دون غيره فقال منتفخ الأوداج : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم فعلم بنوقريظة أنه سيحكم باعدامهم ..ثم جلس في مقعد رسولكم وأفتى بفتوي المجزرة فقال له رسولكم : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات .
من الذي قال أن هذا حكم ربكم هل نزل الوحي في ثانية واحدة بعد فتوى سعد وهل يمكن أن يحكم ربكم الذي تصفونه بالعدل والرحمة بمجزرة مروعة .
قلت له : هل انتهيت ؟ قال : نعم
قلت له : لا حظ أننى لم أقاطعك فلا تقاطعني . قال : لك ذلك
قلت له ولزملائه : لا بد أن تعرفوا القصة من بدايتها وسوف اترك لكم الحكم .
في السنة الخامسة من الهجرة ظل اليهود يطوفون بقبائل الجزيرة العربية يحرضونهم علي قتال المسلمين قائلين لهم : لقد هزموكم في بدر وهزمتموهم في أحد فإلي متي تستمر هذه المساجلات يوم لكم ويوم عليكم لابد ان تجتمع القبائل العربية ثم تتوجه إلي عقر دارهم في المدينة فتستأصلون شأفتهم وتقضوا عليهم حتى لا تقوم لهم قائمة إلي الأبد .
وقد نجحوا في مسعاهم نجاحا باهرا فقد خرجت قريش بعشرة آلاف وخرجت غطفان بعشرة آلاف وخرجت القبائل الأخري ببضعة آلاف ولو تمكنت هذه القبائل من المدينة لمسحوا المسلمين من فوق الأرض ولكنهم كانوا يمكرون ويمكر الله وهوخير الماكرين
وصل خبر الحشود إلي القائد الحبيب المكرم الحاذق فجمع أصحابه وأشار عليهم سلمان الفارسي رضي الله عنه بعمل خندق عميق حول المدينة وبدأ العمل علي الفور وتم عمل الخندق باحكام .
كانت بنو قريظة يقيمون في المدينة جنبا إلي جنب مع المسلمين وكان بين الطرفين عهد وميثاق بأن يشتركوا معا في الدفاع عن وطنهم ( المدينة ) إذا تعرض وطنهم للغزو ..ولذلك ترك المسلمون نساءهم وأطفالهم بجوار بنى قريظة
وصلت حشود الجزيرة العربية وصعقوا بعد أن شاهدوا الخندق وظلوا يحاصرون المدينة بضعا وعشرين يوما ثم خطر ببالهم أن يتواصلوا مع بنى قريظة وتمت الخيانة واتفقت بنو قريظة علي حرب المسلمين من الخلف ويبدأوا بقتل النساء والأطفال
وصلت الأنباء إلي المصطفي الحبيب فبعث رسله لكي يستطلعوا الأمر وأوصاهم ألا يفشوا السر أمام عامة المسلمين إن كان الخبر صحيحا .
ذهب الرسل إلي بني قريظة يسألوهم فقاموا بسبباهم وسباب الرسول وطردوهم
كانت الأمور في غاية السوء فلو دخل المشركون من ناحية بنى قريظة لقتلوا المسلمين عن بكرة أبيهم بمساعدة من يهود بنى قريظة .
ولكن شاء ربك أن ينهى الحصار والمعركة بجند من جنوده وهي الريح ..فسلط عليهم ريحا صرصرا عاتية اقتلعت خيامهم وآنيتهم وأسلحتهم ..لم تكن ريحا كأي ريح ولكنها ريح سلطها الله عليهم لإنهاء الموقف بكامله فورا ..ولما رأي أبو سفيان ذلك ركب فرسه وقال للقرشيين إنى ذاهب إلي مكة الآن ولن أنتظر لحظة واحدة فقام الجمع وركبوا دوابهم وسحبوا أمتعتهم وانصرفوا ..وقبل أن أكمل سأسألكم سؤالا واحدا ؟! ماهي عقوبة الخيانة العظمى في الدساتير والقوانين الحديثة فرد الجميع : الاعدام .
فقلت لهم : وماهي عقوبة الخيانة إن تمت وقت الحرب ؟!
فردوا : الاعدام رميا بالرصاص من القائد بدون انتظار محاكمة
سألتهم السؤال الحاسم : لوقامت بيننا وبين اسرائيل حرب وانحازت مدينة العريش او رفح المصرية إلي الجيش الاسرائيلي فماذا تتوقعون ؟! ليس في ذلك قول ولا رد طبعا ستنطلق الطائرات المصرية وتجعل رفح والعريش رمادا تذروه الرياح .
وهل عندكم شك أن اتفاق بنى قريظة مع القبائل خيانة عظمى ؟!
فسكتوا ونظروا إلي مواضع أقدامهم ..فقمت من مكانى وتوجهت للخرتيت وقلت له : تكلم أليست خيانة عظمى فرد بانهزامية وذل : معك حق
أكملت : لم يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام إلا نفذ أمر جبريل حين نزل عليه بعد انصراف الأحزاب وقال له : هل وضعت السلاح فقال له : نعم فرد جبريل قائلا : فإن الملائكة لم تضع اسلحتها بعد فهيا إلي بني قريظة فصاح الرسول بالمسلمين قائلا : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بنى قريظة ..فلم تستسلم بنو قريظة وظل حصار المسلمين لهم ثلاث وعشرون ليلة .كانوا يستطيعون انقاذ انفسهم باعلان الاسلام ولو نفاقا وكانوا يستطيعون أن يفاوضوا المسلمين علي عهد جديد او يتركوا اموالهم ومتاعهم ويخرجوا من المدينة ولكنهم أصروا علي العناد فلم يكن أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن يطبق عليهم قوانين الحروب وهي قتل الخونة من الرجال والعفو عن الاطفال والنساء .
