الشاعرة نادية بوشلوش عمران – المغرب في آخر هزيع الليل ،بين صلوات التراويح و الضباب يبتلع كل شيء هناك ،حيث كنت كالكهل الذي صبى لمعانقة أ رواح كانت طائشة ذات ليلة على الأرض ،تلهث بنهك ،و تئن بصمت غريب تغني أنينها للسواقي و لكائنات الليل ،أرواح أنهكتها النواقيس التي تخيف حينما تدق بعد الثانية عشر ليلا ،تدق مزعجة مخيفة ،غاثية جبارة و أكيد يا حبيبي مخيفة مخيفة جدا كفي عني يا أيتها النواقيس فأنا أكاد أن أقتلع من جتتي من شدة هلعي و خوفي ما بك يا أيها الليل الغريب اللعين ،تقرع نعال صداهم في أذاني بالخوف اللعين مخيفة هي النواقيس و الليل و الصدى و الحجارة مخيفة حقا يا سيدي و هذا الفجر يبتسم و في يده كعكة من الضباب ، و أنا قد إنتهيت من كل عباداتي و إبتهلت بخوفي،لم يتبقى لي إلا أن أخترق الضباب بالعة إياه ،أشق أنفاسي بعشرين قسما لعلني أصل إلى بيتي و إلى فراشي هناك عند السدرة المنهتى من تلك القرية الصغيرة النائمة بين أحضان النواقيس المزعجة. خطوة وراء خطوة ،أتوابي تتطاير كالأشباح وسط الظلام المهيمن ،لم يكن في يدي شيأ و لم يكن في قلبي ❤️ شيأ ،غير وجود مداد يتطاير على الضباب فيلونه بألوان قزحية رغم الليل و رغم تلك الأصوات العابرة في الذاكرة .... صدى من غابوا عادوا الليلة يدونون قصائد حب بين ضباب بارد قاتل ، قامته يشل الأنفاس في ليل رهيب يجول في أنفاسي ،كنت أتمنى أن أهرع إلى سدرة المنتهى في آخر البلدة ،فهناك تنتظرني موسيقى فيروز الهادئة و عزف إلياس الرحباني ،الذي أحب أن أبوح إلى موسيقاه يخوف و أماني ليلي العميق ،أحب أن أبوح له بكل تلك الأماني الممتلئة في قلبي ❤️ الدفين لعلني لن أصل متأخرة لسدرة المنتهى في بلدتي و لعلني هناك ألبس ملابس الغجرية و أرقص بشغف لم يلمس من قبل ،و لعلني سأقول شعرا رومانيا سينحث ذات لحظات على تذكار روماني ،و لعلني أرقص حتي ينير الفجر الجميل من شرفتي على شقائق النعمان التي أحب . الغجرية الحالمة ،و شقائق النعمان و موسيقى إلياس الرحباني و ما ينقصني غير همس للقلم. .