(أنَارَ الظواهَر بأنوارِ آثاره، وأنار السرائرَ بأنوار أوْصَافِه). أنوار الظواهر: هي ما ظهر على تجليات الأكوان من تأثير قدرته، وإبداع حكمته، كتزيين السماء بالكواكب والقمر والشمس وما فيها من أبداع الصنع وتمام الإتقان، وكتزيين الأرض بالأزهار والثمار والنبات وسائر الفواكه، وكتزيين الإنسان بالبصر والسمع والكلام وسائر ما فيه من عجائب الصنعة. قال تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وقال تعالى: "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها". فهذه أنوار الظواهر ، وأنوار الأوصاف هي العلوم والمعارف والأسرار، والمراد بالأوصاف أوصاف الربوبية كالعظمة والعزة والجلال والجمال والكبرياء والكمال، وغير ذلك من أوصاف الذات العلية، والذات لا تفارق الصفات. فإذا أشرقت السرائر بأنوار معرفة الصفات، فقد أشرقت بأنوار معرفة الذات، للتلازم الذي بين الصفات والذات. ثم الناس في شهود هذه الأنوار الباطنة التي هي أنوار الأوصاف على ثلاثة أقسام: قسم يشهدونها على البعد، وهم أهل مقام الإسلام. وقسم يشهدونها على القرب، وهم أهل المراقبة من مقام الإيمان. وقسم يشهدونها على الاتصال، وهم أهل المعرفة من مقام الإحسان. فأهل مقام الإسلام أنوارهم ضعيفة كأنوار النجوم، وأهل مقام الإيمان أنوارهم متوسطة كنور القمر، وأهل مقام الإحسان أنوارهم ساطعة كأنوار الشمس. فتحصل أن أنوار الباطن ثلاثة نجوم الإسلام وقمر التوحيد وشمس المعرفة.