نظر الفيلسوف إلي سقف الغرفة صامتا ولم يحر الآخران جوابا
نظر إليهم صديقي سائلا : هل انتهينا من هذه الجولة بالضربة القاضية أم بالجولات كما يحدث في عالم المصارعة فضحكوا ولكننى رددت القول الي صديقي : والله إننى لا يسعدنى انتصار او هزيمة ولكن يسعدنى أن يعودوا إلي رحاب ربهم ..وعزفت علي هذا الوتر طويلا :
من الذي يداويك وتأنس بالدعاء إليه في مرضك ؟
من الذي تناجيه ليلا وتبوح له بأحزانك وتطلب منه المدد والعون
من الذي يمسح دموعك إن فقدت عزيزا
صدقوني يا أحبائي إنكم تظلمون أنسكم ظلما شديدا فرد الفيلسوف قائلا :هل ستهددنا بنار السعير كما يفعل مشايخكم .
قلت له أنا لا اهددك بشيئ أنا أريد أن أعرفكم أنكم رضيتم بالحياة الدنيا وهى دار أحزان وهموم وأمراض ومواجع وخيانة وغدر وفراق ورحيل .. أليست الدنيا هكذا ؟! فقالوا : هي فعلا كذلك وأكثر ..قلت لهم فلماذا لا تذهبون إلي رحاب ربكم حيث الطمأنينة في الدنيا وفي الآخرة ..ليس في الآخرة آلام ولا أحزان ولا شيخوخة ولا مرض ولا موت للاهل والاحباب ولافراق لفلذات الأكباد.
قاطعني صديقي ( وهو أعلم بهم ) : ما زالت هناك لقاءات كثيرة قادمة فلا تتعجل .
قلت لهم : بعد أن شرحت لكم ما حدث ( وهي تسمى في التاريخ الإسلامى غزوة الأحزاب ) لن أنهي لقائي معكم إلا بالإشارة إلي خمسة أمور :
الاول : ان الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحفر في الرمل معهم يدا بيد وكان يقسم الاماكن علي المسلمين بحيث يكون كل مسلم له مساحة محددة وكانت المساحة التى يحفرها الحبيب لا تقل عن مساحة أي منهم
الثاني : أن المسلمين وهم يحفرون اعترضتهم كدية عظيمة أي صخرة عملاقة ولم يستطيعوا ان يكسروها وكانت هذه بمثابة أم الهزائم لأن المشركين سيعبرون من فوقها الي داخل المدينة وسيكون الخندق كله مهزلة لاقيمة لها فذهبوا إلي الحبيب وشرحوا له الأمر فذهب معهم وطلب كوبا من الماء ورشه فوق الصخرة وضرب ضربة قوية فانفلقت الصخرة من ضربته ثم ضربها ضربة ثانية فتهشمت ثم ضربها الثالثة فأصبحت رمادا ...قال في الضربة الأولي : أوتيت مفاتيح قصور كسري وإنى أري ضياءها ( من الشرر الذي كان يتطاير ) وفي الثانية قال (أتيت مفاتيح قيصر وهذه أنوارها وفي الثالثة قال : وهذه مدائن اليمن تتراءي لي ..
ولكي تعرفوا أن هذه كانت بشارات من الله .. عليكم أن تعلموا أن المسلمين كانوا في غاية الخوف والرعب والجوع والبرد ..وكان المنافقون يتندرون بكلام الحبيب ويقولون ساخرين : وعدنا بمفاتيح كسري وقيصر والرجل منا يخشي أن يذهب لقضاء حاجته وفي ذلك يقول القرآن الكريم ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا
وشاءت إرادة الحق أن يتحقق ما قاله رسوله عليه السلام حرفيا فقد فتحت فارس والروم بعد انتقاله إلي الرفيق الأعلي .
الأمر الثالث ..كان المسلمون يربطون الحجارة علي بطونهم من شدة الجوع كان كل منهم يربط الحجر الواحد فلما ارتفع رداء رسول الله صلي الله عليه وسلم فوجدوه يربط حجرين علي بطنه ..هذا هو الرسول الذي افتري عليه المفترون وقالوا إنه طالب دنيا وذوشهوات ..
الأمر الرابع أن خيمة رسول الله كان يحرسها الصحابة أثناء نومه كيلا يغدر به كافر او منافق ..فنزلت آية ( والله يعصمك من الناس ) فأخرج الرسول رأسه من الخيمة وصرف المسلمين قائلا لقد وعدنى ربي بحمايته وعصمته...
وتوجهت بهذه الجملة إلي الفيلسوف قائلا : هل تعلم أن كثيرا من المستشرقين أسلموا بسبب هذه الآية ..فرد علي صاغرا : أعلم ذلك فنظرت إلي الباقين وقلت لهم : إن الانسان الكاذب يدلس علي الناس ولا يدلس علي نفسه أبدا ...فمدعي الطب يصف العلاج للاخرين ولكنه يجري باسرته مسرعا إلي الطبيب لأنه يعرف أنه يدلس علي الناس
الأمر الخامس : نزلت سورة الأحزاب في تلك الأحداث وسوف أقرأ لكم بعض آياتها المعجزة وقولوا لي بربكم هل يستطيع بشر أن يصور الموقف كما صورته الآيات الكريمة :
(إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا .هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديد )
فطلب أحدهم أن أعيد قراءة الآية فأعدتها
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.