الفنان طاهر عبد العظيم صاحب رؤية خاصة فى تصوير المعارك الدينية التى تؤرخ للتاريخ الإسلامى .. فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام بدء مشروع فنى يهدف إلى إحياء أصول السنة النبوية العطرة ، وسجله على مرحلتين بعنوان « رؤية تشكيلية للسيرة النبوية » للدفاع عن هويتنا الوطنية والدين الإسلامى . الفنان طاهر عبد العظيم أستاذ مساعد بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان .. يتوقف عبر رسوماته عند محطات مهمة فى مشوار السيرة النبوية ، ليستكمل المرحلة الأولى بثمان محطات تبدأ بعام الفيل ومولد النبي صلى الله عليه وسلم وانتهت بنزول الوحي ، في ملحمة فنية تشكيلية من ألوان الزيت علي التوال حول سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلسلة طبقاً للأحداث الزمنية استغرقت عاماً ونصف . فضيلة المفتي الدكتور على جمعة قال : أن هذا مشروع نواة صالحة لتوجيه الفن لخدمة السيرة النبوية من خلال الأعمال الفنية المنضبطة بالشرع . وأكد الفنان طاهر عبد العظيم أن هذه الملحمة تعبر عن لمحات من القصص القرآنية وتركز علي نقاط التحول المهمة للسيرة النبوية ، مصورة من خلال 5 أحداث ، بداية من لوحة المدثر التي تصور حجرة النبي صلي الله عليه وسلم وحالته عقب نزول أولي آيات القرآن الكريم ، تليها لوحة الجهر بالدعوة ، ثم دار الأرقم وهي الدار التي كان المسلمون الأوائل يجتمعون بها مدة سبعة أعوام ، ثم الإيذاء . وأخيراً لوحة هجرة الحبشة الأولي ، وقدم لوحاته في إطار بانورامي مبتكر ومركب بعرض 10 أمتار وارتفاع 1.4 متر فى قاعة الكلمة بساقية عبد المنعم الصاوى بالقاهرة . ومن بين ما يميز أعماله الإنفراد في المعالجة التشكيلية وتناوله لموضوع لم يتطرق إليه أحد من قبل ، مستخدماً الرمزية أحياناً والشرح أحياناً أخري في خليط من الرسوم التجريدية بألوان زيتية علي التوال تتميز بالحركة في التشكيل بين لقطات عامة ومتوسطة وأخرى مقربة وأخرى مجردة بين ليل ونهار بإيقاعات لونية ساخنة . عبد العظيم قال : أعد لهذا المشروع إيماناً منى بأن كل موهبة وهبها الله لإنسان يستطيع بفكره وفنه أن يطوعها ، ونعلم أن الدين قد أرتبط بالفن طوال عقود إنسانية طويلة . وإذا راجعنا آثار الحضارات القديمة فسنجد دائماً أن الدين قد إرتبط بالفن حتى أن هناك من يقول أن تاريخ الفن هو تقريباً تاريخ الأديان. وأضاف : هناك إشكالية أخرى وهى سعى البعض إلى أن ينزع عن الفنان هويته الوطنية أو الدينية ، ويتعامل معه باعتباره منزوعاً من ثقافته أو حضارته ، رغم أن هناك من يعتبر الفنان طائراً يحلق فى سماء الإنسانية دون أى إنتماءات ! . كانت الفكرة للبدء فى هذا المشروع عندما سمعت عن الرسوم المسيئة ومحاولة تشوية صورة الرسول صلى الله عليه وسلم . انفعلت بالموضوع كفنان مسلم ، لم تستطع العولمة وما يقال عن الفضاء الإنسانى الذى يعمل فيه الفنان أن يجعلانى أغض الطرف عن المسألة أو أعتبرها من قبيل حرية التعبير ، وسألت نفسى هل إهانة الرموز الدينية هى حقاً من قبيل حرية التعبير والإبداع ؟! . كان ضروريا الرد على الرسوم المسيئة ، ولم يكن هناك أبلغ من الرد بسيرة الرسول الأعظم الذى حاولوا الإساءة إليه ، النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، الذى حمل شعلة التنوير فى أكثر العصور إظلاماً ، ورفع راية الحوار ، ونبذ التعصب فى أكثر أوقات التاريخ تطرفاً وعنصرية . ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق للوصول إلى تلك النتيجة التي لقيت ترحيباً من كافة الأوساط ، واهتماماً إعلامياً كبيراً ، والمجهود الذي بذل في إنجاز هذا العمل جهد آخر سبق عملية الإبداع . وجهد في البحث والتنقيب عن التفاصيل والملامح الخاصة بتلك الفترة بدءاً من أشكال الأصنام التى كان ينصبها العرب حول الكعبة إلى طريقة الملبس ومقاييس الكعبة المشرفة ، إلى جانب استقصاء الدقة في تفاصيل السيرة النبوية والإلمام بكل صغيرة وكبيرة متعلقة بها . وهو الأمر الذي دفع الفنان كما يقول إلى الإلتجاء إلى الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء وعدم الاكتفاء بالقراءات الشخصية وحدها .