بقلم الناقد التشكيلي والأديب سيد جمعة – مصر " أناتِ الخريفِ " روايةٌ الدكتور .. عبد الرحيم درويش هو أكاديمي خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة واستاذاً للمادة في العديد من الجامعات المصرية والعربية ، ولهُ دراساتٍ فيها ؛ صدرت لهُ – ما يقربُ من عشرِ كُتبْ – في الإعلام والدراما و الإتصال ، وهذه الرواية حاصلة علي جائزة إحسان عبد القدوس 2010 م ؛ بالإضافة لرواياتٍ ومجموعات قصصية مُتميزة حاصدة علي جوائز وتقديرات مصرية وعربية . تجعلنا نراهُ يعتلي منصة مبدعيّ الرواية والقصة القصيرة بثباتٍ تؤكد أن الرواية والقصة القصيرة تبقي دائما متوهجة بإبداعاتهِ ؛ وإبداعاتٍ مماثلة لآخرين ؛ وقتما شَعُرنّا بتقلصِ وإنحسار الإبداع فيهما ؛ بعد رحيل الرواد كمحفوظ والسباعى وإحسان وعبد الحليم عبدالله وامين يوسف غراب وغيرهم ... غُلاف الرواية الذى يحملُ إسمُها مع صورتينِ إحداهما لجميلة في مٌقتبلِ العمرِ حالمةً تطبقُ جفونِها على أحلامٍ كأنما تخشي أن تنفرطُ وصورةً أخرى لكهلٍ خطوطِ الزمنِ تحفرُ علي صفحةِ وجههِ تجاعيد و تجارب السنين فما بين نتوأتٍ وتضاريس بارزةٍ أو غائرة وعيونٍ تتراجع وتغورُ عمقاً في إنطفاء ما قبلَ الأفولٍ وخَفوتَ ، بريق الحياة والأمل يلمعُ مكانهما الحسرةٌ والتساؤل و الإستفهامٍ الغامض عما حدث و عما كان ؛ بل و ما يُشبهُ الرفضَ وعدم الفهم ؛ مهما كانت الأسباب والمبرارات ، ذلك كلهُ علي خلفية أجواء الخريفِ المعروفة من جفاف و تساقط الخيبابِ والآمالِ الجافة التى تفترش الأرض التى يعودُ إليها كلُ ما إرتفع عنها خلال سنواتِ العمر ، من الغلاف هذا ما قد نُدركُ بهِ بعضاً او نتحسس منهُ – فى روايتنا – قبل الشروع او الإقترابِ من آناتٍ خريف عمر بطل الرواية ، احمد سبع الليل الشخصية الرئيسية في الرواية ، وهو بؤرة العمل وحولهٍ وفي افلاكهِ المتعددة تدورُ شخصياتٍ هي نجومِ ايضاً لها مداراتِها الخاصة مداراتٍ جدلية مؤثرة في العمل ذاتهِ بنفسِ القدر المؤثر في آنات وتوجعاتِ وآلام مُماثلة لآنات وتوجعات احمد سبع الليل من بداياتهٍ وحتي تساقط الآناتِ منهِ التى إستشعرناها عبر الرواية . هذه الشخصيات ذات الأهمية في الحراك الروائى هم " حسنية زوجتهِ ، ونسرين يسرى ، نفيسة حلاوة ، معتز الحفناوى ، وعُكشة المنياوى وأخرين " . احمد سبع الليل قصتهُ قصة رجلِ عادىّ بدأ كموظف حكومى بسيطٌ مطحونٌ ملامحهُ و عملهُ وحياتهُ و بيئتهِ تتشابهُ فيها امثلهُ من الشخصيات التى تعجُ بها الأحياء الفقيرة و تفترسُها الوانُ من ضنك لقمةُ العيشِ والطموحاتِ المتواضعة أو لنقل الأهداف و الأمال البسيطة التي لا تخرج عن " فُسحةِ من الحركة لزيادة الدخلِ إما بالعملِ الأضافي في نفس الوظيفة أو عملِ اخر بعيدا عن الوظيفة ذاتها بالنسبة للرجال أو العمل في المنازل بالنسبة للسيدات المعيلة