تواصلت الاشتباكات المسلحة اليوم الأحد بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مناطق متفرقة من سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور في ريف دمشق على جثث في أعقاب عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في الأيام الماضية. من جانبها أرسلت تركيا عددا كبيرا من القوات إلى منطقة أونكوبينار الحدودية مع سوريا وسط توتر تعيشه المنطقة. تدور اشتباكات صباح الاحد في عدد من احياء حلب شمال سوريا بينما تتعرض اجزاء من المدينة للقصف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي الوقت نفسه، تستمر اعمال العنف في مناطق سورية عدة بعد يوم دام سقط فيه 154 شخصا، بحسب المرصد الذي قال انه عثر في ريف دمشق على جثث في اعقاب عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في الايام الماضية. وقال المرصد في بيان صباح اليوم ان "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في احياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان (شرق)، رافقها قصف على حيي الصاخور والكلاسة (وسط)". وقالت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام في عددها الصادر اليوم ان المعارك في الاحياء الشرقية للمدينة كشفت "حقيقة وهم القوة والسيطرة الذي يعيشه المسلحون فيها". واكدت الوطن سيطرة القوات النظامية على "مستديرة الصاخور الاستراتيجية"، وذلك بعدما قامت "بتطهير حيي العرقوب وسليمان الحلبي من المسلحين واعلنتهما منطقتين آمنتين بعد تطهير حي الميدان". واضافت "ما ان بسط الجيش العربي السوري سيطرته على مستديرة الصاخور التي تشكل مدخل المنطقة (الشرقية) حتى سارع المسلحون إلى الهرب باتجاه الريف الشرقي". وواصلت القوات النظامية "عملياتها النوعية بالتقدم على محور باب انطاكيا المؤدي الى اسواق المدينة القديمة"، بحسب الصحيفة. وبعيد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد ضريح الجندي المجهول في دمشق في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين، اكد وزير الدفاع السوري ان "موعد النصر قريب". وكان مراسل وكالة فرانس برس في حلب نقل عن مصدر عسكري ان اشتباكات وقعت ليل السبت الاحد مع مقاتلين معارضين "حاولوا التسلل الى شارع السجن" الواقع ضمن المدينة القديمة، ما ادى الى مقتل ثمانية منهم. وتعرضت الاسواق القديمة في حلب والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، الى حرائق واضرار جراء الاشتباكات المستمرة. وتشهد المدينة منذ 20 تموز/يوليو الماضي اعمال عنف، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011. وفي ريف دمشق حيث شددت القوات النظامية حملتها في الايام الماضية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، افاد المرصد عن العثور على "جثامين عشرة رجال احدهم مقاتل قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من البلدة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الايام الفائتة انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها". واورد التلفزيون الرسمي السوري ان "وحدات من قواتنا المسلحة تطهر منطقتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق من المجموعات الارهابية المسلحة وتعلنهما منطقتين آمنتين". وتتعرض قرى وبلدات في محافظة إدلب (شمال غرب) لقصف الاحد، بعد يوم من سيطرة المقاتلين المعارضين على قرية خربة الجوز الحدودية بعد اشتباكات ادت الى مقتل 40 جنديا من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف بحسب المرصد. كما افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن تعرض بلدة جوسية في ريف حمص للقصف باستخدام الطيران الحربي. وكانت القوات النظامية استهدفت قبل يومين حمص بالغارات الجوية للمرة الاولى. وتعد المدينة ولا سيما وسطها معقلا للمقاتلين المعارضين، وما زالت بعض احيائها تخضع للحصار والقصف. كما تقوم القوات النظامية "بمداهمة احياء البارودية والمناخ والاميرية والحميدية والشرقية" بمدينة حماة (وسط) مع انتشار عسكري في احياء عدة من المدينة، بحسب المرصد. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الى مقتل 154 شخصا السبت هم 47 مدنيا و62 جنديا نظاميا و45 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 31 الف شخص في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا. وقالت محافظة هاتاي التركية في بيان ان "قذيفة مدفعية سقطت اليوم (السبت) عند الساعة 7,00 (4,00 تغ) في عمق 50 مترا داخل الاراضي التركية في ارض خلاء تبعد 700 متر عن قرية غوفيتشي و300 متر عن مركز للدرك". واضاف البيان ان الجيش التركي رد باطلاق اربع دفعات من قذائف الهاون، موضحا ان القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية. وقرابة الساعة 11,30 ت غ سقطت قذيفة ثانية على عمق 1,2 كلم داخل الاراضي التركية وتحديدا في ارض خلاء في المنطقة نفسها، وفق بيان اخر للمحافظة. وقد ردت تركيا باطلاق دفعتين من قذائف الهاون، بحسب المصدر نفسه. ومنذ وقوع حادث خطر الاربعاء اسفر عن مقتل خمسة مدنيين اتراك في قرية حدودية، ترد تركيا بصورة منهجية على قصف مدفعي وقذائف من الجانب السوري. وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إنه جرى إرسال عدد كبير من القوات التركية إلى منطقة أونكوبينار الحدودية في إقليم كيليس. وفى الصور: النيران تأكل سوق حلب القديم، جوهرة أسواق الشرق القديمة. المصدر: فرانس 24.