بقلم الفنان والباحث التشكيلي السوري عبد القادر الخليل لن يكون سهلا تصميم خط يشير الى الفن التشكيلي الحالي في محافظة Bizkaiaفي ولاية البسك دون الإشارة الى الفنان التشكيلي Roberto Zalbidea . يشرفني ان اكتب عن الزميل الفنان الكبير الذي فقدناه منذ سنة، وهذا المعرض الكبير الذي تم افتتاحه منذ يومين، هو في ذكرى صديقنا الفنان . معرض يقام في متحف مدينة الفنان , وهذا المعرض الكبير قام في انجازه ابن الفنان. Bobby Zalbidea ولي الشرف انني كنت من الذين حضروا هذا المعرض بدعوة خاصة من السيد بوبي. لن يكون سهلا الحديث عن زميلي الفنان الذي فقدناه في مثل هذه الأيام من السنة الماضية, وإلتقينا في محاضرة لي وكنت أعطيتها في المركز الثقافي في المدينة, واليوم نتحدث عنه في الغياب. خسارة كبيرة لأنه كان ذو انسانية عظيمة وفنان مبدع. في هذا المعرض الكبير راينا منجزات صممها الفنان في السنين الاخيرة والتي تحدثنا عن اسلوبه الخاص في تجسيد مواضيع ذات ثلاثة ابعاد, ثم نرى اشياء اخرى من اسلوبه الذاتي وهي طريقة انصهار الحديد وكيف تمضي عليه تطورات عديدة, من صخر في الجبال الى حديد بعد الانصهار وكيف تمضي السنين ويصبح اكسيد اصفر ويعود الى أفران الصهر في المعامل من جديد. لقد نشأ الفنان سنينه الأولى في مصانع الحديد في مدينة بلباو حيث عمل هناك لتسديد حاجاته الدراسية قبل ان يتفرغ للفن التشكيلي وهذه المصانع تركت في حياته تأثير كبير , حيث كانت مدينة Bilbao من اهم المدن العالمية في صهر الحديد وفي صناعة السفن والبواخر الكبرى وناقلات البترول. كانت مدينة الصناعات ومدينة إعادة الحديد مرة اخرى الى سائل. اما بالنسبة لتصميمه التشكيلي ، فلا بد لي من القول إنه عمل يحتوي على مزيج مثير للإهتمام الاجتماعي , حيث اصبحت هذه اللوحات رمز عصر مضى لكن مازالت ذاكرة الناس تعود الى رؤية ماضي عريق وتاريخي في المدينة. لقد كان الفنان Roberto Zalbidea من الفنانين الاوائل في دعم الانسانية وفي موقفه مع قضايا السلام والحرية . طالب بحرية الآخرين وفي حقوق الشعوب والمجتمعات. وكان يرفض العنصرية بشكل عظيم. فلهذا نجد ان منجزاته الفنية تشير الى التعبيرية والرمزية . ومن خلال الصدأ نرى انشاء اجواء تميل الى الإضاءة , وهي اضاءة اكثر تقارب الى الواقع. هذه هي لغة الفنان روبير الخاصة وإنتقل بها الى محافظات عديدة لانه كان يقول لايرغب بان تكون منجزاته ذات طابع محلي فقط بل ان تكون ذات طابع عام. لقد تمكن من تصوير الصدأ . وتمكن ان يجسد روح الحديد الذي هو اشارة هامة الى الانسان. يأتي من الصخور وفي ارض المعامل يصبح من اقوى المعادن, وثم تمضي السنين ويصبح صدى ثم يعود الى مقابر المعادن ويذوب في الصدى ليعود الى الأرض. اليست هذه اشارة ترمز الى الانسان وغروره في القوة والعظمة. اليس يشير لكل فرد، إنك مهما كنت قويآ فلك ايام وسنين معدودة لتعود الى الارض كما هذا المعدن. الابداع في الفن التشكيلي ليس له اسس قاعدية. وليس الفنان التشكيلي جاء لتحطيم الاسس الماضية والاسس الاكاديمية, بل جاء في التطور الفكري, وكل فكرة جديدة هو الابداع الكبير. لكل زمان رجال, ولكل مجتمع همومه, والفنان هو كما قال عنه الفنان فان جوج. الفن جاء لمواسات كل من كسرتهم الحياة. " من الارض ناتي ثم نصبح اقوياء وفي ساعة القوة علينا ان نكون مع الانسانية. مع الحرية ومع التطور العام وليس ان نبقى في عزلة كبرى نعيش ساعات الغرور وثم نعود الى الندم في سنين الذوبان. فهذا الفنان المبدع عاش مُعارض امام مدمرين القيم الاجتماعية, ومنجزاته تأخذ بنا في حساسية اللون الكاشف حتى نصبح في نغمات دافئة. لم يقف الفنان روبير فقط عند اللوحة بل إنه من كبار فنانين الجدرانيات والف أعمال رائعة انجزها في ساحات المدن المختلفة العديدة من القربة والبعيدة الدمى. وهذه تعد من المراحيل الاخيرة التي مارسها الفنان. في Bilbao, Santurzi, Portugalete, Barakaldo; Balmaseda, entre otras وإسمه سيبقى مربوط بتصميمات كبيرة وهائلة. مثل هذه الجدرانيات كما في منجزات الكاتيدرائيات الحديدية. وهكذا نرى انه صنع منجزات حقق بها طموحاته الذاتية بأن تكون منجزات للعالم أجمع. لقد ابتكر في هذه المسيرة الطويلة انواع من التجارب التي تشير الى التعبير العميق لأن في الوانه هناك تمثيل الى النارجزئيآ ويمثل الجهد الانساني والتعب. كما انه يمثل الشمس التي هي الحياة واليوم الجديد, ضوء متوفر في معامل الحديد ومفقود في مناجم العمل. يطرح الواقعية بتفكير تجريدي. لقد استطاع ان يصل الى تصميم مثالية الصدأ والى كل ما يعني, تأثير عاشه منذ الطفولة في المناطق المجاورة التي عاشت هذه الصناعات, لكن اهم شيء في تجارب الفنان هي معرفته الكبرى للألوان, والتي يجعلنا نقف امامها في جميع سطحيات كل لوحة. ويمكن ان نقول إنه تحدث بلغات فنية عديدة , ففي هذا المعرض الكبير نرى تصميمات في الواقعية, في التعبيرية, في الرمزية, وفي التجريدي التعبيري, في اسلوب الانسانية والحرية . اسبانيا.10/9/2020