أو غير المعيلة " ، احمد سبع الليل نموذجا لعاملٍ بسيط عرك الحياة وعركتهُ يتكئ على تربية دينية عادية في مثل هذه الأوساط ، يميزُ ببساطة ما بين الحرام والحلال والصح والخطأ والواجبات والحقوق ، يؤدى مناسك وطقوس العبادة بتقوى و ورع ؛ يتلمس رضاء الله من خلال قناعاتهِ أن ما أصابهُ ما كان ليُخطئهُ والعكس ُفى يقينهِ صحيح ، يتجنب مواطن اللوم والندم ، ينأ بنفسهِ عن مذلةِ النفسِ والهوان لكن أقداره ومبادئهِ قذفت به إلي أتون زواجهُ من شخصية معاكسةٌ له تماماً " حسنية " التى لا تميزُ بين حرامٍ وحلال ، ولا تقوى أوخشية من الله ؛ غرها جمال جسدِها فكان المالُ وحدهُ " دلايةً" تتأرجح امام عينيها فكان الجسد والمالِ هما المُحرك و الباعثُ وراء كلِ تصرفٍ لها في حياتها ففسدت حياتها وافسدت حياة كلٍ من دار في افلاكِ اطماعِها ؛ بخطيئة جسدية سلمت نفسها برضا ل عكشة المنياوي" الذي تركها وتزوج " نفيسة " بنت حلاوة معلم الخضار الأشهر في المنطقة ؛ و يتزوجها رغم الرفض سبع الليل ليستر فضيحتها ، وينجب منها طفلين ، وتلك بدايات نكساتهِ وسلسلة إمتهانهِ و ذلتهِ ويلاتهِ المُتتابعة فيتعرض لصروفٍ من الإهانة المادية والنفسية و العائلية و كَمٍ من انواع الغدرِ والإستهانة و " المرمطة " القضائية و السمعةِ السيئة في منطقتهِ التي تَجبلُ عليها " حريم " امثال هذه المناطق والبيئات التى ترزحُ تحت حد الفقر وحد القانون والشرعُ العادل بدعمٍ من موظفى السلطات كا أمناء الشرطة أو المحامين أو من يَطوّفون بمحاكم الأسرة لإصطياد هذه النماذج .. * حسنية " زوجة احمد سبع الليل فيها ما فيها من المساوئ و العيوب والإنفلاتِ التام من كل ما هو فطريٌ وإنساني نقيّ ، زوجها او طليقها احمد سبع الليل او ضحاياها وليس هو اخر ضحاياها ، نموذج للتغول اللاخلاقي الذى تطفحُ به برك و مستنقعات لا تصلها يد التقويم والتنمية و التعليم و مقومات الحياة الكريمة فى اي مجتمعٍ أو دولة الشعارات فيها و الأقوال مجرد خِداعٍ " أهبلٍ و ساذج " للمواطنين ؛ متكرر من القيادات ومن بيدهم مقاليد التنفيذ ، حسنية هذه مع كل ما سبق عنها تُحبُ حباً مستوراً احمد سبع الليل وكأن حبها ما يُضربُ بهِ المثل " ومن الحب ما قتل " وهذا جانبٌ من المفارقاتِ التي تحتشد بها الرواية . " نسرين يسرى " نموذج للورد الذى يتفتحُ في الجناين اقصد ينبتْ في غير موضعه ، فتاة بسيطة ، في نفس المنطقة نالها وينالها تأثراُ وتأثيرا كل من يعيش فترةٍ في امثالِ هذه المناطق وحتي لو خرج منها تظلُ عوالقها تتبعهُ كظلهِ ولا يملكُ منها فكاك ؛ لكن نداوة الزهرة وعَبقهِا تقللُ من حدة التأثر بهذه العوالق ؛ نسرين يسرى تعلمت و تأثرت بما تعلمت و صارت القيم و اهمها الحرية ومكافحة الفسادِ رايتها كصحفية وإعلامية واينما كانت تحاول نقل هذه القيم بين خلطائها وزملائها في مكان