كان موعدي الساعة العاشرة و صلت الى المكان قبل الموعد هنا اعتدت ان اكون في مواعيدي دقيقة يراك صاحب العمل بنظرة عذم تقدير ان تاخرت عن موعدك و نحن في ثقافتنا تعودنا ان ضرب لك موعدا فهو على سبيل الاستدلال لا يوجد موعد محدد مع اية جهة او مؤسسة او فرد كان وصلت الساعة العاشرة لا يهم على كل حال من ياتي قبل الاخر يقابل من واعد قبلك و غالبا من ياتي بعد الموعد يقابل قبل غيره و ينتظر في قاعة الانتظارا دهرا ساعة اثنتان لا يهم الفوضى هي وتيرة الحياة التي تعودناها كيف نغير نظرتنا للاشياء و الفوضى التي اعتدناها في بلداننا سابقا حقا لتتعلم عليك ان تسافر ففي السفر نكتسب معاملات الحياة و كلما ضاق بنا المكان ضاقت نظرتنا و قصرت معاملاتنا على ما نعيشه داخل دائرة تعاملاتنا لماذا لا نسابق دوما لاتخاذ نهج الحياة الامثل لنا حتى نخرج من الدوائر و الغوغاء و الضوضاء و الفوضى التي تعودنا عليها اليس العمل عمل في كل مكان ؟؟ لماذا لا نخلص فيه اليس من مبادئنا و قيمنا العدل و الانصاف و من يعمل عليه ان يستحق ما يتقاضاه عليه و الا كان سارقا هل السرقة فقط نهب ما لدى الغير ؟؟ اليس تضييع الوقت سرقة لاننا نتقاضى اجرا على شيئ لم نقم به و كل ثانية نسرقها منه ليس حلالا لنا لماذا لا نتعلم ان ناخذ من غيرنا ما يخدمنا و يخدم القيم الانسانية و يرقى بالمعاملات الثنائية اليس الطالح طالح و القيم قيم و الاخلاق اخلاق في كل زمان و مكان مع اختلاف في العادات و نظرة المجتمعات لان كلا منها يقوم على مجموعة اعراف و قيم ثقافية خاصة بكل مجتمع العمل المتقن ثواب و معاش حياة اذا لما نسبغ على قيمنا الاخلاقية و مبادئنا السمحة و معاملاتنا اليومية ما علمنا ايها ديننا لتلبس معاملاتنا اليومية علٌ الانسان فينا يسمو و يترفع اليس سمو الانسان اثره بارز في المجتمع الذي نحياها اليس تدهور الانسان اساس تدهور كل شيئ اليس حين تنهار الاخلاق يلبس الانهيار كل ما يمس الحياة على كل الاصعدة مهما تباينت اخلاقيا و ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا الهرم اساسه الانسان فان انهارت قيم الانسان تحلت مظاهره للاسف في كل الميادين كم اتمنى ان نرقى في معاملاتنا علنا نصل يوما الى مصاف الدول و المجتمعات الاخرى لنا ما لنا و لها ما لها فلست من يؤيد ان نكون صورة لغيرنا فلكل مجتمع خصائصه و ما قد يخدم غيرنا ليس حتما ممكن ان نلبسه لقيمنا المهم ان تكون لنا وعي و بعدا مستقبليا واضحا و حسا نقديا ناضجا فنحن غالبا للاسف ما نتشدق على كل المستويات بالقيم و الشعارات التي جعلت منا يوما امة لا تغيب عنها الشمس فهربنا بعيدا بقيمنا لمناحي لا تخدمنا كانسان و مجتمع المتراص الكيان قوي الفكر سامي الاخلاق لماذا لا نتعلم ابدا من التاريخ هل التاريخ احمق الذاكرة يجتر الماضي و يجري للامام بنا انه الانسان يبقى معصوب العينين لا يريد ان يبذل جهدا و لا طاقات تسمو به لاجمل مافيه نحن تعلمنا ان نبكي دوما على الاطلال مبدعون نحن في البكاء بدل ان نسعى قدما لتحقيق امالنا اين ذهب الذكاء و اين هي ذاكرة الانسان لم يتعلم من كل يوم مضى ان يسير في دروب الحياة بخطى قائمة على اساس العقل و التخطيط و اعطاء كل صاحب اختصاص فرصته ليثبت جدارته و كفاءته ندور دوما في دائرة الاحباط في كل مجال انسانيا و عاطفيا و اخلاقيا و اقتصاديا و سياسيا حتى بقينا دوما نتعثر في كبواتنا و لا نستطيع النهوض من مستنقع خذلاننا لماذا دوما نتخفى وراء الماضي بدل ان نقيم عليه صرحا للاجيال و تبقى الكيير من الاسئلة تغلي و تتدافع في فكري و تقض مضجعي لا اجد لها جوابا غير اننا ابتعدنا كثيرا كثيرا عن اجمل مافينا و بقينا كلاما لا اذنين تسمع و عيونا لا ترى نقول ما لا نطبق و نحب و نحن نكره الى متى و يكبر السؤال و يتقلص الجواب لكن في القلب يسكن دوما امل بغد اتمناه الاجمل حضر السيد يدعوني لموعدي في الدقيقة و الثانية فقد استطعت ان ارتب مواعيدي ليومي و اخطط له و هذا للاسف مالم استطعه يوما في بلد من بلداننا هذا هو الفرق بيننا و بينهم لا يعد الا بما يستطيع و لا يقول الا ما اقتنع به اليس هذا ما يسمى الصدق في المعاملات يصبغ كل مناحي الحياة الخاصة و العامة ام تراني اتوهم ؟؟؟؟؟ زفرة اه تنطلق من الفؤاد غصبا عني فكم ضقت ذرعا ابحث عن الوجه الحقيقي للانسان فاجده كل يوم بالف وجه و هذه هي الماساة لا يعرف على قدميه يسير ام يديه او راسه يتلون كما يتلون قوس قزح و ان كان شتان بعيني بين الوان الاثنين الاول راحة و بهاء و الثاني يزرع فيك الحيرة و القلق ابدا، فمتى يستقر لنعرف وجوهنا الحقيقية في زحمة الحياة حتى لا نكون كدون كيشوت و هو يصارع طواحين الهواء