كشف اختيار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعالي المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة عن حقيقة تتأكد يومًا بعد يوم منذ تولى فخامته مقاليد الحكم قبل ست سنوات مضت ،وهي سعيه الدؤوب والمتواصل عن " أهل الكفاءات" ،من خلال المؤهلات والمستندات والإنجازات ،والتي في مقابلها يأتي مصطلح " أهل الولاءات "، من خلال الادعاءات والوساطات والمؤامرات ! ووفقًا لنص المادة 212 من دستور عام 2014 – بعد محاولة إلغائها في تعديلات 2019 – فإن الهيئة الوطنية للصحافة هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان تحديثها واستقلالها، وحيادها، والتزامها بأداء مهني وإداري،واقتصادي رشيد ،ومن ثم أنشئت الهيئة طبقاً للقانون رقم 92 لسنة 2016 في شأن التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام لتتولى إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة ، ثم صدر القانون رقم 180 لسنة 2018 بإصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ،وفي فبراير 2020 صدرت اللائحة التنفيذية لهذا القانون بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 418 لسنة 2020 ، وبالتالي صدر مؤخرًا قرار فخامة رئيس الجمهورية بالتشكيل الجديد للهيئة. وتشير(سيرة الكفاءة) للمهندس عبدالصادق الشوربجي أنه على مدار 8 سنوات ( 2012 – 2020 ) ترأس فيها مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف ، فقد استطاع العبور بها فترات عصيبة،وتحديات اقتصادية كبيرة، وأزمات بدأت بمحاولات حصار تنظيم الإخوان الإرهابي للمؤسسة قبل أن تسقطه ثورة 30 يونيو،ومرورًا بإسقاط فوائد ديون بنكية متراكمة عبر تسويات سمحت بسداد أصل الدين على أقساط، والشروع في استثمار أصول المؤسسة بشكل يعظم مواردها، والحفاظ على أصولها، ورقمنة أرشيف المؤسسة الذي يعد ثروة كبيرة. وقد كنتُ – ولازلت – شاهد عيان على " كفاءة " الشوربجي منذ قرابة عشرين عامًا ،بدأت حين قررت وزارة العدل إصدار مجلة " التشريع " لتكون نافذة تنويرية قانونية للمجتمع تُطرح للبيع بسعر رمزي لرفع الوعي القانوني للقراء وقد تشرفتُ بعرض فكرتها وتنفيذها وتولى منصب مدير التحرير لها ،وترأس مجلس إدارتها المغفور له معالي وزير العدل حينها المستشار الجليل فاروق سيف النصر ، وترأس مجلس التحرير معالي المستشار الجليل الدكتور سري صيام مساعد وزير العدل لشؤون التشريع ، وكانت مناقصة قانونية لطباعة المجلة ، فازت بها مؤسسة روز اليوسف برئاسة العملاق الأستاذ محمد عبد المنعم ، وفوجئت بأن من أعد المناقصة ( المُنافِسة ) هو المهندس عبد الصادق الشوربجي مدير المطابع، وكانت اللقاءات تترى آناء الليل وأطراف النهار لشغفي ( وفضولي ) بمتابعة كافة تفصيلات التصميم والإخراج الفني ومراحل الطباعة المعقدة ، حتى أنني كنت أرافقه حتى خروج أعداد المجلة في التغليف والتعبئة !! وعبر عشرات السنين ، تابعتُ كفاءة ومهارة وأخلاق الشوربجي ، كما توطدت العلاقات مع جميع قيادات وصحفيي وإداريي بل وعمال وسعاة روز اليوسف منهم الصديق الوقور الكاتب الصحفي الكبير كرم جبر ، وهو من هو كفاءة وعلمًا وخبرة ودراية و ( أخلاقًا ) منذ كان مديرًا لتحرير المجلة ثم رئيسًا لتحرير ومجلس إدارة المؤسسة، وحتى تعيينه رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة ( 2017 – 2020 ) ثم في يونيو 2020 رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ،وعلى مدار سنوات ثلاث كنتُ أنشر مقالا أسبوعيًا ، كما صدر لي كتاب " رؤى تشريعية " عن الكتاب الذهبي لمؤسسة روز اليوسف. ومنذ سبتمبر 2018 وحتى كتابة هذه السطور تجددت تلك العلاقة العلمية الإنسانية ، فاهتم بنفسه – رغم أعباء رئاسة مجلس الإدارة – بطباعة كتابي " قاض مصري في لاهاي " ، وعدتُ كاتبًا للمقال الأسبوعي بجريدة روز اليوسف في لقاء بمكتبه مع نابغة القلم ؛ الصديق الكاتب الصحفي أحمد باشا رئيس التحرير ،واحتفلنا بصدور الكتاب وبعودتي للكتابة ، بحضور عدد من قمم الكتاب والصحفيين والعاملين بهذه المؤسسة العريقة – المتجددة " روز اليوسف " بهاماتها وقاماتها. وقد حرصتُ أول أمس الأحد 5 يوليو 2020 أن أكون من أوائل المهنئين للمهندس عبد الصادق الشوربجي بمكتبه فور حلفه اليمين أمام مجلس النواب ،وبدلا من اصطحاب الورود والشكولاتة معي ، فقد أهديتُه كتابي الأحدث " دار القضاء العالي .. رمز العدالة وقدسية القضاء " في تقليد جديد لإعلاء قيمة العلم والمعرفة التي جمعتنا قبل نحو عشرين عامًا. تحية تقدير لفخامة الرئيس السيسي لاختياره الكفاءات والمهارات دون الوساطات والمحسوبيات وبالقانون تحيا مصر ،،