عملها بل وأينما تسكنُ وتعيش ، هذا العلم وهذه القيم " دعست " وأفنت و اقتات علي سنوات عمرها و شبابها كانثى فقاربت الأربعين دون حُبٍ حقيقي أو زواجٍ كما قالت لها امها وبما تقوله النساء عامة لبناتهن " ضل رجل ولا ضل حيط " نسرين يسرى " هي ايضا أحبت " احمد سبع الليل " ، ورغم قلقهُ منها في البداية وشكهُ في االعديد من التصرفات التى تُدللُ بها علي حُبها له تيقن من هذا الحب ومصداقيتهِ و أزاح علامات إستفهام وتوجس شاغلتهُ كثيراً من فرطِ عدم ثقتهِ بالنساء بوجهٍ عام أو عدم قناعتهِ أن لازال فيهِ موضع " إعجاب قبلما يرقى إلى موضعٌ " أن يُحبْ " ! " معتز الحفناوى " تتوازى شخصيته كشخصية مؤثرة في احداث الرواية بقدر تأثيرهُ المباشر علي وفي شخصية احمد سبع الليل فهو صاحب المصنع الذي يُغدق عطاؤه علي احمد سبع الليل فيساندهُ ويدعمهُ بوسائل شتى ويحولهُ من مجرد عامل على حدِ العوز والمهانة إلي مدير لمصنعهِ ويُهيئُ له مانحاً إياهُ كافة صلاحيات الإدارة فيهبهُ ايضا فيلا ، وسائق ، وبالتالي سعةٌ من العيش بل رفاهية وينتشلهُ من اطرافِ العوزِ والفقر والمهانة مضاف إلى ذلك ثقة كبيرة فيهِ ، اثارت شكوك سبع الليل ، حتي انه لم يجروء علي التساؤل لكنه إحتفظ بهذا الشك في نفسه لعلمه ويقينهُ ان الله لن يخذلهُ و سيمحصُ اسباب إختيار معتز لهُ بهذه الرعاية المقلقة والغيرِ معروفةِ السبب ؛ وصفاء نفسه وطيبتهِ و منحنيات الصعود والهبوط في مسيرتهِ الحافلة بالتناقضات المؤلمة خاصة من الأقربين إليهِ والذين هم في دوائر علاقاتهِ مع الأسوياء وغير الأسوياء ، حتي يُفاجئ بالثمن المفاجئ الذي طالبهُ بهِ معتز و بصيغةٍ تهديد واضحة لا تحتملُ الرفض ... أريدك أن تَقتُل ! " عكشة المنياوى" هو الموازى ذا التأثير الطاعن و المميت في حياة سبع الليل ، هو الذي إغتصب حسنية التى تزوجها لحبهِ لها ليجنبها الفضيحة والعار ، وهو الذي رافقته حسنية كداعرة ومُهينة لسبع الليل في كرامتهِ ورجولتهِ ، وهو الذي تزوجت بهِ نكاية فيهِ ومذلة لأولادهِ ،وهو اقوي رموز القوة والبطش والسلطة و التسلط في المنطقة فيتم ترشيحهِ وإنتخابهِ كعضو في حزب السلطة إمعانا ورمزاً لجبروت التعنت بتولية " الأجهل " المناصب تمكيناً للقهرِ ، وهو الذي يتزوج " نفيسة " المثقفة التي تفوقهُ مكانةً وعلماً بل وذات جذورمُتاصلة و ثرية وذات طموحات ، وهو في النهاية الموكول قتلهِ من سبع الليل بأمر وليس فقط بإيعازٍ من معتز الحفناوى *نفيسة " خريجة الآداب ومن اوائل الدفعة ، قارئة ومثقفة ، عاشت سنوات عمرها لم تقم اي علاقات مع زملاءها من الطلبة ، خضعت لتربية مثالية من أب وفر لها الأمن العاطفي والدراسى مع سائق خاص ، رفضت الزواج المعتاد ، لكنها وخشية مرور الأعوام المفضلة للزواج من البنات قبلت في النهاية الزواج من " عكشة " لثراؤهُ وتغيرهُ الشامل بعد