وقد كان عمنا لطفي ابراهيم طه رحمه الله يملك كلبا لم يكن ضخما كان ابيض اللون لم اري في حياتي كلبا وفيا مثله وكان عمنا لطفي متزوج باثنتين واحدة في الشرق مقيمة معنا وفي احد بيوت جدي امام والثانية كانت في الغرب وهي قريبتي وفي مقام الخالة وكان عمنا لطفي يعبر النيل الي الغرب وكان كلبه يهرع اليه كي يركب معه المركب الا ان المراكبي كان يرفض فكان الكلب يضطر ان يعوم بجوار المركب ويعبر النيل ... والكلب باللغه النوبية (موغ)..وكنا نهوي تربية الكلاب في النوبة الغريقة ولكن الملاحظ ان الكلب لايمكن له ان يدخل المنازل اطلاقا وكان حدوده عند باب المنازل .. وكانت جدتي تنهرني حينما الاعب كلبي وتطلب مني ان اغسل يدي بالصابون .و قد فتحت عيني علي الكلب الخاص بنا كان كبيرا ذو وقار ولا اذكر انني سمعت نباحه يوما ما ربما لانني كنت انام مبكرا ..وطول النهار كان نائما ولم يكن يقف الا حينما يري المرحوم جدي الذي كان يهتم باطعامه ويبدو ان ذلك كان نابعا من عامل السن حيث كان يحترم نفسه لدرجة انه لم يكن يتبع اناث الكلاب مثل شباب الكلاب ؟.. المهم بعد وفاته قمت بتربية كلب كبير ضخم قوي كان يخشي منه الجميع ..للاسف لم يوافق المسئول مرافقة الأهل اثناء التهجير وتأثرت لذلك كثيرا ..وبعد التهجيرحيث كنت في المدرسة الداخلية بقرية أرمنا واتفقنا مع زملاء واقارب زيارة القرية بعد التهجير والذي تأثرت به القرية التي كانت تعج بالحركة خاوية والبيوت بدون ابوات ودخلت بيتنا فوجدت كلبي داخل البيت ورحب بي وتمسح واردت ان يرافقني الي ارمنا ولكنه رفض وعاد الي داخل البيت لعل وعسي الأهل يعودون كما عدت انا !! .. فالاحزان كانت كثيرة فلم تكن فقط لهجرتنا ولكن كل ماتبعتها من اثار ترك في النفس جرحا غائرا ..الايام في بعض الاحزان تكون كفيلة بمعالجتها الا ان كثرتها بسبب الهجرة وتوابعها عصت علي الايام من مداواتها ..جيل النوبة المستنسخة يسمع منا ويستمتع بالذكريات ولكنهم يلاحقوننا باللوم بل وصل بهم الامر الي اتهامنا في تفريطنا في حقهم بتركنا بلادنا الجميلة كي تغرق وتمحي من جغرافية الوطن الام ... #يحيي_صابر