الاغنيات المرافقة: فيروزيات لاحظت وصديقي باسل النمري أن الحجارة المنقوشة فوق البوابات جرى خلعها وسرقتها وهذا يثير التساؤلات إلى أين ذهبت، ففي فلسطين جرى سرقة مثل هذه الاحجار ونقش عليها آثار توراتية وبنيت مع الحجارة القديمة من جديد في العمق الفلسطيني 1948م في محاولات صهيونية لتزوير تاريخ فلسطين. وفي جولتنا نزلنا لعدة كهوف تحت الأرض فيها بقايا البيوت التي هدمت بالزلزال وآثار تعود للمرحلة البيزنطية واليونانية والرومانية، وعلى قطعة صخرية كبيرة وجدت آثار معصرة رومانية أو بيزنطية كما في كل المناطق التي خضعت لحكمهم في تلك الفترات الغابرة، كما ما زالت بعض آبار الماء التي كانت تعتمد على جمع مياه المطر موجودة وخرزاتها موجودة وأحدها منقوش عليه تاريخ عام 1937م وإن فقدت الخرزات من آبار أخرى مما جعلها خطرة على من لا ينتبه للآبار والفتحات المكشوفة، وفي جولتي الثانية مع الأخ والصديق قدر الجراح جلت نفس الأمكنة مرة أخرى إضافة لمبنيين كانا يستخدمان كمدارس أحدهما مبنى قديم والآخر أحدث، وهي مغلقة ومهجورة بعد بناء المدارس في صمد الحديثة التي تمتد من طريق إربد عجلون وبعض من الأبنية بنيت بجوار صمد التراثية، وهذه المدارس يمكن استخدامها كمعسكرات كشفية وطلابية وللزوار كأمكنة إقامة مؤقتة بدلا من تركها لعوامل الزمن، وبجوارها بعض من القبور القديمة التي يمكن تسويرها وعزلها عن الأبنية، وفي جولتنا وللمرة الثانية لاحظت معاناة صمد سواء التراثية أو الحديثة من مقالع الحجارة والكسارت المحيطة بها ناثرة للغبار ومسببة الأمراض للسكان والتلويث للبيئة، وقد احتج السكان عليها ومنعوا الآليات التي تحمل الحصى والأتربة من المرور من وسط البلدة، كما شاهدت مبنى ما زال منقوشا على أعلى بوابته على 3 حجارة متجاورة تاريخ 1848م على الحجر الأيمن، وفي الوسط الصليب والحجر الأيسر منقوش عليه عبارة "الله واحد"، وبعض البوابات عليها حجارة تحمل نقوش زخرفية وحجر منقوش عليه الهلال، كما شاهدنا مصنع للألبسة بني ولم يعمل ولم يستخدم وقد تم منح الأرض التي كانت بركة رومانية لصاحب المصنع فضاع أثر مهم ولم يكتمل المشروع، وفي حديث مع مضيفنا عبد الله محمد أبو دلو "أبو عادل" الذي استقبلنا في بيته وتجول معنا أفاد أن الكثير من آثار صمد تعرضت للسرقة وأن انعدام المواصلات عن الشارع الرئيس الذي تم فتحه من إربد إلى عجلون كان السبب الرئيس في هجرة البلدة القديمة والاتجاه للبناء قرب الشارع، والبعض هاجر لبلدات أخرى للعمل، وغادرت البلدة مودعا مضيفينا مع الغروب برفقة العم أبو خالد إلى إيدون حيث كنا مدعوين للعشاء في بيت الدكتور عصام أحمد زومط وزوجته هند أبو دلو ابنة أبو خالد المربية ومديرة مدرسة بيت راس للبنات، ومن هناك إلى عمَّان بعد عشاء فاخر وكرم أصيل وسهرة جميلة