إهتمامهِ بالسياسة وعضويتهُ للحزب الوطنى ، فضلا عن قبولهِ منذ البداية أن يقيم ببيت إبيها كَونِها إبنةً وحيدة لأبيها ولا تستطيعُ ان تُفارقهُ او يُفارقُها ، لكن صادف أنها لم تكن ولوداً ، ليسعي عكشة لاحقاً للزواج من " حسنية " طليقة سبع الليل ، وهنا المفارقة الدرامية التالية ليجتمع ثلاث نساءٍ ( حسنية ، نسرين ، ونفيسة ) علي حبِ رجلٍ واحدِ بقلبٍ واحدٍ ومشاعرهُ متباينة ؛ الحبُ في هذا القلب مِشعَلهُ وهاديهِ رغم فداحة المِحنْ ! الشخصيات الأخرى ك ( حلاوة عوض ، حنفى ذكى ، شحات جعفر ،عشرى عنتر ، الدكتور ) كما سنرى ليست شخصياتٍ عابرة، لكنها في دورها تمثلُ دلالاتٍ حية و واقعية كنماذج لإيجابيات أو سلبيات أ وكتناقضات و إفرازات مثل هذه البيئات أو الطبقات التى تزخرُ بها وأمثالُهم بطبيعة الحال موجودون بدرجاتٍ مُتفاوتة وهي إبنة طبيعية ومن نبتها الثقافي والإجتماعى . هذه الشخصيات كُلِها ؛ رسمها الكاتب بدقةٍ و وسمها بطبائع وسلوكيات دقيقة سيكلوجية وبدنية مُنتقاة بحرفية وحدد معالمِها ودورها في الرواية ، رسمها ثم غادر خشبة الرواية ودفع بها وفق ميزانسين مُعد ؛ فكان توقيت الحركة والصمت والكلام " المنولوج " الذاتي او " الديالوج " الحواري مع الشخصيات الأخري بجانب الفعل ورد الفعل وصناعة الحدث او توقعهُ أو التأثير فيهِ والتخطيط لهُ ، إن كاتبنا في هذا يذكرنا ب لويجي بيرانديلو صاحب قصة ومسرحية " ست اشخاص تبحثُ عن مؤلف أو كاتبنا العربي فتحي غانم في روايته الشهيرة " الرجل الذى فقد ظلهُ " حيث المؤلف يتوارى فعلاً من على " خشبة الرواية " ويترك شخصياتهُ وحدها تتحرك ، تتكلم ، تصمت تُفعلُ الأحداث تضع امام المُتلقي بنوراما مُتكاملة العناصر لغةً وسرداً وحواراً وحبكةً ، كل شخصية يجيئ دورها تنفردُ علي مسرح الرواية تَحكى ، تَسرد ، تُعلق ، تُطرح ، تمهد للحدث وتمهد للشخصية التالية مشاركتِها في الحدثِ والمشهدِ في إتساقٍ وتكامل وتناميّ للشخصيتها وأيضا الشخصيات الأخري دونما فراغات ، فتجعل القارئ والمتلقي يبقي دوما في حالة ركضٍ مستمر وتشوق وتساؤل عن القادم بعدما عرف من الحوار ومن المنولوج الأبعاد الكامنة أو السابقة للحدث أو عن الشخصيات المشاركة في المشهد الحالي او التالي ، براعة المؤلف اننا لم نلتق بهِ في الرواية ولم نشعر بحاجةُ لأي إجابة عن تساؤل ، فكان الإختفاء الإبداعى الرشيد فأثرى النص و اضاف تحديثاً لما بعد بيرانديلوا وغانم . سنلحظُ مع ما سبق ان جمل السردِ في تتابعِها هي فقرات دلالية أحياناً أو وصفيةٍ احياناً اخرى ، وجملِ الحوار ايضاً قصيرة ، وموجزة دونما إسهابٍ فهي لا تتعدي سطوراً و في كلماتٍ قليلة ، تمثلُ إجادة تامة فى عنصرى السردِ والحوار فلا نستشعرُ إلا بسلاسة ومعايشة بل إستئناس لكلِ شخصية ينقلنا لها الحدثِ او المشهدِ الدرامى أو الميلودرامى . كمثالٍ عن نسرين : ) نظرتُ إلى المرآة في تعجب. اليوم أدخل السنة الثانية بعقدي الرابع. خريف أنوثتي يزحف بي نحو شبح العنوسة ويخيفني. أعرف أني لست جميلة. لقد تساقطت أوراق الشباب وذبلت البشرة وأحاطت بي خطوط تجاعيد الوجه. الأيام تسربت مني بلا حب وبلا زواج. وضعتُ وجهي بين يديَّ. لن أبكي بعد أن لمحت شعيرات بيضاء في شعر رأسي. ماذا فعلت المتزوجات؟ هل صار لدينا رجال؟ معظم من تزوجن كان الطلاق مصيرهن. الأسعار في ارتفاع مذهل والحالة الاقتصادية والسياسية أيضا تسوء. الرجل سيُعمِّر طويلا. لقد وُلدتُ قبل توليه الحكم بسنتين. إنه في الحكم منذ ما يقارب الثلاثين عاما. لن يحكم ثلاثين عاما فقط, بل سيحكمنا أربعين أو خمسين سنة. إنه من أسرة معمرة . ( وكمثالٍ ايضا عن سبع الليل : تزوجتها بعد أن قبَّلت يدي وأوهمتني أنها ستعيش معي على السراء والضراء. كانت تراني سبعها وسبع الرجال وسيدهم جميعا. قالت لي يومها وعيونها تكذب: "أحبك يا سبع الليل". كانت قد يئست من أن يأتيها خاطب أو تروق لرجل بعد أن علم الناس بفضيحتها مع عُكشة المنياوي. تركها وتزوج نفيسة بنت حلاوة معلم الخضار الأشهر والأغنى في منطقتنا. قررتُ أن أستر عليها فإذا بها تفضحني في كل مكان وأمام جميع النساء. كُبلتُ بأغلال ولديَّ ماهر وناصر. لو طلقتها فأين سيذهبان. سأظلم نفسي ولن أظلم ولديَّ. سأتعرى ليلبسا وأجوع ليأكلا وأغتم ليسعدا. هذا قدري وهذه حياتي. صاحت بغضب: * نخرج بالمعروف كما دخلنا بالمعروف. * وولدانا؟ * سأتزوج يا سبع الليل. طلقني بدون فضائح. * أنت التي كنت تريدين الزواج مني يا حسنية. * كنت أريد أن أتزوجك, ولكني أريد الطلاق الآن. سيتزوجني عكشة. * وزوجته؟ * لن تعلم. لا أطيق ضنك العيش معك. حرام عليك المعيشة الفقر. * أقبِّل يديك. اعقلي من أجل ماهر وناصر. * لا تحتج بهما. القانون في صفي وهما في حضانتي. * حرام عليك. دعيهما في حضني. * طلقني وإلا سأخلعك يا موكوس. أنت لا تجد لقمة العيش الحاف. طلقني. أعوذ بالله. لا أطيقك. وفي النهاية و الختام ، لقد غادر الكاتب وهبط من على خشبة الرواية ولم يترك لنا إلا كلماتٍ لسبع الليل يختم بها سبع الليل لا الكاتب احداث والمشهد الأخير من الرواية حين يقول : .... وأتساءل من جديد : لماذا لا أتقلب الآن في دورة أيام ربيعي الجديدة هذه بين من أحبهن ويحببنني في ظل زهور رائعة من الحب والنعيم والراحة والصفاء؟ لن أنعم بولديَّ فقط ولكني سأنعم بولد معتز باشا مع نفيسة ونسرين وأبنائنا الذين قد يأتون للدنيا ويسعدوننا. فلتفرح نسائي بهم ولنسعد في ظل حياة جديدة بدورة جديدة من دوراتها المتعاقبة. يخرجنني من أنات تفكيري الخريفي المستمر بضحكاتهن الربيعية التي تتعالي بنسيم رقيق يعيدني إلي حبهن ورفقهن بعبير فرحة وسعادة, فتخرس أناتي ويهدأ قلبي, مهما انتابني التفكير من جديد. سيد جمعه